فنزويلا و اليمن ..!
يمنات
عبد الجبار الحاج
(1)
ورائها أمريكا وكولومبيا .. نجاة فنزويلا وامادورو ومرارة أمريكية بطعم العلقم
تذوقت أمريكا مرارة الفشل والهزيمة للمرة الألف في محاولة الاغتيال والانقلاب الأخيرة في فنزويلا وعبر أدواتها المعتقة في نظام كولومبيا العميل الذي لم يكن يوما سوى البلد الأكبر لإنتاج وتهريب المخدرات وإيواء وعسكرة عناصر التخريب وتصدير الجرائم لمعظم أمريكا اللاتينية.
وكولومبيا هي أكبر قلاع الثورة المضادة في عموم البلدان اللاتينية … فشلت محاولة اغتيال الرئيس الفنزويلي امادورو وهو يلقي خطابا في عرض عسكري ورسمي وذلك عبر استخدام الطائرات المسيرة التي كشفت التحقيقات الفورية والقبض على عناصر مشاركة في مخطط لايتوقف عند محاولة الاغتيال بل ضمن مخطط لتصفية الرئيس جسديا وتفجير الفوضى من خلال عملية واسعة تسترت وراء إضراب سائقي الشاحنات ..
وتم إسقاط المسيرتين من قبل قناصة الحرس الوطني قبل وصولهما منصة الرئيس نيكولاس امادورو وأصيب سبعة جنود بجروح .. وأعلن وزير الإعلام في فنزويلا خورخي أن الهجوم هو محاولة اغتيال الرئيس مادورو أثناء إلقائه كلمة بمناسبة الذكرى الـ81 لإنشاء الحرس الوطني، عبر طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات، انفجرت إحداها قرب المنصة الرئاسية. وأسفر الحادث عن إصابة 7 أفراد من الحرس الوطني بجروح طفيفة، ولم يصب الرئيس الفنزويلي بأذى.
أكد وزير الإعلام الفنزويلي خورخي بعد الاعتداء الذي تعرض له مادورو وهو يلقي كلمته خلال العرض، أن الأخير «خرج دون أن يصاب بأي مكروه، وهو في هذه اللحظة يمارس مهامه العادية وعلى اتصال مستمر مع مسؤولين سياسيين ووزراء وقادة عسكريين».
وذكر رودريغيز أن الانفجارات تسببت «ببعض الجروح لسبعة جنود» في الحرس الوطني، وهم الآن يتلقون العلاج. و في اليوم التالي عبر كلمة متلفزة حيا مادورو الشعب والجيش وأثنى على اليقظة وشدد على تأكيد ثبات مواقفه السياسية والاقتصادية ضدّاً من الإرادة الأمريكية .. و فور محاولة اغتياله بعدة طائرات مسيرة أعلن مادورو، أن سلطات كولومبيا تقف وراء العملية،و اتهم المعارضة والرئيس الكولومبي، خوان سانتوس، بالوقوف وراء الهجوم، مضيفا أنه يتوقع من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المساعدة في التحقيق في محاولة الاغتيال، … (… نظرا إلى أن بعض مدبري الهجوم عليه يقيمون في الولايات المتحدة، وتحديدا في ولاية فلوريدا ) !
وبحسب مااعلنت الداخلية الفنزويلية عن احتجاز ستة أشخاص متورطين في محاولة اغتيال الرئيس مادورو أمس السبت. فإن الحقائق تزداد جلاء لتكشف التورط الكولمبي وخلفه أمريكا التي تاوي عناصر ضالعة في مخطط ينفذ ويدار من داخل أمريكا .. وتمثل كولومبيا أحد أعنف الخصوم للحكومة الفنزويلية الحالية بقيادة مادورو، واندلعت أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين خلال ولاية مادورو الأولى حينما أعلنت الحكومة الكولومبية والرئيس خوان سانتوس دعمهما العلني للحركة الاحتجاجية المناهضة للسلطات في كاراكاس، ما دفع خليفة تشافيز لاتهام بوغوتا بنشر قواتها سرا في فنزويلا. سيناريوهات متكررة لكولمبيا بعد تولي مادورو ولايته الرئاسية الثانية . ..
لكن هذه المرة مع ضغوط دولية مشددة على نظامه، وخاصة من قبل الولايات المتحدة، التي بادرت بفرض عقوبات على كاراكاس، وبتصعيد اكبر نطاقا ..
