اليمن تسير على طريق تفكيك السودان ويوغسلافيا واثيوبيا
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
تم إغراء جنوب السودان ليستقل فأستقل .. والسؤال: ما هو الفرق الذي صنعه أو أضافه هذا الانفصال لصالحه..؟! و ما هو الرخاء الذي حققه الجنوب بعد هذا الانفصال، إن لم يكن صار الحال أسوأ من قبله..
و مثل هذا يمكننا أن نقوله على يوغسلافيا التي تم تقسيمها على أساس عرقي و قومي .. كنا نسمع بيوغسلافيا القوية و المؤثرة في السياسية الدولية .. كنا نسمع بصناعة و اقتصاد يوغسلافيا القوي .. اليوم لم نعد نسمع عنها بشيء .. كل ما سمعناه عنها فقط هو فريق كرة القدم الكرواتي..
أرتيريا انفصلت و لكن ما هو الذي حققته غير تأجير أراضيها قواعد عسكرية لمن هب و دب .. صارت أرتيريا أشبه بداعرة أفريقيا .. لم تحقق أرتيريا شيئا على أي صعيد يستحق الذكر..
و مثل هذا سنقوله غدا على ليبيا، و على اليمن الذي سيقسم إلى ست دول، و هو عدد يفوق عدد مراكز القوى و النفوذ الراهنة في اليمن .. لازالت الحرب مستمرة و صناعة مراكز القوى الجديدة مستمرة، ليس لتحقيق شيئا لصالح حتى تلك الدول الناشئة، و إنما لصالح الدول المحتلة التي ستقتسم ثرواتها و أراضيها..
لم يعد اليوم هناك يمن .. و هذه حقيقة قالها تقرير وفد الخبراء الأمميين الذين زار اليمن قبل عام أو أكثر..
لم تعد لليمن اليوم في الواقع أي حدود غير حدود شاحبة مرسومة على الخريطة، يعيد تشكيلها الواقع على ما هو قائم و مفروض بالقوة و الاحتلال..
لم تعد لليمن جزر و لا موانئ و لا سواحل و لا سيادة .. كل صار فيها محتلا أو مرتهنا ليس لنا فيه شيئا..
(2)
الحرب ستستمر إلى عام 2022
استمرار الحروب مهمة لتفكيك الدول و فرض واقع جديد على الأرض..
استمرار الحرب مهم لاستبدال الهوية القديمة و تشكيل هويات جديدة محل القديمة..
الحروب تفرض واقعا جديدا على الأرض، و هي مقدمة لتشكيل خرائط جديدة، و تأسيس دول جديدة على أنقاض الدولة القديمة المتحللة بالحرب و الأزمات و الخيانات و الهشاشة..
إثارة الكراهيات تلعب دورا مهما في تفتيت المجتمع الواحد، و تشكيل مجتمعات صغيرة متناحرة، يسهل معها تشكيل دول جديدة، مدعومة بجيوش محلية، و هويات جديدة أفرزتها الحرب و التدخلات الدولية و المال السياسي..
التواطؤ، و الصمت الراضي، و تشجيع الاحتلال بمختلف مسمياته لأطراف الحرب و الصراع على القيام بإجراءات أحادية، لتشكيل واقع جديد مدعوما بالغلبة و سلطات الأمر الواقع، يصب في إطار مشروع تفكيك الدولة الواحدة و إنشاء دول جديدة..
نجحت الدول الرأسمالية في تفكيك “يوغسلافيا”..
في سوريا فشل مشروع التفكيك أو التقسيم، أو قل تم افشال معظمه بسبب التدخل الروسي..
نجح تنفيذ المشروع في السودان..
نجح تنفيذ المشروع في أثيوبيا بعد انتزاع أرتيريا منها..
و ينجح المشروع اليوم في ليبيا..
أما في اليمن فتنجح الرباعية في تنفيذ مشروع التقسيم على نحو مثالي جدا، على الأقل حتى يومنا هذا، مدعوم تنفيذه بأدوات و حوامل يمنية حقيرة، و بغباء و أنانية و خيانة النخب اليمنية للوطن .. خيانتها لليمن و وحدته و سيادته و استقلاله و مستقبله..
(3)
من لازال لا يعلم ماذا يحدث في اليمن فهو شديد الغباء!!
ما يحدث هو تفكيك اليمن إلى دول..
تشكيل جيوش..
تشكيل هويات..
تشكيل واقع جديد يتوافق مع هذا المشروع..
تشكيل خارطة جديدة لليمن بعدة دول من خلال مرحلة انتقالية..
كل هذا يتم اليوم تحت غطاء مخرجات الحوار الوطني..
إنه خطر غير مسبوق يواجهه اليمن..
لم تمر اليمن بهكذا خطر من قبل كهذا الخطر التي تواجهه اليوم..
(4)
أي انتخابات نيابية من طرف واحد إنما يخدم المشروع الأمريكي البريطاني الجاري فرضه و تنفيذه على الأرض..
تفكيك اليمن إلى ست دول ضعيفة..
هل هو غباء أم اختراق كبير..؟!
هذا هو السؤال..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.