زعيم كوريا الشمالية يتحدى ترامب مجددا ويواصل تجاربه النووية والصاروخية
يمنات
لم يُفاجِئنا في هَذهِ الصَّحيفة “رأي اليوم” إعلان الوكالة الدوليّة للطَّاقةِ النَّوويّة الذي أكَّد أنّ كوريا الشِّماليّة تُواصِل أنشِطَتها النوويّة رُغم النَّوايا التي أعلَنها زعيمها كيم جونغ أون بَوقفِها في قِمّته الشَّهيرة مع الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب في حزيران (يونيو) الماضي في سنغافورة.
حُضور القِمَّة من قِبَل الزَّعيم الكُوريّ الشِّماليّ جاءَ في رأينا من أجل تقديم السُّلَّم للرئيس ترامب للنُّزول عن شَجرة تَهديداتِه بمَحو كوريا الشماليّة من الخَريطةِ السِّياسيّة، ومُعايَرته للزَّعيم الكُوريّ الشِّمالي بأنّ زرّه النَّوويّ أكبَر بكَثير.
الوِكالة النَّوويّة التي طَرد الزَّعيم كيم مُفَتِّشيها عام 2009، كَشَفت أنّ لدَيها مُؤشِّرات أنّ مَفاعَل التَّجارُب بونغبيون يُواصِل دَورته العَملاتيّة التي بَدأها في كانون الأوّل (ديسمبر) عام 2015، كما أنّ بيونغ يانغ تُواصِل بِناء مُفاعِلها الذي يَعمَل بالمِياه الخَفيفة كذلك استخراج وتركيز اليورانيوم في مَوقِع بيونغسان.
إذا أضَفنا إلى هذا الكَشف ما أكَّدتَه تقارير دوليّة أُخرى تُؤكِّد بأنّ كوريا الشِّماليّة مُستَمِرَّة في تَجارِبها الصاروخيّة بعيدَة المَدى فإنّ الصُّورة التي نُحاوِل رَسمَها تبدو أكثَر وُضوحًا.
الرئيس ترامب رَجل يُهَدِّد ولا يَفعَل، وفي أفضلِ الأحوال من أجل تهيئة الأجواء للمُفاوضات مع خُصومِه، فالحَرب ضِد كوريا الشِّماليّة هِي حَرب ضِد الصين وروسيا، ويُمكِن أن تُؤدِّي إلى تَدمير حُلفاء أمريكا في المِنطَقة مِثل اليابان وكوريا الجنوبيّة، ومَقتَل 30 ألف جندي أمريكيّ يُقيمون في الأخيرة، ناهِيك عن قَصفِ العُمق الأمريكيّ بصَواريخ باليستيّة.
الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون سايَر نظيره الأمريكيّ، ومَثَّل دور الذي يبحث عن تَسويةٍ للأزمة، ولكن نَواياه الحقيقيّة كانت الاستمرار في البرامج النوويّة والصاروخيّة نفسها التي أقلَقت الوِلايات المتحدة وحُلفاءها.
كوريا الشماليّة لم تَستسلِم وتَرفَع الرايات البَيضاء مِثلما يَعتقِد كَثيرون من الشَّامِتين، بل أظهَر زعيمها الكَثير مِن الذَّكاء والدَّهاء في تَعامُلِه مع رئيسٍ أمريكيٍّ مُتهوِّرٍ مُغرَمٍ بالجَعجَعةِ فقط، خاصَّةً في ظِل الحَرب الاقتصاديّة المُعلَنة حاليًّا بين واشنطن وبكّين.
كيم جونغ يَستَعِد لزِيارَة موسكو، ولم يُخفِ عَزمَه في كَسر الحِصار الاقتصاديّ الأمريكيّ المَفروض على إيران، ولا نَستبعِد أن يُعَزِّز تحالفه معها، وتَزويدها ببعضِ الخُبرات النوويّة في إطارِ حِلف المَظلومين عالميًّا.
فقط نحن العرب، أو البعض منّا على وَجه الخُصوص، الذي يركع عِند أقدام الرئيس ترامب، مُلبِّيًا كُل طَلباتِه الماليّة الابتزازيّة، ومُتغاضِيًا عن إهاناتِه البَذيئة.
ليتَ هؤلاء يَتعلَّمون الكرامة من هذا الرئيس الكُوري الشِّماليّ الشَّاب، صاحِب الوَجه “المبطبط”، فالعِبرة ليس في السِّن، ولا الشَّكل، وإنّما في الأفعال والصُّمود والاعتماد على الذَّات، وتَحقيق الرَّدع بأشكالهِ كافَّةً، وفي مُقدِّمَته الرَّدع النَّوويّ والصَّاروخيّ.
افتتاحية “رأي اليوم”
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.