فكولومبيا المجاورة، أصبحت نقطة تمركز للقوى المعارضة للرئيس مادورو. وعلى مدار الثلاثة الأشهر الماضية تحدث مادورو مرارا عن إعداد حكومة كولومبيا سلسلة عمليات استفزازية تحمل طابعا عسكريا في كل من كولومبيا وفنزويلا والغرض منها إثارة نزاع مسلح بين البلدين، فيما انتقدته كولومبيا بشدة على ما وصفته بقمع المعارضة واتباع سياسات اجتماعية فاشلة.
فكولومبيا آخر قلاع قوى الثورة المضادة في أمريكا اللاتينية ومصدرة لكل مخططات المخابرات الأمريكية في معظم دول أمريكا اللاتينية التي خرجت من تحت هيمنة أمريكا .. وتمثل في الفترة الحالية حليفا ثابتا وموثوقا به بالنسبة للولايات المتحدة، كما هي منذ نصف قرن تعد حليفا أساسيا للناتو في المنطقة، وتستضيف على أراضيها تدريبات عسكرية تشمل القوات الخاصة التابعة للحلف كولومبيا مركز للقوى المناهضة لفنزويلا ومادورو ومحطة ومعسكرات تخريب تنطلق نحو فنزويلا ، على غرار ولايتي فلوريدا وميامي الأمريكيتين، اللتين كانتا منذ وقت معين مركزين للجهات المناهضة لكوبا وزعيمها فيدل كاسترو».
وتنفذ كولومبيا سياسات قمعية عنيفة وتبعية أمريكية ولدت رفضا وطنيا واسعا ما نتج عنه تشكل حركة تمرد عمرها ستة عقود لتعيش أطول ثورة وصراعا دمويا يعود إلى ماقبل أكثر من نصف قرن وتعرف حكومة بوغاتو جيدا أن فنزويلا رفضت إيواء أو مجرد دعم هذه الحركة التي صعدت قبل مجيء شافيز بأربعين عاماً تقريبا …
وتصاعدت جراء الجريمة ردود الفعل الدولية على محاولة الاغتيال والانقلاب الفاشلة ضد الرئيس والنظام الفنزويلي المعادي والرافض للهيمنة الأمريكية وهي العملية الإجرامية التي وقعت وبحسب مصادر عدة : اتهم رئيس بوليفيا موراليس الولايات المتحدة و»أعوانها»، بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس السبت….
وكتب الرئيس البوليفي موراليس على «تويتر»: «ندين بشدة هذا العدوان الجديد والهجوم الجبان على الرئيس نيكولاس مادورو والشعب البوليفاري».
وتابع: «بعد فشل محاولاتهم للإطاحة بمادورو بالوسائل الديمقراطية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، ها هي الإمبريالية الأمريكية وأعوانها تعتدي على حياته»، معتبرا أن محاولة اغتيال الزعيم الفنزويلي تعد بمثابة جريمة ضد الإنسانية.) من جهتها دانت سلطات نيكاراغوا محاولة الاغتيال وقالت خارجيتها في بيان عن الرئيس دانيال أورتيغا: «لقد علمنا للتو عن الهجوم الإرهابي على رئيس فنزويلا، الأخ والرفيق نيكولاس مادورو، الذي نفذته قوى اليمين الخفية، المليئة بالكراهية والخاسرة في كل مكان، والعازمة على مواصلة تخريب أمريكيتنا». واتهمت حكومة نيكارغوا «الإرهابيين الجبناء والمجرمين» بتنفيذ الهجوم، مشيرة إلى أنهم «لم يستطيعوا ولن يهزمونا، ولن يمروا بفعلتهم».
أما السلطات الكوبية فقد استنكرت محاولة اغتيال مادورو، وقالت الخارجية الكوبية إن «الجنرال العام، السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي راؤول كاسترو ، والرئيس الكوبي ميغيل كانيل يدينان بشدة محاولة اغتيال الرئيس نيكولاس مادورو، ويعربان عن تضامنهما ودعمهما اللامحدود له وللشعب البوليفاري العظيم».
كما دانت الخارجية التركية محاولة الاغتيال الفاشلة، وقالت إنها تلقت نبأ محاولة الاغتيال بحزن، وأعربت عن ارتياحها لعدم إلحاق أي أذى بالرئيس مادورو، وتمنت الشفاء العاجل للعسكريين الـ7 الذين أصيبوا في التفجيرات.
