تراشق بالبيانات بين طرفي الصراع في مقاومة تعز .. هل سيكون ذلك مقدمة لانفجار الوضع عسكريا..؟
يمنات – خاص
أصدر الفصيلين السلفي و الاخواني في مقاومة تعز، بيانين على خلفية ما يجري في مدينة تعز، من توتر، يراه البعض مقدمة لمواجهات كسر العظم بين الفصلين، في ظل معطيات جديدة بدأت تبرز في المعسكر المحلي الموالي للتحالف السعودي، منذ زيارة هادي إلى أبو ظبي.
بيان قائد كتائب أبي العباس السلفية، عادل عبده فارع “أبو العباس” الصادر السبت 11 أغسطس/آب 2018، اتهم اللواء 22 ميكا، المحسوب على فصيل الاصلاح في مقاومة تعز، بالهجوم على مواقع الكتائب.
و أشار البيان إلى أن هذه الهجمات تزامنت مع تحريض إعلامي يفجر في الخصومة لتحقيق مصالح سياسية ضيقة. مبديا أسفه لما سماه “التنكر” لتضحيات كتائبه و أدوارها في مقاومة (الإنقلابيين) و الدفاع عن تعز.
كما ابدى أبو العباس المدرج في قائمة الارهاب الأمريكية، أسفه لاتهامه و كتائبه بأنهم جماعات إرهابية. منوها إلى أن ذلك تم دون النظر إلى عواقب ما سماه بـ”الأكاذيب والافتراءات” على (وحدة الصف).
و رد اللواء 22 ميكا، الذي يقوده العمي صادق سرحان، و الذي شكل أغلبه من فصيل الاخوان في مقاومة تعز، على بيان أبي العباس، بيان صدر الأحد 12 أغسطس/آب 2018، أشار فيه أن الانتماء للمؤسسة العسكرية ليس مجرد بيانات تتلى أو شعارات تروج ، و أنه لا يمكن ان يرتبط الجيش بمسميات شخصية أو كتائب تتبع شخص أو جهة بعينها، و لا كيانات مشبوهة، و لا ولاءات غير وطنية و خارج المؤسسة العسكرية، في اشارة لكتائب أبي العباس، التي يصنفها البيان ضمنيا على أنها مليشيات.
و وصف البيان كتائب أبي العباس بأنها “مجاميع مسلحة” خارجة عن النظام و القانون. زاعما أنها تصر على تشويه سمعة الجيش (الوطني) و بادعاء انتمائهم اليه.
و اتهم هذه المجاميع بممارسات خارجة عن القانون بشكل دائم و الاعتداء على المؤسسات العامة، و قطع خطوط الإمداد على الجيش المرابط في خطوط التماس في الجبهة الشرقية.
و زاد البيان باتهام كتائب أبي العباس بطعن افراد الجيش (الوطني) من الخلف، و قتل الجنود و حماية القتلة و خلايا الارهاب و المطلوبين امنيا، و توفير الغطاء و الدعم و الرعاية و الايواء لهم، و اقتحام و احتلال المؤسسات الامنية و المدنية و نصب المتاريس بالشوارع و ترويع الآمنين و اقلاق السكينة العامة.
و استشهد البيان باختطاف طاقم العمل المدفعي في القطاع الأول التابع للواء في نقطة الشيباني التي تديرها كتائب ابو العباس، و تسليمهم لمن وصفه البيان بـ”لقاتل الارهابي السفاح” حمزة الكحيل. متهما عادل العزي نائب أبي العباس بإصدار تلك التوجيهات و بشكل مباشر. منوها إلى أن المختطفين تم تصفيتهم بصورة بشعة في فناء مدرسة الأقصى، تقع في نطاق سيطرة كتائب أبي العباس.
البيانات يكشفان عن حجم الاحتقان بين الفصيلين، ما جعل مراقبون يحذرون من مواجهات بين الفصيلين، قد تستمر لفترة أطول، خاصة في ظل المستجدات على الساحة، و التي يعد التقارب بين الإمارات و هادي، عامل قد يدفع إلى تعجيل المواجهة، خاصة و ان الاصلاح يرى في هذا التقارب استهدافا له، من خلال دفع الإمارات بالفصيل المؤتمري الموالي لـ”صالح” و الذي بات أقرب لها، للتحالف مع “هادي” كبديل لـ”الاصلاح” الذي يوجه سياسة الحكومة و يسيطر على مكتب رئاسة الجمهورية من خلال الجنرال علي محسن نائب هادي و مدير مكتب الرئاسة عبد الله العليمي.
يحذر مراقبون من توجه الفصيل العسكري في تجمع الإصلاح، الذي تسيطر عليه قيادات اخوانية معتقة، لتفجير الوضع العسكري في تعز، خاصة مع اقتراب موعد زيارة مرتقبة لـ”هادي” إلى مصر، بهدف خلط الأوراق و افشال الزيارة، التي يتوقع أن يقوم فيها الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بدور الوسيط بين الإمارات و هادي، بما يؤدي إلى حل الاشكاليات العالقة بينهما.
دخول النظامين المصري و الإماراتي – المناوئان للإخوان – على خط التقارب مع هادي، يمثل قلق كبير لـ”تجمع الاصلاح” الذي أصبح مصنفا في الصف القطري، الذي يعيش حالة حصار من قبل السعودية و الامارات و البحرين و مصر، و لهذا ستسعى قيادات الإصلاح، خصوصا الفصيل العسكري لمنع هذا التقارب.
تؤكد مصادر محلية في مدينة تعز ان التوتر يتصاعد بشكل يومي بين الفصيلين السلفي و الاخواني، اللذان يقومان بعمليات تحشيد إلى أحياء المدينة و الثكنات التي يسيطران عليها.
و اعتبرت المصادر استمرار الاشتباكات المتقطعة و تبادل القصف بين الفصيلين، سيؤدي إلى انفجار الوضع على غرار ما حصل في يناير/كانون ثان الماضي في عدن.
يقول سكان محليون ان نشر المسلحين و استحداث المتارس في أحياء مدينة تعز مستمر على وتيرة متصاعدة منذ الأسبوع الماضي.
هذا التحشيد المترافق مع ضخ اعلامي مؤشر واضح على أن مدينة تعز ينتظرها مستقبل دموي في قادم الأيام، سيكون المدنيين أكبر المتضررين منه.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.