معركة الحديدة بين الأطماع الاماراتية والحسابات الدولية وتحذيرات المنظمات الانسانية
يمنات – خاص
أنس القباطي
ما تزال العمليات العسكرية باتجاه مدينة الحديدة تراوح مكانها، رغم الضخ الاعلامي المتواصل عن بدء عملية عسكرية واسعة، و ما رافقها من تصريحات لقيادات عسكرية اماراتية و ما تنشره الصحافة الاماراتية عن ترتيبات لهذه المعركة.
يبدو أن معركة الحديدة ما تزال مرهونة بحسابات دولية، في ظل الحاح من التحالف، خصوصا الامارات على المعركة، التي تراها استراتيجية، لإكمال سيطرتها على السواحل و الموانئ اليمنية.
في سياق تصريحات المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، لم تعد الحديدة تذكر، منذ ما قبل مشاورات جنيف، لكن لا يعلم ما يدور في اللقاءات المغلقة، و التي لا يتسرب منها أي شيء في هذا الجانب.
عمليات شرق الحديدة
يرى متابعون للعمليات العسكرية شرق مدينة الحديدة، أن العمليات تسير باتجاه اطباق الحصار على المدينة، عبر السيطرة على مثلث كيلو 16 و من ثم التمدد شمالا للوصول إلى مفرق الكدن، خط الامداد البديل لقوات حكومة الانقاذ، بعد أن تسببت المواجهات في اغلاق طريق كيلو 16، مع استمرار الضغط باتجاه كيلو 10 للسيطرة على مدخل شارع الخمسين المؤدي إلى وسط المدينة و الممتد جنوبا حتى دوار الدريهمي الذي سيطرت عليه قوات حكومة هادي، و القوات الموالية للإمارات في يونيو/حزيران الماضي.
ما يتم تداوله منذ يومين حول تحشيد قوات ضخمة إلى مديرية الدريهمي و شرق مطار الحديدة، لا يستبعد أن تكون مقدمة لعملية عسكرية على عدة محاور عبر شرق و جنوب المدينة، غير أن نقل المواجهات إلى داخل الأحياء في مدينة الحديدة، ستؤدي إلى ضغوطات على التحالف، كون المعارك وسط الأحياء السكنية ستسبب ضحايا كثر في أوساط المدنيين، عوضا عن أن المعركة وسط الأحياء السكنية لن تكون بالسهلة، و لن تحسم في وقت قصير، ما سيزيد من انعكاساتها على الجانب الانساني.
تحركات غريفيث
صحيفة الشرق الأوسط اللندنية المقربة من النظام السعودي، قالت ان غريفيث توصل مع زعيم أنصار الله، عبد الملك الحوثي، إلى اطلاق جولة تشاور قادمة. و من هنا فإن الترتيب لجولة تشاور قادمة لا يمكن أن يتم في حال اطلقت المعركة باتجاه مدينة الحديدة، و بالتالي فإن اتفاق غريفيث مع الحوثي إن صح لا يمكن أن يتم دون وجود معطيات سابقة لدى “غريفيث” بأن معركة الحديدة لن تتم، ما يجعل ما يجري مجرد ضغوط ميدانية، لها أهداف متعلقة بما يدور في الجلسات المغلقة، و التي لا تتسرب إلى الاعلام، و لا يصرح بها المعنيون.
لقاء عدن
البعض يرى لقاء قائد القيادة الوسطى الامريكية مع قيادات عسكرية اماراتية و أخرى من حكومة هادي في عدن، قبل أيام، قد يكون ضوء أخضر امريكي لمعركة الحديدة، لكنه أيضا لا يستبعد أن يكون فرملة لهذه المعركة و ابقائها عند خطوط حمراء لا تتجاوزها، بما يحقق مجموعة أهداف تسعى لتحقيقها أطراف اقليمية و دولية بدرجة اساسية.
و إذا ما أخذنا الجانب الانساني في الاعتبار، فإن أي معركة في الحديدة ستؤدي إلى كارثة انسانية غير محمود العواقب، خصوصا على الكتلة السكانية في العاصمة صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها حكومة الانقاذ، خاصة بعد التحذيرات الأخيرة لكثير من المنظمات الدولية العاملة في المجال الاغاثي و الانساني بشكل عام، من مترتبات معركة الحديدة، و التي ستؤدي إلى اغلاق ميناء الحديدة، باعتباره الشريان الوحيد الذي تمر منه أكثر من 70 في المائة من المساعدات الاغاثية، و عرقلة وصول المواد الاساسية و المشتقات النفطية.
عين الامارات على الحديدة
الامارات عينها على الحديدة، و بالذات مينائي الحديدة و الصليف، و بالتالي فإن اطلاق عملية عسكرية باتجاه مدينة الحديدة و الميناءين، تحتاج إلى موافقة أو ضوء أخضر من القوى الدولية الفاعلة في الملف اليمني، بل و الفاعلة في ملفات الشرق الأوسط بشكل عام، كون السيطرة على الحديدة، لا تعني إلا تحويل البحر الأحمر إلى بحيرة مغلقة لصالح المحور الذي تعمل ضمنه الامارات.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.