وأكدت وقوف تركيا إلى جانب الشعب الفنزويلي ورئيسه مادورو وأعضاء حكومته في هذه الفترة العصيبة، مشيرة إلى أن إحلال الأمن والاستقرار والرخاء في فنزويلا يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للسلام الإقليمي والعالمي.
وفي إيران ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بمحاولة الاغتيال بشدة واعتبر أنها «تهدف إلى زعزعة الاستقرار والأمن في فنزويلا ويخدم مصالح أعدائها حكومة وشعبا».
إن دائرة التنديد بالجريمة واتساع نبرة وحدة الخطاب المتضامن مع فنزويلا ورئيسها يكشف عن تعاظم مساحة الرفض لسياسات أمريكا وعن سياسات مجنونة ومفضوحة تغرق أمريكا في الفشل والعزلة يوما بعد أخر.. امتد التضامن مع امادوروا ليقوم اللاعب اللاتيني الشهير مارادونا بتقديم التهنئة شخصيا للرئيس الفنزويلي … كلما نجحنا في إفشال أمريكا في جزء من العالم خسرت أمريكا أجزاء من قوتها نحو الانهيار المحتوم والذي تصنعه الإرادات الشعبية والقادة الشرفاء عبر العالم …
(2)
فنزويلا و اليمن .. ومؤشر البيان الاول في الاتجاه الصائب
ما يدعوني الى هذه المقارنة ليست المتطابقة تماما لكنها مقارنة من نواحي عدة اولها ان ادوار امريكا وسياستها القائمة على استخدام (فائض القوة الغاشمة( بتعبير الراحل هيكل .. في تحويل انظمة شتى الى دور المقاتل والممول لحروبها القذرة في نهب خيرات شعوب العالم فدور كولمبيا في القارة اللاتينية يشابه الى حد كبير دور السعودية في منطقتنا .
من هنا اشير الى دواعي ضرورات مؤاتية لحضور يمني غاب طويلا في حقل السياسة في تلك اليلدان . فكان بيان المشاط مؤشرها الذي يتوجب البناء عليه ….
لم تغب اليمن عن المشهد الفنزويلي اثر فشل محاولة الاغتيال للرئيس امادورو ..وهو حضور يحسب للرئيس المشاط وهي الخطوة الاولى في سد الفراغ الذي غابت عنه الدبلوماسية اليمنية بل وغابت السياسة الخارجية عن اهم رقعة جغرافية واسعة تشكل فيه دول امريكا اللاتينية البيئة السياسية الاشد مناهضة للهيمنة الامريكية وهي الساحة الاوسع لسياسات الرفض الشعبي والرسمي لامريكا ومخططاتها ..
من الفطنة السياسية والحنكة والقراءة الواضحة لاختيار الاصدقاء ان تتحرك مفاعيل السياسة الخارجية الى ذلك العمق والجغرافيا الشاسعة في فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاروجوا وغيرها من البلدان التي وقفت الى جانب اليمن في وجه العدوان بدلا من عبث الرهان على الدول الواقعة في فلك السياسة الامريكية وتلك هي النظرة الذي سارع الى اصدار بيان الادانة للجريمة الامريكية الكولمبية التي استهدفت ليس محاولة الاغتيال ولكنها محاولة اغتيال ضمن مخطط اشمل وهو انقلاب دموي فاشي واسع النطاق في استهداف ذلك البلد الصديق .. اريد من التوقف امام بيان الرئيس الصماد ان اكرس لنهج سياسي يتوجب ان يتجه نحو الاصطفاف مع قوى فقد كان اول بيان ..
عبر عن تضامن اليمن مع الرئيس الفنزويلي وحكومته والشعب الفنزويلي الصديق.. مؤكدا أن محاولات اغتيال زعماء الدول المناهضة للمشاريع الأمريكية والصهيونية في العالم ظاهرة متكررة. وأشاد بالدور الذي تقوم به فنزويلا في التضامن مع الشعوب المستضعفة ومناهضة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا…
واكد بقوة عن وقوف اليمن إلى جانب الشعب والقيادة الفنزويلية .. لافتا إلى عمق العلاقات بين البلدين الصديقين. هكذا اقول ان البيان مؤشر ذو دلالة على وضع الاحجار الاولى في اساس ومدماك السياسة الخارجية الواقعية ..
