الحرب الرابعة على الأبواب .. توازن قوى جديد بين صواريخ المقاومة وتجارب تل أبيب
يمنات
تولح في الأفق بوادر حلقة جديدة من الصراع الدامي، بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في غزة، والتي يكتوي بلظاها الشعب الفلسطيني بين كلا الطرفين.
بدأت الأزمة عندما قامت قوات الجيش الإسرائيلي بعملية عسكرية نفذتها قوات خاصة تابعة للجيش، الإثنين 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، لقتل أحد قيادة حركة “حماس”، والتي قوبلت برد قوي من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر.
شرارة أشعلت فتيل الأزمة
العملية العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل القائد في حماس، نور بركة و6 من مقاتلي الحركة وكذلك مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة عدد من الجنود، ليبدأ فتيل الأزمة في الاشتعال مجدد، حيث أطلقت حماس وحركات المقاومة مئات الصورايخ صوب المستوطنات الإسرائيلية، وهو ما قوبل بقصف جوي وبحري من قبل قوات الجيش الإسرئيلي.
تبعات العملية العسكرية اضطرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى قطع زياته لفرنسا للمشاركة في احتفالية مئوية الحرب العالمية الأولى والعودة من أجل متابعة الوضع عن كثب.
رئيس الوزراء الإسرائيلي أجرى اجتماعا عاجلا من أجل بحث تطورات الأوضاع والتصعيد في قطاع غزة، بمنح الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي في الرد على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
بعد إعطاء الضوء الأخضر للجيش الإسرائيلي بدأ القصف الشامل على قطاع غزة، لترد المقاومة بمئات الصورايخ، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من المدنيين الفلسطنيين إلى جانب مقتل وإصابة إسرائيليين.
تشابه الدوافع والأسباب
“متجربوناش” ليست كلمة من العامية المصرية إنما “هاشتاغ” أطلقه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ليذكر سكان قطاع غزة بما فعله الجيش الإسرائيلي خلال حربي عام 2012 و2014، كما أرفق صورا للقصف الإسرائيلي للقطاع خلال تلك الحروب.
ما ساقه الجيش الإسرائيلي هدفه إلقاء اللوم على حركة “حماس”، ووضعها في صدام مع الشعب.
“حماس” وحركات المقاومة في القطاع قامت بدورها بالرد على إسرائيل حيث أعلنت غرفة العمليات المركزية للفصائل الفلسطينية، مسؤوليتها عن استهداف حافلة كانت تقل جنودا إسرائيليين أمس الأول، ما أسفر عن تدمير الحافلة وإصابة بعض ممن كانوا بداخلها.
إسرائيل تراهن على قدرتها على تدمير قوة حماس هذه المرة، بينما توكد حركات المقاومة قدرتها على التصدي لهجوم الجحيش الإسرائيلي.
ما تقدم من اتهامات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ينذر بحرب رابعة بين القطاع والجيش الإسرائيلي إذ تتشابه المواقف والدوافع لدى الجانبين في الحروب السابقة بينهما، والتي تستعرضها “سبوتنيك” خلال التقرير التالي..
حرب عام 2008 “الرصاص المصبوب”
في 27 ديسمبر/ كانون الأول، عام 2008، شنت القوات الإسرائيلية حربا على قطاع غزة أسمتها “الرصاص المصبوب”، فيما أطلقت عليها حركة المقاومة الفلسطينية حماس “حرب الفرقان”.
أتت حرب عام 2008 بعد تهدئة طويلة استمت لـ 6 أشهر بين القطاع والجانب الإسرائيلي، ولكن خرقها الجيش الإسرائيلي في نوفمبر / تشرين الثاني، إذ قامت بغارات على القطاع راح ضحيتها 6 مسلحين من حماس، لترد بعدها حركة المقاومة بإطلاق مجموعة من الصواريخ محلية الصنع.
رفضت حركة حماس تجديد التهدئة لتبدأ إسرائيل بشن الحرب في 27 ديسمبر / كانون الأول، والتي راح ضحيتها ما يقارب 1328 شهيدا و 5450 جريحا.
بعد 23 يوما من الحرب أعلنت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها أيهود أولمرت — وقتها — عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، دون الانسحاب من قطاع غزة، بعد 23 يوما من بدء عملية “الرصاص المصبوب”، تلاه في اليوم التالي إعلان الفصائل الفلسطينية هدنة لمدة أسبوع، كمهلة لانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
حرب عام 2012 “عامود السحاب”
شنت إسرائيل حربا جديدة على قطاع غزة استمرت لمدة 8 أيام، أسمتها “عامود السحاب”، فيما أطلقت عليها حركة حماس “حجارة سجيل”.
وبدأت إسرائيل الحرب عقب اغتيال أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لتشتعل الحرب التي خلفت 162 قتيلا فلسطينيا بينهم 42 طفلا و11 سيدة، وإصابة نحو 1300 آخرين بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فيما قتل 20 إسرائيليا وأصيب 625 آخرين.
بعد مقتل الجعبري انهالت حماس بإمطار إسرائيل بصواريخا محلية الصنع، لتجد إسرائيل الذريعة لاستكمال الحرب.
حرب 2014 “الجرف الصامد”
حرب جديدة ارتكبتها إسرائيل بشأن الشعب الفلسطيني، ففي السابع من يوليو/ تموز 2014، بدأت قوات الاحتلال حربها الثالثة على قطاع غزة، والتي أطلقت عليها “الجرف الصامد”، فيما أسمتها حركة حماس “العصف المأكول”.
بدأت أسباب الحرب الأخيرة باختطاف ثلاثة مستوطنين إسرائيلين في مدينة الخليل في 12 يونيو/ حزيران، ليبدأ الجيش الإسرائيلي بعدها حملة عسكرية واسعة، قبل أن يعثر في 30 من الشهر ذاته على جثث مستوطنيه مقتولين قرب “حلحول”.
قام الجيش الإسرائيلي بعدها بعملية واسعة في الضفة الغربية والقطاع، ومن ثم بدأت الحرب خلال 7 أيام والتي استمرت لمدة 51 يوما ليروح ضحيتها 2217 قتيلا من بينهم 556 طفلا، و293 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى الأطفال الذين تم رصدهم 2647 والجريحات من السيدات (1442).
المصدر: وكالة سبوتنيك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.