هدوء حذر يلف تعز و الحل بلا ضمانات!
يمنات
مفيد الغيلاني
بعد تسعة أيام من المواجهات المسلحة العنيفة، وبمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، بين كتائب جماعة «أبو العباس» السلفية، والمدعومة إماراتياً، ومسلحي «محور تعز» الموالي لـ«الإصلاح»، سقط على إثرها قتلى وجرحى من الجانبين، بالإضافة إلى ضحايا من المدنيين بينهم نساء وأطفال، وحوّل تعز إلى مدينة أشباح لا تبعث على الاطمئنان. اليوم يبدو أن بوادر حل للخلاف المسلح بين رفاق السلاح و«المقاومة»، تلوح في الأفق؛ إذ تشهد المدينة ومنذ صباح الخميس، هدوءً حذراً ووقفاً كاملاً لإطلاق النار من الجانبين، بالتزامن مع عملية استلام وتسليم لعدد من المواقع الاستراتيجية التي يتمركز فيها الطرفان، وفق اتفاقٍ ومساعٍ حثيثة تقوم بها لجنة التهدئة الرئاسية. يأتي كل ذلك وسط تكهنات حول جدوى الاتفاق الذي جاء من دون وجود أية ضمانات بعدم تكرر الإشتباك في شوارع المدينة.
وأفادت مصادر عسكرية، لـ«العربي»، بأن «جميع الأطراف اتفقت الخميس على تسليم كافة المرتفعات الاستراتيجية، للواء الخامس حرس رئاسي كمرحلة أولى ومن ثم تسليمها للجهات الامنية»، مضيفة أن «الاتفاق قضى بتسليم قلعة القاهرة والأمن السياسي ومنتزة زايد وتبة الإخوة ونادي تعز السياحي للحرس الرئاسي».
وأشارت المصادر، إلى أن «الحرس الرئاسي سيقوم في وقت لاحق بتسليم قلعة القاهرة والأمن السياسي إلى قوات الأمن الخاصة، ويسلم منتزه زايد ونادي تعز السياحي وتبة الإخوة للأمن العام». ولفتت إلى أن «الإتفاق قضى أيضا بسحب السلاح الثقيل من هذه المواقع ونقله إلى الجبهات».
وحول الخلاف الحاصل بين مدير الأمن السياسي عبدالواحد سرحان، واللجنة المكلفة التي يقودها العميد عدنان رزيق، أثناء تسليم كتائب «أبو العباس» لمقر الأمن السياسي، أوضحت المصادر، أن «مدير عام إدارة الأمن السياسي العميد عبد العزيز سرحان، أصر على أن يستلم مبنى الأمن السياسي شريطة أن يعين حراسة من أفراد الأمن السياسي المرقمين معه، بالإضافة إلى طقمين من قوات الأمن خاصة، المنصوص على توليها حراسة المقر»، مشيرة إلى أن «المشادات الكلامية بين الطرفين أدت إلى انسحاب اللجنة وتم تأجيل التسليم إلى حين حل الخلاف مع سرحان وإكمال تسليم بقية المواقع».
وفي السياق، أوضح المتحدث باسم الجيش الوطني في حكومة «الشرعية»، العقيد عبد الباسط البحر، في تصريح لـ«العربي»، أن «الوضع الأمني يشهد هدوءً تاماً بعد تأمين عدد من المواقع المحررة التي تم دخول الحملة الأمنية إليها، والانتشار الأمني وإعادة مؤسسات الدولة والأقسام والمستشفيات إلى العمل»، مضيفاً أن «تطبيع الحياة العامة في المناطق والمربعات التي وصلتها الحملة الأمنية جاري على قدم ساق».
وأشار إلى أنه «تم تسليم عدد من المواقع التي تم الاتفاق على تسليمها للجنة التهدئة، ومن ثم تسليمها لمؤسسات الدولة حسب الاتفاق المنصوص عليه والذي لديكم نسخة منه»، مؤكداً أن «الإجراءات مستمرة لتسليم مبنى جهاز الأمن السياسي، إلى مدير المكتب وموظفيه». وحول حقيقة الاشكال الحاصل في عملية تسليم جهاز الأمن السياسي، أكد البحر أن «ليس هناك خلافاً حقيقياً وإنما الأمر متعلق بتأخر أطقم قوات الأمن الخاصة المكلفة بحماية المبنى، وجميع الموظفين ومدير الأمن السياسي، داخل المقر، وربما لم يعد هناك أي اشكال… عملية الاستلام والتسليم تتم وفق خطتها الزمنية المتفق عليها».
وفي المقابل، قال نائب قائد «كتائب أبو العباس»، عادل العزي، في حديث، لـ«العربي»، إن «عملية التسليم بدأت اليوم وبحسب الجدول الزمني المحدد لها، ولكن بسبب الخلاف الحاصل بين رئيس اللجنة عدنان رزيق ومدير جهاز الأمن السياسي، عبد الواحد سرحان، تم تأجيل عملية التسليم إلى صباح الغد»، مؤكداً أن «عملية التسليم حسب الاتفاق لا زالت مستمرة وهناك مساعٍ لحل الخلاف الحاصل ومواصلة خطة التسليم».
وحول طلب الكتائب مهلة لترتيب عملية الخروج من تعز، في ظل المستجدات المتسارعة، أكد نائب قائد «كتائب أبو العباس»، عادل العزي، أن «جماعته لا زالت عند رأيها ولكن هناك رفض من قبل رئيس الجمهورية والمحافظ»، مشيراً إلى أن «الرئيس والمحافظ أكدا لنا أن الأمور ستحل ولن تتكرر مرة أخرى».
تطورات المشهد التعزي اليوم تؤكد وبحسب مراقبين، أن «تعز أمام مفترق طريقين متناقضين لا ثالث لهما، الأول هو إسدال الستار عن الفصل الأخير من مسلسل الصراع بالوكالة، والذي تنفذه الأطراف المحلية، لصالح بعض دول التحالف، والثاني إماطة اللثام عن مسلسل دموي قادم، لن ينجوا من تبعاته المكلفة أحد»؛ في حين يذهب آخرون للقول، إن «صراع الأطراف المحلية ليس سوى صراعاً بالوكالة ساهمت الأزمة الخليجية القطرية في تأجيجه، وألقت بظلالها على هذا الصراع المحلي». ويرجّح مراقبون «تمدد الصراع لحرب أهلية، ستدخل معه تعز ثقباً أسوداً».
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.