والسياسة الواقعية هنا لا ان تهرق ماء وجهك في تودد الكويت والاردن والمغرب وتنسى الجزائر ولسيت الواقعية ان تتوجه الى كندا وتستغني عن الصديق الحقيقي والجاهز في فنزويلا وبوليفيا ونيكاراجوا هذا على المثال ولو كنت وزيرا للخارجية لكانت هذه وجهتي او لكنت قد قد وفرت من الفضاء الدولى المعادي او المحايد سلبيا في احسن الاحوال مساحة في تلك المنطقة وغيرها من مناطق العالم اصوات واياد ومواقف تقف الى جانبنا ونقف الى جانبهم وهذه هي الواقعية وليست تلك الواقعية على طريقة احد البلهاء حين عرض عليه اهله الزواج وان يختار من يريدها فكان لا يقع اختياره الا على فلانة زوجة فلان ..
وهذه النكتة الساخرة هي التوصيف الملائم لسلسلة المواقف الخارجية التي ترجو من الذئاب التعايش والرعاية وتتجاهل وتنسى ان تمد اليد الى الاصدقاء الحقيقيين .. ان تقف اليمن الى جانب الصين وروسيا واسبانيا ومجموعة الدول الاتينية من كوبا وبوليفيا ونيكاراغوا والسلفادور ، وعشرات الدول في مواقف وبيانات ادانة وتضامن ضد محاولة الاغتيال والعنف فهذا ما احسبه بالتفافتة نحو مساحة غبنا عنها طويلا على الرغم من ان وزارة الخارجية الكولومبية اصدرت بيانًا “ينفي تورّط حكومة بوغوتا في الحادث”.
الا ان الدلائل والادلة التي اعلنها امادورو تقطع باليقين ضف اليها خطاب الرئيس الكولمبي الفاضح النوايا والاهداف … الاوضاع هناك تدعونا الى متابعتها لنقف عليها تباعا ..
فقد كشف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أنه “يمتلك أدلة تثبت تورط كولومبيا في محاولة اغتياله السبت الماضي”، مشيرا إلى أنه “سيتم الإعلان عنها …) وذكر مادورو، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي: أن قوات الأمن اعتقلت كل المنفذين وسنلاحق المدبرين لمحاولة الاغتيال هذه ..) لافتا الى أنه : أمر واضح وهناك ما يكفي من الأدلة عن مشاركة الحكومة الكولومبية ..مضيفا بان القتلة والإرهابيون تدربوا على أيدي مدربين كولومبيين موضحا تفاصيل ادق واوسع …
كما شدد على أن المسؤولين عن تسيير الطائرتين، تدربا في مدينة شيناكوتا الكولومبية الواقعة شمال شرق كولومبيا..
ودعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو القوات المسلحة إلى “التحذير من خطة مزعومة من واشنطن لخلق استفزازات على الحدود … وشدد مادورو على أن الولايات المتحدة تخلق استفزازات على الحدود مع كولومبيا….لتقريب البلدين إلى المواجهة المسلحة …..
طالباً من القوات المسلحة الفنزويلية بأن “تكون على أقصى درجات التأهب.. كما نوه الى أن الجماعات شبه العسكرية تتسلل على الحدود للقيام بإلحاق الضرر لسكان الفنزويليين ومحاولة تصعيد مجموعة من الاستفزازات ..متهماً نظيره الكولومبي خوان سانتوس باعداد سلسلة من الحوادث والاستفزازات ذات الطبيعة العسكرية لتوليد نزاع مسلح بين البلدين …
من جانب كولمبيا فقد كشف الرئيس المنتهية مدته التي دامت ثمان سنوات كشف باقوال حادة التناقض ففي حين يدعو الى السلام فهو يعلن الحرب في ذات الوقت كخيار لاسقاط امادورو!!! التعجب هنا من سلام الرئيس خوان الذي يحضر علنا للحرب ضد فنزويلا . ثم نراه يتفاخر زيفا بانجازات اتفاق السلام عام 2016 مع الحركة الثورية الكولمبية المناهضة للنظام السياسي حركة ( فاركا ) وجاء في خطابه : ان “الخيار الافضل بالنسبة الى كولومبيا وفنزويلا اللتين تتقاسمان حدودا بطول 2200 كلم يكمن في رحيل وسقوط حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وأعلن رئيس كولومبيا المنتهية ولايته في خطاب وداع للأمة: (أنّني أعتزل السياسة، لكنّي سأواصل العمل في مجالات أخرى من أجل خدمة ضحايا النزاع الأهلي والسلام.
