حقيقة وأهداف إعادة الشرعية ومحاربة التمدد الإيراني في اليمن
يمنات
عبد السلام الفقيه
بدأت المملكة العربية السعودية بتنفيذ مشروعها بمد أنابيب النفط من أراضيها في حقول الربع الخالي إلى البحر العربي عبر محافظة حضرموت اليمنية ويتزامن هذا التدشين مع وصول قوات سعودية جديدة إلى محافظة المهرة لتعزيز مواقعها التي سيطرت عليها في ديسمبر من العام الماضي وهي مطار الغيضة والمنافذ البرية والبحرية للمحافظة وانشأت عدة معسكرات على طول الخط الساحلي وخصوصا في مناطق المسيلة والغيضة.
حضرموت والمهرة بعيدتان عن مناطق الصراع والحرب فلم تدخلهما قوات الحوثيين ولا يوجد فيهما ما يبرر التواجد العسكري السعودي أو الإماراتي أو سبب يدخل ضمن أهداف تحالف ما يسمى بإعادة الشرعية ومحاربة التمدد الإيراني في اليمن.
وغير بعيد عن هذه المناطق تقبع جزيرة سقطرى الاستراتيجية الموقع والتاريخ تحت السيطرة السعودية منذ منتصف مايو الماضي بعد تفاهمات مع القوات الاماراتية التي سيطرت على الجزيرة سابقا وعملت على نقل الأشجار والطيور النادرة التي تشتهر بها الجزيرة إلى حدائق أبوظبي ومنتزهات دبي. هذه الجزيرة هي الأخرى لاوجود لقوات الحوثيين فيها فلماذا تم احتلالها..؟
لا وجود لخلافات بين السعودية والإمارات بشأن الملف اليمني كما تتحدث بعض الصحف بل متفقتان وتتبادلان الأدوار وتتقاسمان الأراضي اليمنية فالسعودية تسيطر على المناطق الشرقية وحقول النفط والغاز، والإمارات تسيطر على الموانئ والجزر على طول الشريط الساحلي من ميناء المكلا في حضرموت إلى ميناء المخا في محافظة تعز.
الإمارات وهي الحليف الرئيسي للسعودية في تحالف الحرب على اليمن نفذت ولازالت هي الأخرى أجندتها في الأراضي اليمنية بالسيطرة على مدينة عدن ومينائها الاستراتيجي والذي يعتبر من أهم الموانئ العالمية فهو حلقة الوصل بين قارات أفريقيا وآسيا واوروبا ولو استقرت أوضاع اليمن وعمل هذا الميناء بالشكل المطلوب لفقد ميناء دبي أهميته ولتراجع حجم الدخل السنوي الذي يوفره للإمارات وبسيطرتها على ميناء عدن فقد ضمنت تعطيله لتتحول حركة الملاحة البحرية إلى دبي.
أنشأت القوات الاماراتية قواعد عسكرية في عدن وفي جزيرة ميون القريبة من مضيق باب المندب وقريبا قاعدة عسكرية أخرى في ميناء المخا وتعمل على تدريب وتجنيد السلفيين وتطلق عليهم أسماء الألوية العسكرية للجيش وتتحدث عنهم في وسائل إعلامها تحت مسمى الجيش (الوطني).
أربع سنوات منذ أعلنت السعودية وحليفتها الإمارات وبدعم امريكي – بريطاني الحرب على اليمن لإعادة الشرعية ومواجهة التواجد الإيراني في جنوب الجزيرة العربية فماذا حقق هذا التحالف خصوصا في المناطق التي انسحب منها الحوثيون؟.
على سبيل المثال لا الحصر فحكومة هادي لم تتمكن فعليا من بسط نفوذها في عدن – التي اعلنت عاصمة مؤقتة – فالمجلس الانتقالي (الانفصالي) المدعوم إماراتيا هو صاحب اليد الطولى في المحافظة وكتائب الحزام الأمني التابعة له هي صاحبة الأمر والنهي .. الخدمات مفقودة .. نشاط ملحوظ لعناصر تنظيم القاعدة .. اغتيالات لرموز سياسية و قيادات أمنية لا تتوقف .. أزمة مشتقات نفطية .. غلاء الأسعار .. تدهور الريال امام الدولار .. فأين هو مشروع التحالف في إعادة الشرعية ومنع سقوط اليمن في يد إيران؟
خلال عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل قتلت طائرات التحالف آلاف المدنيين جلهم من النساء والأطفال ودمرت مئات المدارس والمستشفيات والطرق والجسور والمصانع الحيوية ومنشئات الخدمات وخزانات المياه وأتت على كامل البنى التحتية وأصبح الملايين من أبناء اليمن تحت خط الفقر وتفشت الأمراض وحصدت الكوليرا آلاف اليمنيين كل ذلك وأكثر ولازال مستمر وتحت عنوان إعادة الشرعية ومحاربة التمدد الإيراني!! .. فمن تمدد حقا في اليمن..؟ ومن هو الخطر الحقيقي على اليمن..؟ بل من يدمر اليمن ويعمل على تحويلها إلى يمنات..؟.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.