ضحية الأمس جلاد اليوم..
يمنات
أحمد الخبي
بين الامس واليوم
بين عامي 2006 الى 2007 عملت متدربا بالمحكمة الجزائية المتخصصة او ما يسمها البعض محكمة امن الدولة المحكمة ذائعة الصيت والمشتهرة بمحاكمة الرموز المعارضة للنظام حينها كانت تحال عليها خلايا تابعة للحراك الجنوبي والحوثيين الاولى بتهم الانفصال والثانية بتهم الخروج على النظام وقلب النظام الجمهوري..
حضرت جلسات محاكمات كان يرأسها حينا القاضي الشهيد محسن علوان وقضايا يراسها القاضي رضوان النمر كنت انظر في اوراق الملف قبل افتتاح الجلسات واسمع صرخات المعتقلين تشكو سوء معاملتها وتلفيق التهم اليها..
كنت اشعر بامتعاض مما اقرأه لا اجد فيه روح العدالة ولا الصدق فيما كتب وكانها تطبع باكليشة تهم معدة سلفا ومطابخ متخصصة لتلك القضايا بغرض تطويع الناس ومنعهم من مناهضة الفساد ومجابهة الظلم واستعمال القضاء واجهزة العدالة لغير ما اعدت له .
أتذكر في قضية نسبت لبعض فياداة الحراك منهم القيادي الصحفي احمد عمر بن فريد اتهم مع اخرين بالتواصل مع مجموعات بالولايات المتحدة تشجعهم على الانفصال طلب مني رئيس المحكمة ان اتلو قائمة ادلة التي كانت بضع وثلاثين ورقة احتوت خطابات وسجل مكالمات لم اكن مقتنعا باستحقاق اولئك للسجن وان مطالبهم عادلة منذ زرت الجنوب 2004
اخذت الاوراق وبدات بتلاوتها ثم مالبثت ان تقمصت شخصية المتهمين فارتفع صوتي وبدات اخطب خطابة وكان الجموع امامي لم تعد تلاوة لادلة بل تحريض على الفعل كما وصف احد الزملاء من محافظة ابين الذي حضر الجلسة صدفة، ثم عقبها حدثني.
قال والله لو ان الجنوبيين هنا كثر ما ترددوا بعد تلاوتك ان يتظاهروا في قلب العاصمة، لا اعلم يقينا ما السبب الحقيقي لما فعلت، لكنه بالتاكيد كان احساسي بصدق ما ورد من خطابات تناهض الظلم وتدعوا للعدل.
تلك ومضة من عهد مضى واليوم يكاد يتكرر المشهد امامي مع ما يثير العجب والسخرية بأن من اولئك الذين كانوا خلف القضبان هم اليوم الحكام الا انهم لم يعتبروا، فحولوا سجونهم التي سجنوا بها الى غياهب مظلمة لقمع من يعارضهم، ونسوا ما فعلت بهم تلك السجون، وكيف ظلموا بها، وماذا عانوا فيها، فلم يكن ذلك لهم دافعا لالتزام طريق الحق والعدل، بل استعملوا الادوات ذاتها ليمارسوا بها ظلما مبينا على كل من لا يروق لهم سماع صوته، وهو لا يطلب اكثر من العدل.
ولا ادل على ما نقول من حالة الفساد بعموم البلاد وطغيان الاستبداد بالبلاد وهذا الاخ سمعت قصته من القائد الوطني الصادق أحمد حاشد هاشم ولم أجرب عليه كذبا قط، وان الرجل مظلوم، ويتهم بانه تواصل بالمرتزقة وعادت ذاكرتي لتسجيلات سجل مكالمات الحوثيين، وقياداة الحراك الجنوبي نفسها تماما، ولو لم اسمع هذه الاخيرة الا ان حدسي لا يخونني، فليست مطلقا خلافها تلفيق تهم، والغاية ارهاب الناس عن محاربة الفساد..
لكن الاخطر هو ان يتم الحديث عن هذا الشخص هو الخلية التي تحضر لما يسمى ثورة الجياع بينما هو معتقل من قبل شهر ونيف تقريبا، والتقيت قبل ايام بضباط المباحث بمناسبة تواجدي مع الرفيق القائد حاشد، وحدثوني بان ما وجدوه بجواله ليس مبررا لاعتقاله، وانهم سيرفعوا بذلك ليتم الافراج عنه.
فمن الذي بربكم يدلكم على الوقوع في مثل هذه الاخطاء الكارثية عليكم..
أقسم بالله ان عدوكم منكم ، هذا ليس انجازا امنيا بل كبوة وضعها لكم العدو الذي بين ظهرانيكم فراجعوا انفسكم فنحن لكم ناصحون .
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.