أغادر من دون مشاعر العداء لأحد، والحمد لله قلبي يخلو من الحقد والألم )!!! …مركّزًا على أنّ “من أهمّ إنجازاته التوصّل إلى اتفاق سلام مع المتمردين من “القوات المسلحة الثورية لكولومبيا” (فارك)، الّذين حاربوا حكومة البلاد على مدى عقود وحتى هذا الاتفاق الذي يزعم خوان انه انجازه العظيم فهذا الاتفاق هو بالاصل صناعة السياسة الفنزويلية على منذ شافيز وحتى امادور وهو الخيار الذي اختطته فنزويلا في خيار يبرهن على عدم ارادة حقيقة بالسلام ضاربة ومضحية بخيارات القوة وتوظيفها ..
الواقع ان قيادة فنزويلا اهدت فعلا لكولمبيا اتفاق سلام عام 2016 لكن عدم توفر نوايا كولمبية عن توجهات سلام حقيقية من خلال الذهاب الى تتفيذ التزامات حكومة بوغاتو من جهة وارتهان حكومات كولمبيا لقرار امريكي بتنفيذ مخطط تخريبي مستمر هدفه اسقاط حكومة فنزويلا بالقوة وتفجير العنف واشعال الحرب عليها من كولمبيا على حدود تمتد بطول 2200 كلم .. …. وفي قت تشهد العلاقات بين فنزويلا وكولومبيا توترا.
فقد اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس الذي يقول إنه كان “هدفا” لمحاولة “اغتيال” السبت، نظيره الكولومبي خوان مانويل سانتوس بالمسؤولية المباشرة عما حصل، فيما نفت بوغوتا صلتها لكن تصريحاتها السافرة تجاه فنزويلا ورئيسها تكشف بجلاء الدور الامريكي المنوط ببوغتا تنفيذه بكل الوسائل ..
قُتل جندي فنزويلي وأصيب اثنان آخران في انفجار لغم مضاد للأفراد أثناء تسييرهم دورية على الحدود مع كولومبيا ..
اعلنت السلطات في حكومو كولومبيا عن مقتل 16 منشقا مفترضا من حركة التمرد الكولومبية السابقة “فارك”، في قصف على الحدود بين كولومبيا وفنزويلا. اضافة الى ذلك فان حصيلة سابقة اشارت الى سقوط 13 قتيلا بينهم ثلاث نساء على الاقل وزير الدفاع لويس كارلوس اكد ان الحصيلة الجديدة مرشحة للارتفاع اكثر بالنظر الى ان قوات الامن ما زالت في المنطقة. وهو ثاني قصف من نوعه منذ بداية العام.
ففي مارس 2018 قتل في احدى المقاطعات الوقعة بالامازون تسعة من هؤلاء المتمردين الذين رفضوا اتفاق السلام الموقع في 2016. جدير بنا ان نتناول في مقالة اخرى : جواب السؤال ؛ ماهي المحددات السياسية والاقتصادية للسير نحو اصدقاء وحلفاء حقيقيين في الجغرافيا البعيدة …. ؟!
(3)
فنزويلا بوابة اليمن الى اللاتينية ..فهل نحث السير؟!
لماذا وقع اختياري على فنزويلا الان مكانا ملائما لنشاط سياسي غاب عن الاهتمام طويلا نحو رقعة طال اهمالها ..؟!
لان الاحداث في بلد ما توجه انشطة بلدانا اخرى سلبا وايجابا فما حدث في فنزويلا حدثا لايمكن عزله عن ارادت المصالح الكبرى في ضرب النهج السياسي والاقتصادي الفنزويلي الرافض لنهج ومصالح امريكا وبالتالي فان الحدث هناك وسخونته يوفر لنا ولايزال فرصة مناسبة لليمن واليمنيين ان يوجهوا الرسالة تلو الرسالة التي تحتاجها هذا البلد الان اكثر من اي وقت مضى .. لان كنت قد اشرت لاهمية البيان الذي وجهه الرئيس المشاط وفيه ادانة وتضامن مع رئيس فنزويلا ..
فمتابعة الحدث وتوجيه الرسائل يفتح قناة والقناة تتسع لتغدو نافذة وتغدو النافذة بابا ليس الى فنزويلا بل الى عموم القارة الجنوبية الامريكية وتلك الواقعة في وسط الامريكيتين التي نجد نحن في اليمن الساحة المناسبة هناك لخلق علاقات ومصالح لا تتوفر اطلاقا في الجوار القريب والبعيد في منطقتنا . ..
ليست فنزويلا دائما هي البوابة المثلى للدخول من خلالها الى امريكا اللاتينبة فقد تكون وقد كانت كوبا بالنسبة لليمن مؤهلة اكثر وقد ظلت كوبا نافذة مفتوحة لكن سياسات اليمن الخارجية طوال المراحل والعقود الماضية لم تضع عين اليمن نحوها ..
والا فكوبا تعرف عن اليمن الكثير فقد كانت وظلت حاضرة في شطرنا الجنوبي ابان حكومات اليمن الديمقراطي قبل الوحدة .. بيد ان السياسات اليمنية ظلت محكومة بمصالح المنظومة السياسة لا بمصالح الوطن والشعب المستقبلية، وبالمنافع الذاتية لا بالاستراتيجيات البعيدة والمتوسطة ..
ختمت مقالي السابق عن فنزويلا بسؤال يؤسس وجهة في السياسية الخارجية اليمنية فكان السؤال موجزا ب ماهي المحددات السياسية والاقتصادية التي يتوقف الاجابة عليها من الجانب اليمني ؟؟! واشرت في مقالين سابقين الى ان الطريق الى فنزويلا يجعل من السير عليها اسرع بحكم سخونة الاحداث..
الا ان فنزويلا الان بفعل سخونة الاحداث وليونة الاوضاع فيها واستمرار تداعياتها فمن طبيعة اللحظة المؤاتية بنتيجة ما استجد من احداث تالية تكشف عن حجم المؤامرة التي تجعل فنزويلا تحتل المرتبة الاولى في قائمة الاحداث الاكثر تأثرا وتأثيرا في عموم القارة الامريكية شمالها وجنوبها ..
فقط اين نحن في اليمن منها وماذا سنفعل وكم خطوة سنمضي اليها !؟ من طبيعة التوجهات الاقتصادية في فنزويلا انها ترتكز اساسا على مؤسسات القطاع العام وبالتالي فان اعادة الدور لهذا النوع من مؤسساتنا القطاعية العامة التي كادت ان تندثر وتموت مع ما تتلقاها من ضربات سياسات الخصخصة منذ التسعينات فمن طبيعة ذلك النهج ان اردنا الاستفادة ان نعيد لمؤسسات القطاع العام في مجالاتها المتعددة دورها..
وان نعيدها باتجاهاتها العامة وبعودتها للاسس والمنطلقات التي بنيت عليها منذ نشؤها قبل ان تاتي عليها وتقضي على معظم انشطتها ورساميلها قوانين واجراءات الخصخصة المتلاحقة ..
ومن الموقع السياسي ومنطلقاته المبدائية فان ارضيات متوفرة في التوجهات الاقتصادية العالمية المناهضة للاحتكارات العالمية الكبرى ومن جهة اخرى من ارضيات سياسية فنزويلية اطارها العام واقع في توجهات عالمية تقف كلها في صف القضايا والحقوق العربية العادلة .. وضدا من امريكا وحلفائها.
واذا سئلنا انفسنا لماذا سوريا ولماذا حزب الله ولماذا الجزائر كلها تتبنى سياسات تقترب وتقف في القضايا الكبرى متفقة مع نهج كوبا وفنزويلا وبوليفيا ونيكاراجوا وغيرها .. ولماذا حضيت هذه البلدان باسناد بعضها على نطاق دولي مؤثر لكان علينا ان نحذو حذوها تجاه بلدان امريكا اللاتينية المعادية لمجمل الهيمنة الامريكية …
في مقالي السابق قلت ؛ ان البيان الذي صدر عن مكتب الرئيس المشاط هو مايدعونني الى استمرار تناول المسالة الفنزويلية لا من زاوية الاهتمام اكثر بذاك البلد بل من زاوية ان تستغل اليمن الحدث وتوظفه بلا كلل لتكون لليمن هناك نقطة انطلاق لحضور يمني في تلك البلدان اللاتينية التي نراها باغلبية حكوماتها تتبنى نهجا سياسيا هو ما يضع اليمن في كفتها العالمية الملائمة وفي اطار خيارها المعادي للسياسات الرجعية والصهيونية والامريكية والا سنظل في عزلتنا القاتلة نستجدي الاعداء ونغض النظر عن الاصدقاء والحلفاء …
التطورات في فنزويلا مفتوحة والمؤامرة وعواصم صناعة المؤامرة مستمرة في محاولة لازالت الاحداث تتوالى تبعا وامتدادا لمحاولة الاغتيال والانقلاب في ذلك البلد : فصورة التطورات التي ينبغي رصدها ومتابعتها والبناء عليها اوجزها بالاتي : كشف مسؤول أميركي أن دونالد ترامب اقترح على كبار مساعديه يوم 10 أغسطس/آب الماضي غزو فنزويلا، وأنهم أقنعوه بخطأ هذا القرار، لكنه أعاد طرح الفكرة على حلفائه بأميركا الجنوبية في سبتمبر/أيلول الماضي.
