عودة المؤتمر الشعبي الجنوبي .. هادي “يبتزّ” الجميع ؟
يمنات
أحمد الحسني
يسعى الرئيس عبدربه منصورهادي ليكون حاضراً في المشهد السياسي، ويحاول عبر «المؤتمر الشعبي العام الجنوبي»، إرضاخ الجميع، سواءً قيادات «المؤتمر» التي تعارض رئاسته للحزب، أو القوى الإقليمية والدولية التي تحضّر مبادرات للسلام تتضمّن إزاحة هادي من الرئاسة.
هادي الذي فشل في توحيد «المؤتمر الشعبي العام» والوصول إلى رئاسته عبر انتخابات اللجنتين «العامة» و«الدائمة»، حاول إرباك خصومه بعدما أطلق، أمس الأحد، «المؤتمرالجنوبي»، معلناً تدشين عمله التنظيمي في المحافظات الجنوبية. خطوة تأتي قبل أيام من انطلاق مشاورات «السويد»، الأمر الذي يضعها مراقبون في خانة «الابتزاز» للقوى اليمنية والإقليمية والدولية من قبل هادي، وتخويف تلك القوى بورقة «الانفصال»، من أجل بقائه على رأس السلطة والمؤتمر معاً.
«المؤتمر الجنوبي»
في ديسمبر من العام 2014، اتخذت قيادات حزب «المؤتمر الشعبي العام»، برئاسة علي عبدالله صالح، قراراً بفصل كل من عبدربه منصورهادي، وعبدالكريم الأرياني من «المؤتمر»، وحينها جاءت فكرة «مؤتمر الجنوب» كأول رد فعل على قرارات الفصل، لكن تلك الفكرة تطورت عندما وُضع الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية في صنعاء بعد تقديم استقالته من الرئاسة، وفي خضم المعترك السياسي وأثناء مشاورات تشكيل المجلس الرئاسي التي كان يجريها المبعوث الدولي السابق، جمال بن عمر،في صنعاء، أكد «مؤتمر الجنوب» تمسكه بهادي رئيساً للبلاد ولـ«الحزب».
وبحسب مراقبين، فإن معاودة نشاط «مؤتمر الجنوب» في هذا التوقيت وقبل أيام من مشاورات «السويد»، إنما يأتي كرسالة من هادي لقطع الطريق على مبادرة القوى الدولية، وعلى رأسها بريطانيا التي وضعت مسودّة قرار دولي مقدم لـ«مجلس الأمن» يقضي بتغيير القرار 2216، وينهي مضموناً بقاء هادي رئيساً، وهو ما رفضته حكومة هادي بشدّة، وصعدت من خطاباها ضد بريطانيا قبل أيام عبر وزير الخارجية خالد اليماني.
وزير خارجية هادي وصف المساعي الريطانية بأنها «لا تخلو من أجندة خفية»، رافضاً «القبول بأي قرارات دولية»، وهو الأمر الذي أكد عليه هادي أيضاً في خطابه الأخير بمناسبة «30 نوفمبر»، حيث وجه رسالة للمجتمع الدولي، مفادها أن خطة السلام الحالية تفتح المجال لـ«حروب مستدامة»، مشدّداً على أن «التراجع عن المرجعيات الثلاث لن يقود إلا إلى حروب أهلية وطائفية ومناطقية مأساوية، وسيؤسس لدورات من العنف والحروب التي لا تنتهي، وسيكتوي بنارها كافة أبناء الشعب اليمني، ولن يكون الإقليم والعالم بمنأى عن تداعياتها»
رسائل «مؤتمر الجنوب»
لا تقتصر رسائل «مؤتمر الجنوب» على المجتمع الدولي، إذ أن هادي يريد الضغط على قيادات «المؤتمر» في الشمال لتقديم تنازلات من أجل بقاء «الحزب» موحداً، ومن أجل الحفاظ على الوحدة أيضاً. وسعى هادي من خلال النشاط الأخير إلى توجيه رسالة لقيادات «المؤتمر»، خصوصاً وأنه حاول مع تلك القيادات لتوحيد الحزب تحت قيادته أثناء زيارته إلى القاهرة في أغسطس الماضي، وفشل بعد اجتماع ضم قيادات الحزب، بسبب تمسك قيادات «المؤتمر» برفع العقوبات عن أحمد علي عبدالله صالح، مقابل مصالحة بين قيادات الحزب تفضي إلى انتخاب هادي رئيساً له، لكن هادي رفض -بحسب محللين- ليقينه أن عودة أحمد لممارسة نشاطه السياسي سيمكنه من السيطرة على الحزب، وتلك السيطرة تفتح له طريق إلى الرئاسة عند أول انتخابات رئاسية.
كما أن رسائل «المؤتمر» أيضاً لقوى «الحراك الجنوبي» و«المجلس الانتقالي» وخلفه دولة الإمارات، مفادها أنه لاعب قوي وحاضرعلى الساحة الجنوبية ولا يمكن لأي طرف الاستئثار بالقضية، وهو ما جاء في البيان بأن نشاط الحزب جاء «لاستكمال الخطوات اللازمة لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي مع بقية مكونات الطيف السياسي الجنوبي الواسع، وعلى رأسهم الحراك السلمي الجنوبي»، محذّراً من «اختزال الجنوب في مكون واحد، بل كلنا شركاء في هذا الوطن وبالتالي شركاء في تحديد مصيرنا جميعاً».
هكذا يستخدم هادي «مؤتمر الجنوب»، كفزّاعة لكل الأطراف، وضمانة بقاءه حاضراً في المشهد السياسي، فهل يرضخ الجميع لضغوط هادي؟ أم تتجاوز مشاورات «السويد» رسائل هادي وتطوي صفحته من رئاسة اليمن؟ فيظل زعيماً لـ«المؤتمر الشعبي العام الجنوبي»، يمارس عبره العمل السياسي كرئيس سابق!
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.