الاغترار بالكثرة
يمنات
منصور السروري
كارثة ثقافة الاغترار بالكثرة تكمن في أنها تفضي إلى شعور أصحابها بالاستقواء والغلبة.
وغالبا تلك الثقافة وذلك الشعور عبر التاريخ الإجتماعي لا ينتجان دائما سوى أدوات قديمة بالية وقمعية لا تستطيع عند الممارسة العملية للدولة على أرض الواقع أن تصمد أمام أصغر تحدي يواجهها أكان تحديا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا.
ازاء ذلك العجز في ادارة الدول – خاصة الدول المتوارِثة التركات الضخمة من الفشل التراكمي المعقد جدا للانظمة السابقة، وما يضاف الى تلك التركات من نتائج تراكمات الخراب الشامل ماديا وأخلاقيا ـ لا تملك ازاءه تلك الأطر المعتدة بثقافة الكثرة وثقة الغلبة الا ان تعيد انتاج موجات جديدة من الأزمات فالحروب هروبا من الفشل الذريع في ادارة الدولة دونما تدرك أنها في نهاية المطاف سوف تنتهي كمحصلة طبيعية لثقافتها تلك.
فما أحوج الذين يعتدون اليوم بتلك العادة المدمرة ان يستوعبوا دروس التأريخ المجانية من أجل أن يأخذ هذا البلد حقه الطبيعي في حياة تتجه صوب المستقبل بدلا من استمرار الانعطاف والتقهقر صوب ماض لا يعود اليه غير لإعادة إنتاج دورات الحروب وتجريع الناس حياة الضنك وتدوير إشكالية الضياع الحضاري في مسلسل لا نهاية لحلقاته المجهولة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.