ما وراء التداعيات الأخيرة في البحر الأحمر..؟
يمنات – خاص
أنس القباطي
التداعيات الأخيرة في البحر الأحمر تضع مسار الحل السياسي في اليمن على المحك، خاصة عقب تعليق السعودية تصدير النفط عبر مضيق باب المندب.
التداعيات بدأت باستهداف ناقلة نفط كما تقول السعودية و بارجة حربية كما تقول قوات حكومة الانقاذ، جاءت بالتزامن مع تواجد المبعوث الأممي، مارتن غريفيث في صنعاء، في اطار جهوده لتجنيب مدينة الحديدة معركة وشيكة.
الموقف الاماراتي و معه موقف حكومة هادي بدا خلال الأيام الماضية ممتعضا من تحركات المبعوث الأممي و الانفتاح الاوروبي على صنعاء، و الذي وصل حد مهاجمة وزير خارجية حكومة هادي للمبعوث الأممي و موقف الاتحاد الاوروبي و حتى بريطانيا من الملف اليمني، تلاه تأكيد وزير الدولة الاماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش، و الذي أكد فيه على أن معركة الحديدة قائمة، في حال فشلت جهود غريفيث.
و كانت صحف عدد من الصحف السعودية هي الأخرى قد تناقلت أخبار عن فشل مهمة غريفيث في اقناع أنصار الله بالانسحاب من الحديدة، و دفعها باتجاه الحل السياسي باعتباره الوسيلة للضغط على أنصار الله للعودة إلى طاولة التفاوض، كما جاء في تلك الصحف.
الأيام القادمة ستشهد تداعيات جديدة في هذا الجانب، و يبدو أنها تستهدف افشال جهود غريفيث في الوصول إلى اتفاق حول الحديدة، و الذي يبدو أنه كان يسير بخطوات حثيثة باتجاه الولوج إلى هذا الاتفاق، أو أن هناك مخطط أخر لم يتضح بعد.
يرى البعض أن البارجة كما يقول أنصار الله و ناقلة النفط كما تقول السعودية كانت طعما بلعه أنصار الله، بهدف الوصول إلى القرار السعودي بوقف تصدير النفط عبر مضيق باب المندب. غير أن أخرين يرون أن السعودية استثمرت ما حصل و وظفته لتحقيق هدفها المتمثل في اعاقة جهود غريفيث، غير أن أصحاب الرأي الذي يقول بأن البارجة/الناقلة كانت طعم، يرون أن الموقف الكويتي الذي جاء على لسان مسئول كويتي بأن بلاده تدرس ايقاف تصدير الشحنات النفطية عبر مضيق باب المندب، دليل على ذلك، و يؤكدون أن الموقف الكويتي ستليه مواقف أخرى قد تكون خلال الساعات القادمة، قد تأتي من البحرين، و ربما من الامارات.
لا يستبعد مراقبون أن يكون القرار السعودي جاء منفردا و دون التنسيق مع الامارات، التي لم تعلق حتى الآن على استهداف البارجة/الناقلة، ما يجعل التكهنات بوجود خلاف سعودي – اماراتي حول معركة الساحل الغربي وارد.
لا يستبعد المراقبون أن تكون السعودية من خلال قرارها ارادت لخبطة الحسابات الاماراتية في الساحل الغربي، غير أنهم لم يستبعدوا أيضا أن تكون السعودية ارادت احباط جهود غريفيث و العودة إلى الحل العسكري، و ربما تصدر معركة الحديدة.
و أشاروا إلى أن الموقف السعودي قد يذهب باتجاه شديد الحصار على ميناء الحديدة على غرار ما حصل في نوفمبر/تشرين ثان 2017، عقب اطلاق صواريخ باليستية باتجاه الرياض.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.