أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

الاستخبارات السعودية زرعت شبكة جواسيس في صفوف القاعدة لتسهيل تصفية قيادات بارزة وتوجيه سياسة التنظيم

يمنات

رزق أحمد 

تراجعت الهجمات الجوية التي تنفذها منذ أعوام طائرات أمريكية من دون طيار على أهداف مفترضة لتنظيم «القاعدة» في اليمن.

منذ أشهر لم تشن تلك الطائرات سوى عدد قليل من الغارات، وأكثرها لم يصل إلى هدفه، على النقيض من الغارات التي شنتها قبل العام 2018.

وعلى ما يبدو، تواجه الاستخبارات الأمريكية صعوبات في الحصول على معلومات من داخل التنظيم، بعد أن تمكن الأخير من تفكيك شبكة جواسيس تسببت في مقتل 90% من قيادات الصف الأول والثاني والثالث، إضافة إلى عدد كبير من المسلحين.

شبكة الجواسيس التي زرعتها، بدرجة رئيسية، استخبارات السعودية في صفوف تنظيم «القاعدة»، عملت، حسب اعترافات أفرادها، في اتجاهين: الأول تسهيل تصفية قيادات مؤثرة وبارزة، والثاني توجيه سياسة التنظيم.

الإجراءات والاحتياطات الأمنية التي اتخذها التنظيم، منذ تفكيك الشبكة المذكورة، حالت من دون تصفية المزيد من قادته وأعضائه. وتمثَّلت هذه التدابير في منع التعامل مع الجوال، وشبكة الانترنت، والحديث عن أية تحركات للقيادات والأعضاء.

وتتخوف الولايات المتحدة من إعادة التنظيم ترتيب صفوفه بعيداً عن أعين مخبريها وعن صواريخها الذكية التي تطلقها طائرات مسيّرة.

الممكن الصعب
في السياق، تقول مصادر مطلعة في حديث إلى «العربي»، إن تنظيم «القاعدة» في اليمن يسعى إلى تعويض خسائره الناجمة عن الاختراق الأمني الأكبر في تاريخه.

وتضيف أن تعويض الخسائر، بالنسبة إلى التنظيم، تبدأ من الحرص على منع التعرض لخسائر جديدة… مشيرة إلى أن ذلك يتطلب إلزام والتزام دائم بالتوجيهات الخاصة بالتدابير الأمنية، وتمحيص المنضمين الجدد، من خلال إشراكهم في عمليات قتالية حقيقية ومنع احتكاكهم بقيادات عليا.

وتؤكد المصادر أن التنظيم حصر اللقاء بالقيادات العليا على دائرة معينة من القيادات والأعضاء الموثوق بهم، على أن يكون موضوع اللقاء وما دار فيه من الأمور السرية.

وتوضح أن التنظيم بدأ بمنع أعضائه من الاختلاط بأبناء القبائل وأي أشخاص من خارج دائرته… لافتة إلى أن ذلك يجعله أشبه بتنظيم «الدولة الإسلامية» من حيث التدابير الأمنية.

وحول إمكانية ترتيب تنظيم «القاعدة» لأوراقه بعد التدابير الأخيرة، تقول المصادر المطلعة إن التنظيم تعرض لخسائر كبيرة خصوصاً على مستوى القيادات المؤثرة التي جعلت منه تهديداً حقيقياً للداخل والخارج.

وتلفت المصادر إلى أن أهداف الضربات الجوية كانت منتقاة بدقة، لإفراغ التنظيم من أهم القيادات المؤثرة على المستوى العسكري والدعوي والأمني والشرعي، على حد تعبيرها.

وتبيِّن أن التنظيم قد يتمكن من تجاوز وضعه الراهن، لكنه، وفي ظل قياداته الحالية، قد لا يستطيع العودة إلى سابق قوته وتأثيره، خصوصاً مع وجود منافسين جدد كتنظيم الدولة الذي تطورت خلافاته معه، خلال الأشهر الماضية، إلى مواجهات مسلحة في محافظة البيضاء وسط اليمن.

وتستدرك «لكن التجربة تقول إن مثل هذه التنظيمات تستطيع إعادة ترتيب صفوفها وتعويض الخسائر خلال فترات وجيزة، خصوصاً في ظل رخاوة الوضع الأمني ووجود الكثير من التشكيلات المسلحة التي تعمل خارج دائرة المؤسسات العسكرية والأمنية الرسمية»، كما هو الحال في عدد من المحافظات الجنوبية.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى