مشاورات السويد .. حبر على ورق؟
يمنات
مفيد الغيلاني
أسدل الستار، أمس الخميس، على مفاوضات السلام اليمنية في قلعة جوهانسبرغ في السويد. وقد ركزت المفاوضات خلال أسبوع واحد، على إجراءات بناء الثقة، وهي القضايا ذات البعد الإنساني والاقتصادي، والمتمثلة بـ«الإفراج عن الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسراً، وميناء ومدينة الحديدة، وحصار مدينة تعز، والملف الإقتصادي». وعلى الرغم من جرعة التفاؤل التي ضخها المبعوث الأممي مارتن جريفيث في الجلسة الختامية لمشاورات السلام، إلا أن مواقف طرفي المفاوضات بقيت بحسب مراقبين، «في خانة التشكيك، وغياب الثقة المتبادلة».
ملفات عالقة
التوافق الذي أبداه كلا الطرفين في التعبير عن رغبتهما بحل ما تبقى من مشكلات تبدو سهلة للغاية، يصطدم بطريقة معالجتها، وهو ما رأى فيه المراقبون أمراً «أكثر تعقيداً»، مؤكدين على أن «الملف الوحيد الذي قد يتم إحراز تقدم ملموس فيه هو ملف الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، والذي استطاع المبعوث الأممي أن يقنع الطرفين بالتوقيع على وثيقة بشأنه».
ويشير المراقبون إلى أن «ملف تعز، والملف الإقتصادي وميناء ومدينة الحديدة، لا تزال كلها ملفات عالقة حتى اللحظة، وقد لا ترى النور في وقت لاحق».
مصدر سياسي ودبلوماسي، في مفاوضات السويد، أكد في حديث لـ«العربي»، أن «ملف تعز كان مطروحاً بقوة من قبل وفد الإنقاذ، ولكن تم تجاهله من قبل وفد الحكومة الشرعية»، موضحاً أن «هناك تقدم كبير في ملفي الحديدة والأسرى وهناك توافق كبير لدى الطرفين، خاصة ملف ميناء ومدينة الحديدة، والذي يتصدر قائمة اهتمام المجتمع الدولي».
وأكد أن «ملف مطار صنعاء الدولي، لا يزال عالقاً حتى اللحظة، برغم تقديم وفد الحوثيين، تنازلات عدة في سبيل إنجازه، كقبول إشراف أممي على المطار أو الموافقة على خضوع الرحلات القادمة من مطار صنعاء إلى الأردن أو مصر، للتفتيش».
وأشار المصدر إلى أن «الخلاف يتمحور حول آلية تنفيذ الإتفاق، فالطرف الآخر وافق على فتح المطار شريطة أن تكون الرحلات من مطار صنعاء الدولي إلى مطاري عدن أو سيئون، وهو الأمر الذي يرفضه وفد الحوثيين حتى اللحظة».
الحرب أكبر من طاولة جريفيث؟
ويرى مراقبون أن «الصور القادمة من قلعة جوهانسبرغ في السويد، في ختام مشاورات السلام اليمنية، تبدو مغايرة للصورة الحقيقة في اليمن تماماً»، مؤكدين أن «الحرب في اليمن أصبحت بالوكالة وهي اليوم أكبر من طاولة جريفيث».
المحلل السياسي، عبد الله فرحان، أكد في حديث إلى «العربي»، أن «مشاورات السويد وإن تعاقبت جولاتها، فهي أعجز من تحقيق صفقة تبادل أسرى ومعتقلين كبند إنساني يتم تحقيقه محلياً من حين إلى آخر، عبر لجان مشتركة وبمستويات متفاوتة».
وأضاف أن «المشاورات الأممية التي عقدت في السويد أو التي ستعقد لاحقاً، عاجزة عن توافق لحلول معيشية تعالج مشكلة مرتبات الموظفين، لتنقذ وضعاً معيشياً للقطاع الأوسع في أوساط اليمنيين، المتوغل في أعماقه تفاقم الكارثة الإنسانية».
حتى الآن كل ما خرجت به مفاوضات السلام بالسويد ما هو إلا حبر على ورق، ووحدها الأيام القليلة المقبلة ستكشف لنا هل بات السلام الذي يتطلع إليه ملايين اليمنيين قاب قوسين من برج النجاح، أم أن الحرب التي أخذت طابع الوكالة هي قدرهم المشؤم؟
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.