باحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط: الشروخ في الشرعية السعودية أخذت بالتصاعد، بسبب الأزمة الإنسانية المتصاعدة في اليمن
يمنات – صنعاء
قال باحث متخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في كلية
راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورا إن السلوك السعودي في حرب اليمن، إلى جانب اتفاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع إدارة ترامب، قد تؤدي إلى حدوث تقارب دبلوماسي بين السعودية وإسرائيل.
و أعتبر جميس دورسي وهو كبير الزملاء في كلية راجاراتنام أن ذلك قد فتح الباب أمام تحديات القيادة الأخلاقية للسعودية للعالم الإسلامي السني.
وبيّن دورسي، في مقال تحليلي، نشره موقع لو بلوج المتخصص في تحليلات السياسات الخارجية الأمريكية، أن الشروخ في الشرعية السعودية أخذت بالتصاعد، بسبب الأزمة الإنسانية المتصاعدة في اليمن، نتيجة للهجمات الجوية التي تقودها السعودية، والنجاحات الانتخابية من قبل الزعماء الشعبويين في دول مثل ماليزيا، وتركيا، وباكستان، وعجزها في المقابل عن فرض إرادتها على دول مثل قطر، والأردن، ولبنان، والكويت، وعمان.
و رأى دورسي أن الهجوم الذي وقع على حافلة ركاب في معقل الحوثيين في محافظة صعدة، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 43 شخصاً، من بينهم 29 طفلاً، عندما كانوا عائدين من مخيم صيفي، قد وجه ضربة قوية إلى السلطة الأخلاقية السعودية.
و اعتبر أن الهجوم لم يكن سوى أحدث الحوادث التي نفذتها قوات التحالف، بعد أن استهدفت في مرات سابقة حفلات الزفاف والجنازات والمستشفيات في حرب كانت سيئة للغاية، وأظهرت عدم كفاءة الجيش السعودي، على الرغم من حقيقة أن القوات المسلحة السعوية تقوم بتشغيل بعض من أكثر الطائرات تطوراً في العالم.
وأشار إلى أنه لم يعد بإمكان ماليزيا، والدول الإسلامية الأخرى، النظر إلى السعوديين كما اعتدنا على ذلك. مستدلاً في ذلك بحديث عضو مجلس الشيوخ، ورئيس ائتلاف حزب تحالف الرجاء الحاكم في ولاية تيرينجانو الماليزية، رجا كامارول بهرين، والذي اتهم فيه السعودية بالتقرب من إسرائيل، والتخلي عن الفلسطينيين.
و نوه دورسي، إلى أن ماليزيا سعت إلى النأي بنفسها عن المملكة العربية السعودية، منذ عودة مهاتير إلى السلطة في مايو الماضي، حيث قامت بسحب قواتها من تحالف مكافحة الإرهاب الذي تدعمه السعودية، وأغلقت مركز الملك سلمان للسلام الدولي في كوالالمبور، فضلاً عن التصريح العلني لرئيس الوزراء مهاتير محمد نفسه بأنه يشعر بخيبة أمل، لأن السعودية لم تنكر أن الأموال قد منحها سعوديين، في إشارة إلى مبلغ 681 مليون دولار من الأموال السعودية التي منحت لرئيس الوزراء السابق نجيب رزاق.
وأكد دورسي أن مهاتير محمد ليس سوى الدولة الإسلامية السنية الأخيرة، التي إما تتحدى السعودية، أو على الأقل ترفض التمسك بالسياسة الخارجية للمملكة، فيما يتعلق بمنافستها المريرة مع إيران، ودعم الرئيس الأمريكي دونالد الداعم لإسرائيل، والمقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية لقطر، والحرب في اليمن، حيث سبقه في ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وعلى نحو مماثل، بدا رئيس الوزراء الباكستاني الجديد، وكأنه يخطط مساره الخاص به، عندما قال إنه يريد تحسين العلاقات مع إيران والتوسط لإنهاء التنافس السعودي الإيراني.