وكالة أمريكية: طرفا النزاع اليمني ينهبان معظم المساعدات الدولية
يمنات – وكالات
خلصت وكالة “أسوشيتد برس” الامريكية، إلى أن كميات كبيرة من المساعدات الغذائية المخصصة للمحتاجين في اليمن لا تصلهم، وإنما يستولي عليها طرفا النزاع في البلاد.
وقامت الوكالة بتحقيق صحفي في الموضوع نشرت نتائجه الاثنين، وأفادت استنادا إلى وثائق رسمية ومقابلات مع أكثر من 70 مسؤولا إغاثيا بأن الفصائل المسلحة من كلا طرفي النزاع في مختلف أنحاء البلاد مسؤولة عن منع إيصال المساعدات إلى الذين يعتبرونهم “غير موالين” لهم، ويسلمون هذه المواد الغذائية إلى المسلحين على جبهات القتال أو يبيعونها في السوق السوداء.
وأكدت الوكالة أن “اختفاء” المساعدات الإنسانية قضية عادية في محافظة تعز وغيرها من المناطق الخاضعة لقوات حكومة هادي، لكن الوضع أسوأ في مناطق سيطرة حركة “أنصار الله”.
واعتبرت الوكالة أن حجم انتشار هذه الظاهرة يستدعي تساؤلات جدية بشأن قدرة الوكالات الأممية وغيرها من المنظمات الإغاثية على القيام بدورها في اليمن، وخاصة أن الأمم المتحدة التي تملك خمسة آلاف مركز لتوزيع المساعدات في البلاد أقرت بأنها لا تستطيع مراقبة توزيع إلا 20% فقط من هذه المواد الغذائية.
ونقل التقرير عن مسؤول أممي طلب عدم الكشف عن هويته تأكيده أن المساعدات الدولية المقدمة إلى اليمن تكفي لاحتواء أزمة المجاعة التي تشهدها البلاد، لكن الجزء الأكبر منها يُنهب.
وحذر التقرير من أن ظاهرة المجاعة لا تزال تنتشر في البلاد على الرغم من تكثيف المساعدات الدولية وتسهيل إدخالها إلى بعض المناطق، مشيرا إلى أن أكثر من نصف اليمنيين (15.9 من 29 مليون شخص) يعانون من نقص المواد الغذائية.
وفيما يتعلق بالمناطق الخاضعة لسيطرة انصار الله ، لفت التقرير إلى أن 445 ألف شخص في محافظة صعدة، يحتاجون إلى المساعدة، وعلى الرغم من إيصال الأمم المتحدة إلى المنطقة كميات من المواد الغذائية كافية لتلبية احتياجات عدد من الناس يتجاوز ذلك ضعفين، إلا أن 65% من سكان المحافظة لا يزالون يواجهون نقص الأغذية ويعاني سبعة آلاف منهم على الأقل من المجاعة الحادة.
وفي العاصمة صنعاء، يعود نصف السلال الغذائية الأممية إلى وزارة التعليم بصنعاء لتوزيعها لاحقا على المحتاجين، لكن مدير تحرير صحيفة “الثورة” ، معين النجري، أكد للوكالة أنه علم الأسبوع الماضي أن مئات موظفي الصحيفة مسجلون خلافا للواقع ضمن قوائم الأشخاص الذين يحصلون على تلك المساعدات والغموض يلف مصير هذه السلال.
وأعلن وزير الصناعة السابق في حكومة الانقاذ، عبده بشر، للوكالة أن الوزارة سجلت وصول مئات الأكياس من الدقيق المقدمة من قبل برنامج الأغذية العالمي إلى السوق السوداء، محملا كلا طرفي النزاع المسؤولية عن ذلك.
وأكد بشر، وهو نائب في البرلمان ، أن بعض المناطق الخاضعة لسيطرة انصار الله، تحصل على “حصة الأسد” من المساعدات، فيما ذكر مسؤولون للوكالة أن الحوثيين يتلاعبون بقوائم الأشخاص الذين يتلقون المساعدات الدولية.
وأوضح مسؤول إغاثي رفيع المستوى أن انصار الله يضغطون على الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية عبر التهديد بحرمان موظفيها من تأشيرات الدخول.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمية، دافيد بيسلي، للوكالة إن عناصر من انصار الله تمنع الموظفين الدوليين من إيصال المساعدات إلى مناطق خاضعة لسيطرة الجماعة، مشددا على ضرورة وضع حد لهذه التصرفات الإجرامية.
وفيما يتعلق بمناطق سيطرة حكومة هادي والتحالف، حصلت الوكالة على مقاطع فيديو توثق بيع الدقيق والزيت في علب تحمل علامة “برنامج الأغذية” في أسواق تعز وعدن.
ونقل التقرير عن المسؤول الإغاثي في تعز، نبيل الحكيمي، قوله: “الجيش الذي يتوجب عليه الدفاع عنا ينهب المساعدات”.
وأوضح التقرير أن لجنة الإغاثة في تعز أبلغت مركز الملك سلمان للإغاثة في سبتمبر 2017 باختفاء 871 ألف سلة مخصصة لسكان المحافظة، ورفضت أطراف محلية معنية تابعة لحكومة هادي بتسليم هذه المساعدات إلى اللجنة، تقديم أي توضيحات.
وأكد الحكيمي أن الوضع في تعز لم يتغير نحو الأفضل منذ توليه إدارة لجنة الإغاثة في ربيع 2018، على الرغم من وعود السلطات المحلية بالتعامل مع الموضوع.
وأكد التقرير الأممي أن 57% من سكان تعز يعانون من نقص الأغذية، ويواجه 10.5 آلاف منهم المجاعة.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.