العرض في الرئيسةفضاء حر

إرهاب الأمن القومي

يمنات

أحمد سيف حاشد

عندما يريد جهاز الأمني القومي احضار نقابي أو ناشط مدني إلى مقره أو ثكنته يرسل له ثلاثة أطقم مسلحة على الأقل، وأحيانا يرسل مصفحات مدرعة، إلى الحي المقيم فيه، ويتم استنفار الحي وارعاب الأطفال والنساء..

ويرافق تلك الأطقم جنود مقنعين متخصصين بمكافحة الإرهاب، أو دهماء من غيرهم، يتم افهامهم من قبل مسؤولوهم إنهم بصدد القبض على شخص خطير جدا أو ارهابي، ويقوم أولئك الجنود بانتهاكات شتى، وأفعال حمقى، وغير مسؤولة، أما تحت شعور وهم الخطر والحذر، أو رغبة بالتنكيل بمن يريدون القبض عليه وأسرته.

فيما كان بإمكان جهاز الأمن القومي أن يحضر هذا الشخص بأمر استدعاء عادي، أو برجل أمن واحد، أو حتى بطقم واحد إن اعتقد القائمين على هذا الجهاز من باب الاحتياط أن هذا الشخص يستحق ارهاب الأمن القومي، ويستحق ترويع أسرته، وترويع مواطني الحي أو الشارع الذي يتم فيه القبض عليه..

وليس هذا فقط، بل تكون القضية “المقبوض” على ذمتها هذا الشخص، ليس لها أي علاقة أو صلة من قريب أو بعيد بالأمن القومي، ولا توجد حتى حالة شبهه أو اشتباه أو امر يقود إلى الإلتباس بأمر يمس الأمن القومي للوطن..

خلاف بين إدارة شركة تجارية وهي شريكة النفط ونقابتها حول جزئية تتعلق بحقوق الموظف.. ما دخل الأمن القومي بها.. هل الأمن القومي لا يعرف اختصاصاته؟!! ولماذا يترك الأمن القومي كثير من اختصاصاته المتعلقة بالأمن القومي، ويتابع قضايا وتفاصيل أخرى ليس له علاقة بها، وبمهامه التي تندرج تحت عنوان الأمن القومي؟!!

ثم ماذا يعني أن يمارس الأمن القومي كل هذه الغطرسة والسطوة والسلطة؟!

هذا يعني أن الأمن القومي يمارس إرهابه على المجتمع، ويحاول بالإرهاب فرض سطوته دون أي ضرورة، أو سبب قانوني أو أمني متعلق بالأمن القومي للوطن..

هذا الأفعال لا تقلل فقط من شرعية السلطة التي تمارس هذا الإرهاب، ولكنها تثبت أن الأمن القومي سلطة إرهاب ضد المواطن، وسلطة غلبة، لا تهتم ولا تكترث بالمسؤولية، ولا تضع أي اعتبار لاختصاصاتها، أو للدستور أو القانون أو حقوق المواطن..

حدث مثل هذا الإرهاب مع النقابي محمد الحمزي في 25 مايو 2017 وحدث قبل يومين مع النقابي فائز بشر، بل يحدث كل يوم مع الكثير..

إنه الوجه الدميم لاغتصاب السلطة والحكم، وفرض الغلبة على المجتمع بالإرهاب الذي لا يستند إلى دستور أو قانون، أو اعتبار للمواطن الذي كان يفترض أن يصون هذا الجهاز حقوقه وسكينة المجتمع من الجرائم الماسة بالأمن القومي للوطن.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى