مسار السلام في اليمن وتعقيدات “3” سنوات من الحرب
يمنات – خاص
أنس القباطي
بات مسار السلام في اليمن مهددا بالانهيار رغم اعلان المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، عن جولة تفاوض قادمة في جنيف مطلع الشهر القادم.
و عقب اعلان المبعوث الأممي في احاطته لمجلس الأمن الدولي قبل أيام عن موعد استئناف المفاوضات، شهدت عدة جبهات تصعيدا عسكريا غير مسبوق، خصوصا في جبهة الساحل الغربي، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين الفصائل في المعسكر الداخلي الموالي للتحالف السعودي، خصوصا في مدينة تعز، و انهيار الوضع الأمني في عدن.
و يرى مراقبون أن عقد مؤتمر برعاية مجلس التعاون الخليجي بشأن مرجعيات الحل في اليمن في العاصمة السعودية، الرياض، يعد مؤشرا واضحا على رغبة لدى التحالف السعودي بإفشال جولة التفاوض القادمة، التي يسعى من خلالها المبعوث الأممي لاستئناف مسار السلام المتوقف منذ عامين.
و اعتبروا أن قطع هادي زيارته إلى القاهرة و العودة إلى الرياض، مرتبط بمؤتمر المرجعيات في الرياض، غير أن عودة هادي إلى الرياض بعد ساعات من لقائه بالسفير الأمريكي لدى اليمن، ما ثيو تولر، في مقر اقامته في القاهرة، أثارت تساؤلات عن علاقة العودة إلى الرياض بلقاء السفير الأمريكي، و هل الأمر مرتبط برغبة امريكية في افشال أو دفع مسار السلام في اليمن.
تفيد مصادر سياسية مطلعة أن لدى غريفيث أفكار تتجاوز المرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية و مؤتمر الحوار و القرار الأممي “2216”، كون المدة التي مرت بها الحرب تجاوزت تلك المرجعيات، ما يستدعي البحث في أفكار جديدة لتحقيق اختراق في الملف اليمني.
و يبدو أن ذلك هو ما دفع السعودية لعقد مؤتمر مرجعيات في الرياض، لإفشال جهود غريفيث في هذا الاتجاه، و هو ما سيمثل عقبة في مسار السلام، غير أن الحديث عن المساعي السعودية لإفشال جهود غريفيث، لا يزال مرتبط بالموقف الأمريكي و البريطاني، و الذي لم يظهران إلى الواجهة بعد.
و حتى الوصول إلى تسوية في اليمن، ستصطدم بواقع مفخخ في الداخل، في ظل الجيوش المناطقية التي تم تشكيلها من قبل التحالف، خصوصا الامارات، بعيدا عن التشكيلات الأمنية و العسكرية لحكومة هادي، و كذا اللجان الشعبية التي شكلها أنصار الله، فضلا عن معضلة اقتصادية ستواجهها البلاد، بعد اضافة آلاف من الموظفين الجدد إلى سجلات الخدمة المدنية من قبل طرفي الصراع.
مسار السلام في اليمن و الذي يجري التفاوض حوله، يبحث في الأسباب التي أدت إلى الحرب، و يهمل إلى حد كبير التعقيدات التي خلفتها الحرب، و هو ما يجعل من هذا المسار هشا، و سرعان ما يتعرض للانهيار عندما يتعارض مع مصالح المتحربين و اجنداتهم و ما أفرزته أكثر من “3” سنوات من الحرب.
قبل الحرب كان يجري البحث في احالة الآلاف إلى التقاعد من السلكين المدني و العسكري لتجاوزهم أحد الآجلين، و ضرورة تصحيح كشف الراتب من الحالات المزدوجة و الوفيات و غيرها، كونها باتت تشكل حجر عثرة لضخ دماء شابة إلى الوظيفة العامة، غير أن الحرب أدت إلى اضافة مئات الآلاف من الموظفين الجدد و الحالات الوهمية و المزدوجة، فضلا عن التجاوز في شغل الوظيفة العامة، و كل هذا سيكون له تأثيرات مباشرة ستساهم بأشكال مختلفة في تأخير السلام و دفع البلاد إلى هاوية الفوضى.
منذ بداية الحرب ظهرت قوى جديدة خصوصا في الجانب العسكري، أغلبها حالات مليشاوية تمتلك ترسانة من السلاح بمختلف أنواعه، و هو ما يمثل تهديد مباشر للسلام و التسوية القادمة التي يسعى غريفيث للوصول إليها.
و في الوقت ذاته فإن استمرار الحرب يساهم و بشكل يومي في خلق تعقيدات جديدة تقف في مسار السلام، في ظل تباطؤ المجتمع الدولي خصوصا من قبل القوى الدولية الفاعلة في اليمن في الملف اليمني، و التي لا تقوم بدورها المطلوب في الضغط على أطراف الصراع للوصول إلى تسوية سياسية تجنب البلاد مآلات الحرب و كوارثها.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.