تحالف الأحزاب كمؤشر لاستمرار الحرب في اليمن..
يمنات
وضاح اليمن الحريري
اعلن قبل أيام عن اشهار ( التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية) ليأتي متزامنا من انعقاد الدورة غير الاعتيادية لمجلس النواب بعد فترة انقطاع دامت لعدد من السنوات، ولاهمية مثل هذا الحدث في اشهار هذا التحالف الذي ضم طيفا واسعا من القوى السياسية اليمنية، وبأي حال من الأحوال كان لابد لي ان اساهم ببعض الآراء المتعلقة بهذا التحالف وتبعات ما يتوقع ان يترتب عليه من تداعيات سياسية واعلامية وعسكرية أيضا.
الرئيس هادي والعد التنازلي
اول ما خطر ببالي عند سماعي عن خبر اعلان التحالف للقوى السياسية، ان الرئيس هادي ليس بخير على المستوى الصحي، وإنه على وشك ان يغادر السلطة قريبا، ومن ما دفعني لمثل هذا الخاطر هو معرفتنا المسبقة جميعا، ان هذا التحالف موجود اصل منذ سنوات وإن لم يكن معلنا عنه وان قيادة معظم القوى السياسية المنضوية في التحالف تعمل كمستشارية للرئيس هادي فما الذي استجد الان كي تعلن عن تحالف فيما بينها مننهج الخطى والأهداف، غير ان صحة الراعي الرئيسي لهذه القيادات لم يعد قادرا على متابعة دعمه لهم وان الأوان قد حان كي يعتمدوا على أنفسهم ويفرضوا وجودهم الرسمي والسياسي على الساحة بمسافة عن مظلة الرئاسة اليمنية استعدادا لمرحلة سياسية لاحقة يبدو إنها قد لاحت في الأفق القريب.
دول التحالف خارج السياق الوطني
لقد عودتنا كثير من الأبواق والطبول أن تؤيد وتمدح وتزكي دول التحالف الداعم للشرعية في اليمن ( عمال على بطال) في دور متهافت للفت الانتباه اليهم وتبنيهم في صراعاتهم المحلية مع قوى سياسية أخرى، بينما نجد أن بيان التحالف للقوى السياسية في نصه الذي قرأناه لم يتطرق سوى لخمس نقاط اساسية ولا غيرها تناولت الاولى منها اشهار التحالف ومرجعياته اما الثانية فاقرت وثائق وأدبيات التحالف والثالثة والرابعة والخامسة مبررات قيام التحالف والدعوة الى الانضمام اليه، هذا الأمر الذي يشير الى أن القوى السياسية تتخذ مسافة محسوبة من دول التحالف العربي الداعم للشرعية وربما إلى توضيح ان هناك بعدا فارقا في نظرة كل من الطرفين القوى السياسية ودول التحالف الى الامور والحسابات التي تجريها لتحقيق اهدافها، وهذا الموقف السياسي المحسوب تجاه دول التحالف يدفعنا الى النظر بعين فاحصة اكثر من مرة في بنيان مواجهة الانقلاب الذي لا يمر بالأزمات التي تمر بها الشرعية، لأن المتوقع كان على الاقل التحية لدول التحالف ولو من باب المجاملة.
الاستيقاظ متأخرا
لسان حال القوى السياسية للتحالف الوطني يقول يا أبناء الشعب اليمني ها نحن قد صحونا لأجل التعامل مع اوضاعكم البائسة طوال السنين الماضية في ظل صمتنا، ونحن اذ نشد على أيديكم لحسن صبركم وتحملكم كل ذلك التقاعس منا فإننا رغما عن كل ذلك ها نحن نشهر تحالفنا الأبي، كي تحمدوا الله عليه، ونبشركم برغبتنا الجارفة باستمرار الحرب الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا، واننا ما زلنا نحمل نفس مواضيعنا القديمة بأهمية استمرار الحرب من اجل السلام، في تجافي فعلي مع واقع الحال في المناطق المحررة التي لم تشهد سلاما ولا استقرارا في واقع الحال حتى يومنا هذا، وياترى من أين ستأتي القوى السياسية للتحالف الوطني بالحلول وكيف ستحققها اذا كانت هي في مقدمة الخارجين عن اي فعل ايجابي محسوس على صعيد الحياة السياسية والاجتماعية.
الانتقالي والعزلة السياسية
بالتأكيد أن هذا التجمع السياسي الواسع الممثل لبعض القوى السياسية والاجتماعية العميقة في المجتمع على الصعيدين السياسي والاجتماعي على وجه التحديد، سيستطيع الدفع جماهيريا بالتوجه نحو صيانة الشرعية وحمايتها في اليمن، الأمر الذي سيتعارض بالضرورة مع طموحات الانتقالي وتوجهاته السياسية المحتملة، وهذا تطور تاريخي رائع نحو ( الديمقراطية) الذي تجبر أطرافها بالاعتراف المتبادل بينها واقرار قواعد اللعبة السياسية، التي لم يلعبها احد في الساحة السياسية منذ مدة، وهنا لن يكون مع الانتقالي وأمامه سوى أحد خيارين وهما اما ان يدخل في اللعبة او يجلس في الركن ينظر للعبة وهي تتحرك وتتنقل بين ايدي اللاعبين بينما هو لا حول له ولا قوة مع كل قواته التي يمتلكها والتي ستساوي صفرا في تلك اللحظة.
أيها المؤتمر لست وحدك
في ظل التشظي الذي عاشه حزب المؤتمر الشعبي العام بعد تجزئته وبالنظر الى عودته القوية وابداء تماسكه من خلال انعقاد دورة مجلس النواب والرئاسة الجديدة للبركاني فإن القوى السياسية المتحالفة وجدت إنه لابد مما ليس منه بد وهي ان تعلن تحالفها الموازي لانعقاد المجلس كي تعلن عن تواجد يتجاوز اطار أحزاب المجلس ليوسع دائرة شموليته كسرا لاحتكار المؤتمر لمناخ الحياة السياسية مدعوما برهانات خارجية باعتباره الحزب الأقرب للوصول الى السلطة وحسم نتائج الحرب وهو الممثل المقبول للخيار السياسي للمواطن اليمني وللخارج في ان معا، وهذا الأمر اعلنه التحالف بصراحة في كونه امرا غير مقبول ولا مرغوب فيه وعلى المؤتمر ان يتفهم بذلك ويلتزم به، وهذا ما دفعهم لقبول المؤتمر في عضوية التحالف الوطني للقوى السياسية على أساس أن يقبل بشراكة الاخرين معه مع عدم تكرار اخطاء ذلك الماضي.
أما الموقف من الحرب فإن دعوة السلام اليتيمة في بيان التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية فلم تكن سوى انها دعوة لاستمرار الحرب ولا جديد فيها غير انها يمكن ان تكون المرة الأولى للأحزاب طوال السنوات الماضية ومن خلال تحالف كهذا يتخذ هذا الموقف المعلن الصريح والواضح وهنا تظهر قابلية التصادم للقوى السياسية مع اي اطراف اخرى اذا تطلب الأمر ان يحدث مثل هذا التصادم..وللحديث بقية
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.