“الفيسبوك” ساحة للحرب والكراهية
يمنات
ضياف البراق
النفاق جعل من هذا الفيسبوك تافهًا للغاية. والتعصب أيضًا جعل منه ساحة للحرب والكراهية. وانحطاط الذائقة لدى البعض شوّهت جمال وأهمية هذا الفضاء الأزرق. بتُّ في الغالب أضيق وأهرب من التواجد هنا، تفاديًا الكثير من المتاعب. أريد أن أعيش نظيفًا وهذا من المستحيل أن يتحقق في هذا الفضاء الذي صار أسودًا بفعل الفوضى التي يقترفها المجاذيب وسطنا.
طبعًا الفيسبوك لا يجعلك مثقفًا كما هي الحال في قراءة الكتب والصحف والمجلات الورقية، فالثقافة الفيسبوكية أغلبها هشة ورديئة وغير موثوقة، وهذا أمر مؤلم وخطير مع بعض!
الفيسبوك نتيجة ممارسات الكثير من المفلسين تحوّل إلى لعنة متعددة الأبعاد؛ فهناك من يمارس الحرية في حائطه على النحو الخاطئ أو السيء ولكنه لا يدري. الحرية، كما أفهمها، ذوق ومسئولية، لكن البعض لا يرغب بذلك.
المنشورات المسيئة لسمعة هذا أو لخصوصية ذاك، مزعجة جدًا. كذلك المنشورات التي تخلو من الذوق أو الهدف، صارت تفسد علينا مزاجنا وتجعلنا ننفر من أشياء كثيرة.
في مجتمعنا العربي، الأغلبية تستخدم الفيسبوك للهدم أولًا، ثم للتراجع إلى الخلف وليس للتقدم، وتلك نكبتنا. الأغلبية تستخدمه للدردشات أو للتشويه، أو للإزعاج.. لا للقراءة أو الإستفادة، وهكذا.
في هذا الفضاء الأزرق يوجد الكثير من الرائعين، كما يوجد الكثير من المجاذيب؛ لكني، مع ذلك، لست مسئولًا أو رقيبًا على أحد. فليس من حقي أن أشوِّه سمعة هذا أو ذاك، وليس من حقي، أيضًا، أن أكون ناقدًا في معظم الحالات؛ لأن هذا الأمر يجرح البعض ويسبب لي مشكلات نفسية في نهاية المطاف.
والأهم من ذلك، أن نظل ننشد الحب والمعرفة فيما بيننا البين، وأن نحافظ على مسألة الود وبياض قلوبنا. يكفي مآسينا في الواقع، وينبغي أن نرتاح هنا ولو بعض الشيء. إنه من العبث القاتل أن نهرب من حضن مأساة قاسية إلى حضن مأساة أقسى. أليس كذلك؟
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.