عليهم السلام .. رفاقنا المغادرين
يمنات
ماجد زايد
من يؤمن بالإشتراكية النظالية الحقة وهو نزيه وشجاع بالضرورة يموت فقيراً ، يلتحف ما تبقى من جسده النحيل ويغادر ، يغادر وهو يبكي في جنازته على الباقين ، على الفقراء البائسين ، لا يُبقي شيء خلفه للوارثين ، حتى صورهُ المعلقة على الجدران تبدو بائسة ، لا أحد يهتم لتلك الصور الشاحبة.
لا أحد من الناس يحزن على الإشتراكيين حين يموتون ، يتذكرونهم ويستغربون من نزاهتهم وشجاعتهم ومصيرهم الفقير ، لم يترنحوا ولو قليلاً للمغريات والمصالح ، كانوا يرفضون الهدايا وينامون مع أبناءهم جائعين ، أي حياة تلك التي كانوا يعيشونها !!
الشعب لا يقبل الطيبين في السياسة .. هكذا يقول الناس عن الرفاق المغادرين ، كان عليهم التعلم من مدارس الأوغاد ، مدارس السيئين ، مدارس اللصوص السابقين ، لم يكونوا يستحقون الفقر والجوع ، كان بأمكانهم الكثير والكثير ، لكنهم فضلوا الفقر ، أي خيار بائس قد ساروا فيه..!!
قد لا يعلمون ذلك..!!
لا أحد يعلم كيف يموت الرفاق الصادقون ، يموتون لا يلقون لهذا العالم بالاً .. هو في الحقيقة لا يستحق في نظرهم ، يموتون حاملين ضمائرهم البريئة وهي طاهرة ، ضمائراً لم تقتل أحد ولم تسرق أحد ولم تفتري على أحد ، لا قيمة لأحاديث الأخرين وصيت الذكريات ، يكفي أن تعيش في حياتك مالكاً نفسك ومصيرك ، حراً شجاعاً ، وتموت بعد ذلك ومصيرك في يدك ، نظيفاً طاهراً ، الأبناء لهم الطريق القديم ، طريق السلام الذي لا يبيع نفسه للأوغاد المتسابقين ، سيجدون أنفسهم فيه إن شاؤوا ويغادرون منه كما يشاؤون ، الكادحون لا يورثون المال ، الجميع يعلمون ذلك جيداً ، الحرية والشجاعة هي ما يتركونها بعدهم .
الأشتراكيون الصادقون يموتون وقد كتبوا وصاياهم لأبناءهم قائلين : كونوا كما أباءكم إن شئتم أو إنصرفوا لمن يدفعون أكثر ، في النهاية ستموتون مثلهم ، كالأوغاد لا أكثر ، ما قيمة حياة تنتهي بلعنات المساكين ، الجحيم تستجيب لدعوات المظلومين وتنتظر الأوغاد المجرمين.
عليكم السلام يا رفاقنا المغادرين ، رفاقنا الطاهرين.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.