مات مارك .. قتله البارود !
يمنات
هيثم صالح
السيد نوبل العظيم ؛ سأكتب اليوم إليك وليس لمارك هذا اللعين الذي لم يجبني حتى اللحظة…
سـ أغازلك كما يفعل كنفاني مع غادة وأمنحك يومياتي التي ستضغط على بريدك ويتفجر بدون بارود ؛ فقط إحذر من الغرق في الحبر ولاتنسى شرب الملح فهو من سيحفظ ضميرك من التكلس أيها السيد.!
ربما سأهديك فكرة أخرى لإنفجار قلب ؛ أو صك غفران لتلك الأشلاء المتساقطة من روحي والتي سببتها أوراقك..!
في سبتمر الماضي كان الليل يجثم بشدة فوق صدري كنت أتنفس الصعداء ألهث عن ثقب أتنفسك من خلاله حتى قررت فجأة هكذا بوقاحة أن أكتب رواية..!
بدأت أرسم الخطة ؛ أتصور الكيفية التي سألفت بها نظرك و أنال اللعنة..!
قلت لنفسي لا أريدها باردة تمتلىء بصفحات المعاناة والبؤس ؛ لن أجعلها مثالية كما يسمح لها العالم..!
نعم خلقت القواعد لتكسر ووضعت القوانين لنخترقها وهكذا هي ستبدو..!
لا أخفيك أنني أتخمت حينها بالكثير من الأفكار وقلت ربما سأفضل فيها السكاكين لأنها لاتحرمني من المتعة حيث التفاصيل المختصرة ؛ أتكفل بـ تصوير المشاعر الصغيرة و أدع المسدسات لنهاية الأمر حيث الختام الذي لم يأتي بعد..!
ربما سـ أخلقه لاحقا لو لم أتلاشى قبل ذلك وربما سيتكفل الزمن بذلك كونها رواية تسطر اللحظة عندما تكتمل ذروتها ؛ علها تصلح للتداول وتحظى بالقبول ولو لثانية بعد نقشها وقبل الطباعة..!
هل تهتم لو كنت هناك مجرد شخصية سادية ؛ أشتهي قتلهم ثم أقسم ظهري في لحظة مباغتة إلى نصفين ؛
أفكر بعد ذلك لبرهة ثم أدلي برأسي من السرير حتى تتساقط منه أقدام المجيء وتلويحات الأيدي الناعمة وتلك الوجوه التي أدارت ظهرها لي وأتأمل جيدا تلك العيون التي فرت من إزدرائي لها!
ستتساقط : بدعات الأبدية ، و صرخات البكم ، وستتناثر الكثير من الشهقات الفارغة بصوت مستعار لقبلة صماء!
بعدئذ سيرتقي إنعطافي بصمت ؛ سيستقيم إعوجاج عمودي الفقري والذي أصابني على المدى الطويل بالبرودة والروماتيزم..!
في عنفوان الحبكة أصافحهم من جديد وأتغطرس قائلا : إذن للتو تسرب كل هذا من رأسي ؛ و الآن أستطيع القول لكم من أنا وهذا بعدما قضيت عليكم….!
أين أنت أيها السيد العظيم ؛ يجب أن تأتي هنا
عليك أن تخبرني بصراحة كيف تضاجع التقييم وماهي امتيازاتك المفضلة ولأي علة تنتقي الكلمات وهل حقاً تهتم للكلمات فقط..!
حتى تعرف فقط..!
منذ ذاك السبتمبر وحتى الآن لم أكتب شيء قط؛ أشعر بالأسف لسماعك هذا فقد عجزت حقا دون أن يعرف أحد أو يدرك السبب حتى أنت كذلك تشبههم كثيرا..!
لا يخفاك أيضا أنني صحوت اليوم التالي ولا زالت الحماسة ملتهبة في أناملي حتى صدفتني بعض الروايات التي لا أقرأها كثيرا باستثناء المقدمة..!
جاء الليل وقد انطفأت تماما على مرأى العالم وفشلت في كل ما يمكنك تخيله…
هل يمكنك تصور ما حدث ؛ إنه لأمر عصيب أن ترتطم بقوة ولم يعد للشهيق أي معنى ويفقد الزفير إيمانه بالعبور ؛ إنني في حالة يرثى لها ؛ هل جربت هذا الشعور الذي ينخر كيانك ويشل منك كل ما يتصف بالحركة أكان عضوا أو عملية مجردة..!
كيف سأكتب وإيمان الأمس مفقود ومنطق اللحظة رهين للكثير من العهر والفراغ والعبث..!
لم أعد أدري هل أستحق التقدير على هذا الوقار الذي منحته تلك الأعمال
هل أستحق نيل رضاك عن هذا الخوف الذي يمنعني من الإقدام والخوض في ذلك الحجم المجهول في محيط العظمة ؛ لمعنى أن تقول ها قد شرعت بالكتابة ثم ها أنا للتو أكتب رواية..!
أيها السيد أيها الحارس العظيم كما أرجو..
حتى تحفظ للأدب قدسه يجب أن تضع في اعتبارك بندا عريضا لا يمكن تجاوزه..!
كـ ذات تغتسل بـ الحبر تستحق (نيل الأدب)
و ذات تستنجي بـ الورق نسميها (نيك الأدب)..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.