العالم – الأميركيتان وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن مسؤولا اشترط عدم كشف هويته قال إن ترامب عقد في المكتب البيضاوي جلسة لمناقشة فرض عقوبات على فنزويلا، حيث قال لمساعديه: بما أن فنزويلا سريعة التفكك وتهدد الأمن الإقليمي، فلماذا لا تغزو الولايات المتحدة هذا البلد المضطرب؟ وفوجئ الحاضرون بهذا السؤال، بمن فيهم وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون ومستشار الأمن القومي السابق هربرت ماكماستر الذي حاول مع مسؤولين آخرين على مدى خمس دقائق أن يشرحوا لترامب النتائج السلبية للعمل العسكري ومخاطر فقدان الدعم الذي حصلت عليه الولايات المتحدة من حكومات أميركا الجنوبية ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. …. .. ..
وفي مقابل هذا التوجه الامريكي تعتزم السلطات الفنزويلية الطلب من الولايات المتحدة وكولومبيا تسليمها منظمي محاولة اغتيال مادورو، وأعلن الرئيس الفنزويلي خلال لقاء مع المصابين من رجال الأمن أن بلاده ستطلب الاعتماد على اتفاقيات تسليم المجرمين، وتسليمها جميع ممولي هذا العمل الإرهابي، والمنظمين والمنفذين الذين يعيشون في ولاية فلوريدا أو في كولومبيا”.
وكشف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عبر شاشة قناة التلفزيونالفنزويلي : تم التعاقد مع 11 قاتلا شاركوا في أعمال الشغب عامي 2014 و2017، وعرضوا عليهم 50 مليون دولار والإقامة في الولايات المتحدة”.
أصدرت المحكمة العليا الفنزويلية أمرا باعتقال رئيس البرلمان السابق، المعارض خوليو بورخيس، الذي اتهمه الرئيس نيكولاس مادورو بالوقوف وراء محاولة اغتياله. وطلبت سلطات فنزويلا من “الإنتربول” إصدار مذكرة اعتقال “حمراء” بحق المعارض خوليو بورخيس الذي تتهمه كراكاس بالضلوع في محاولة اغتيال الرئيس نيكولاس مادورو. وأفادت قناة “تيليسور” الفنزويلية بأن فنزويلا طلبت مساعدة في إلقاء القبض على بورخيس، الموجود حسب معلوماتها في كولومبيا، وتسليمه إلى كراكاس.
وجهت المحكمة إلى بورخيس تهم الإرهاب وتمويل الإرهاب والتآمر بهدف ارتكاب جريمة، وذكر الرئيس الفنزويلي اسم رئيس البرلمان السابق من بين الأشخاص المشتبه بتدبيرهم محاولة اغتياله بطائرات مسيرة مفخخة. ويأتي ذلك بعد أن ألقت السلطات الفنزويلية القبض على البرلماني المعارض خوان ريكيسينس واتهمته بتدبير الهجوم ..
جدير بالذكر أن خوليو بورخيس هو من مؤسسي حزب “العدالة أولا”، مع أبرز شخصيات المعارضة وكان يشغل منصب رئيس البرلمان في الفترة من يناير عام 2017 إلى يناير عام 2018.
وتقول السلطات الفنزويلية إنه يقيم في كولومبيا حاليا .. اجمالا فان الوضع في فنزويلا مرشح للتصعيد منجانب امريكا وادواتها التي تسيطر على مقاليد الجيش والامن ومجمل القرار السياسي والعسكري والامني الواقع في فلك امريكا ..فماهي خطواتنا المطلوبة التالية ازاء الحضور المرجو لبلدنا هناك ؟!
المصدر: صحيفة الثورة
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.