قصة الرحلة البرية المتعرجة من أقصى مدن شرق اليمن وحتى عاصمتها (1)
يمنات
قيس القيسي
بعد 17 ساعة من الطيران شاملا الترانزيت هبطنا في مطار صلاله الدولي مباشرة توجهنا الى كاونترات ضباط الجوازات العمانيين لطف كبير وتعاون ملحوظ مصحوب بشرح لطبيعة فيزة العبور البري ختم دخول مع تمني التوفيق وطيب الاقامة في عمان للخمسة ايام كحد اقصى التي تكفلها فيزة العبور البري .
طبعا بالنسبة لي كنت قد تعاقدت مع سائق عماني من اهالي المزيونة لاستقبالي والانطلاق مباشرة نحو شحن العزيز عبدالله سعد تلقانا بابتسامته اللطيفة حمل معي العفش على متن باصه الجديد وانطلقنا .
ما إن وصلنا لمنطقة الجبل وهي منطقة لا تختلف في جمالها وخضرتها عن كوالالمبور في هذا الوقت من العام كان الضباب الكثيف الذي لايمكن تجاوزه سوى مع استخدام مساحات الزجاج الأمامي والذي يخف احيانا ليسمح لك بمشاهدة جانبي الطريق بربواته الخضراء ومساكنه المنتشرة فوق سفوح الجبل والربوات تجرأت وفتحت زجاج نافذة الباص لاتحسس الجو كان جميلا باردا يذكرني بجو جبال سمارة في اليمن .
بعد تجاوز منطقة الجبل تلاقيك وديان عمان بعدها شبيهة بأجواء تهامة اليمن ومناظرها وطبيعتها توقفنا للغداء في ثمريت في مطعم كتب على لافتته المطعم اليمني طعامه يمني فقط لكن القائمين عليه هنود وعماني اسعفنا وقت الحساب عندما لم يفهم الكاشير الهندي او لم يستطع بالأحرى حساب كم الحساب بالريال السعودي بعد مقارنة سعر صرف الدولار بالريال العماني وبالريال السعودي .
انطلقنا نحو المزيونة وهي بلدة صديقي السائق العماني اللطيف لفت نظري قبل آخر نقطة عمانية كم القاطرات الضخمة على جانب الطريق والتي تنتظر الدخول للأراضي اليمنية وهو عدد اذا علمت ان هذا المنفذ هو احد منفذين بريين من عمان إلى اليمن يجعلك تتسائل .. هل سيكون هناك أيما يدعى حصارا لو كانت باقي المنافذ البرية للبلد تشهد هذا الكم من الحركة على النقطة العمانية الأخيرة ضابط عماني يراجع الجوازات ويختمها بختم الخروج بعد دقائق منفذ شحن النقطة اليمنية معاملة وتفتيش سريع لكن متقن ثم السماح بالعبور الى مدينة شحن .
اصررت على الحجز في اول فندق صادفني او صادف نظري لوحته الاعلانية وانا داخل شحن فندق الخليج فندق بسيط من دور واحد للريسبشن ودور يعلوه للنزلاء حجزت جناحا فيه بسعر جيد برره لي عامل الفندق بأن كثير من العالقين هناك في شحن يريدون الدخول لعمان ومنها الى وجهات مختلفة كانوا قد غادروا عائدين ليبحثوا عن بديل آخر للمغادرة بعد تأخر تأشيرات عبورهم لمدة طويلة تراوحت من شهر الى ثلاثة اضعاف المدة عند اسوأ من قابلت هناك حالا.
بالمناسبة عند سؤالي عن أسباب ايقاف سفارة عمان في ماليزيا لمنح تأشيرات العبور البري وعند سؤالي عن سبب تأخر تأشيرات عبور عمان لمن يرغبون في العبور منها الى بلدان أخرى من شحن كانت الإجابة واحدة في ماليزيا وفي شحن .
يبدوا أن هذا التشديد بسبب ضبط الكثيرين ممن يدخلون بتأشيرة عبور بري ثم يكسرونها ويقيمون على اراضي عمان بصورة غير شرعية استغربت هذا كثيرا فكل من اقام في السلطنة او مر عبرها اقام ليومين او لأكثر او اقل يعلم ان السلطات العمانية متشددة جدا حيال الكاسرين لنظم المرور والاقامة للدرجة التي تجعل من يقوم او يفكر بذلك اما معتوها او مضطرا فارا من الجحيم .
وصلنا الى شحن عقب 7 ساعات من السفر من بوابة مطار صلالة اودعنا بهو الفندق الصغير رحالنا تمام السادسة مساء.
الجدير بالذكر أن القائمين على هذا الفندق الصغير من اللطف والتعاون بحيث عوضوا عن قلة الخدمات المتاحة في المدينة الصغيرة وعن بعض صدماتي المتعددة بمستوى الأرتفاع المخيف لاسعار كل شيء خلال الستة اشهر التي قضيتها خارج الوطن .
غادرنا الفندق مع اطلالة مساء اليوم الثاني لنستقل باص النقل السياحي المتوجه الى صنعاء .
سأحكي لكم قصة الرحلة البرية المتعرجة والأطول من أقصى مدن شرق اليمن وحتى عاصمتها في منشور قادم بإذن الله.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.