تغاريد غير مشفرة (172) .. الحرب التي عرفتنا ببشاعة الرأسمالية والدول الاستعمارية ومخططاتها الجهنمية
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
“الاستعمار البغيض” كلمتان كنت أقرأهما في الثانوية، و لم أكن أبالي فيهما، و لم أشعر بهما .. أما اليوم و أنا أرى ما يفعله الاستعمار باليمن، صرت أشعر بهذا البغض على نحو كثيف و عميق .. و تبتلعني الحسرة، و أنا أرى تحقيق أطماع هذا الاستعمار بحوامل و أدوات محلية رخيصة و مبتذلة، و فاقدة لأي شعور أو إحساس بالوطنية أو الحد الأدنى من المسؤولية، بل أراها تتنافس على نحو محموم على خطب وده، و تقديم تنازلات أكثر على حساب اليمن و مصالحه و وحدته و مستقبله..
(2)
لم أكن أعلم أن بريطانيا بهذا القبح و البشاعة .. فهي لا تكتفي بتنفيذ أجنداتها الاستعمارية على حساب الأشلاء و الدماء و الخراب..
و لكن تستغل كل الممكنات التي تفقر الشعب و تهجره و تعذبه في خدمة أجنداتها و مخططاتها و أطماعها..
استمرار الحرب و قطع رواتب الموظفين ليس إلا مفردتين منها..
في هذه الحرب فقط عرفت بشاعة الرأسمالية و الدول الاستعمارية و مخططاتها الجهنمية..
(3)
بريطانيا أحتلت فلسطين و الأردن و العراق، و كان بإمكانها أن تكون دولة واحدة عند انسحابها .. و لكنها لا تريد انطلاقا من سياسة فرق تسد فضلا عن ضمان تدخلها و تنافس ولاء الأنظمة الموالية لها في المستقبل..
فرنسا أحتلت سوريا و لبنان و كان بإمكانها أن تكون دولة واحدة إن أرادت، و لكنها لا تريد انطلاقا من سياسة فرق تسد بالإضافة إلى ضمان تنافس ولاء الأنظمة الموالية لها في المستقبل..
ما يحدث في اليمن هو نفس ما حدث هناك..
لا يريدوا في المستقبل حتى يمنان .. بل يريدوا يمنات .. يعني دويلات مرتهنة بعد اقتطاع ما تيسر من اليمن للسعودية والإمارات..
الرباعية تنفذ هذا المخطط و تنجح فيه من خلال الحوامل المحلية المرتهنة .. هل من معجزة لقلب الطاولة .. حتى الآن لا نرى أي مؤشر مهم في هذا الاتجاه..
(4)
ما عجزت بريطانيا عن تحقيقه في اليمن خلال حقبة الخمسينات و الستينات من القرن المنصرم، تنجح في تنفيذه اليوم..
فشلت في الماضي بسبب وجود وطنيين أحرار ميامين، مسنودين بمد قومي واسع و مؤثر..
و تنجح اليوم بسبب وجود هذه النخب السياسية المرتهنة، هنا و هناك، و بمختلف مسمياتها، و التي تنفذ مخططات الاستعمار و أهدافه الحقيرة على حساب وحدة اليمن و مصالحه و مستقبله، دون أن تخسر شيئا يستحق الذكر، بل و استفادت في كل الأحوال و على نحو يفوق التصور..
(5)
لم أكن أعلم أن بريطانيا بهذا القبح و البشاعة .. فهي لا تكتفي بتنفيذ أجنداتها الاستعمارية على حساب الأشلاء و الدماء و الخراب..
و لكن تستغل كل الممكنات التي تفقر الشعب و تهجره و تعذبه في خدمة أجنداتها و مخططاتها و أطماعها..
استمرار الحرب و قطع رواتب الموظفين ليس إلا مفردتين منها..
في هذه الحرب فقط عرفت بشاعة الرأسمالية و الدول الاستعمارية و مخططاتها الجهنمية..
(6)
مالم يحققوه بالحرب
سيحققوه تحت مسمّى التفاوض والسلام
ومالم يحققوه تحت شعار ومسمّى السلام سيستكملوا تحقيقه بالحرب أيضا..
وكأنك يا أبو زيد ما غزيت..
إنها غلطات الشطار..
(7)
الأمم المتحدة لا تريد تحل مرتب أكثر من مليون موظف..
بل تريد ابتزاز الشعب للقبول بتنفيذ الأجندات الاستعمارية..
الأمم المتحدة تريد أولا أن تصيب الموظفين و أسرهم بالمجاعة ثم تتدخل لإنقاذهم و إغاثتهم و إيصال ما قيمته ثلاثين دولار إلى ثلاثمائة دولار .. بل هذا الذي يحدث في الواقع و على نحو صارخ..
هذه منظمة ربحية على نحو يفوق التصور..
هذه منظمة لا أخلاق لها..
هذه منظمة تستغل الحروب على نحو بالغ حد البشاعة..
(8)
جزء من الحقيقة المُرّة:
اللاعنون أكثر من سهّل تنفيذ أجندات الملعونين..
هذا ما سيقوله التاريخ، لا أنا..
(9)
جزء من الحقيقة المُرّة:
كل النخب السياسية اليمنية تقريبا كانت بغبائها و حمقها سبب اندلاع الحرب و الاستقواء بالخارج على حساب اليمن و مستقبله..
غير أن اليوم لم تعد تلك النخب حوامل مرتهنة فقط، بل صارت مجرد أدوات لتنفيذ أجندات و مخططات و أهداف الحرب لصالح الخارج..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل”، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.