أقبل رمضان
يمنات
موفق السلمي
أقبل شهر الطاعات ، وأقبلتْ كذلك سائر الخيرات ، حلّتْ البركات، وتسابق على المكرمات شِحَاح لئام، واجتهد في العبادات فواسق وفساق، حقا إنه شهر كريم يعلّمنا كيف نجود، وقد كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الكريم، أجود في رمضان من الريح المرسلة!…
كل البرايا في هذا الشهر تجودُ إلا عشيقتي!، ومذ إن هلّ هذا الهلال، غابَ هلالُها، وتوارى صوتها، وقد كانت في شهر شعبان تفوض كرما، وهي امرأة معطاء ، تكرمك بحروفها البهية، وترانيم حنجرتها الذهبيّة العذبة، فضلا عن وجهها الجميل، الذي لا تكاد تمل من النظر إليه، والتلذذ بحسنه وبهائه ..،
أقبل رمضان، وقد ملأت خليلتي الكريمة أرجاء المعمورة شعرا ونثرا، ولها دواوين من الشعر الذي لا يقوله سواها، ما طُبع منه؛ لم يصل إليّ وأنا عشيقها ، تهافت عليه المطربون والفنانون، ومع ذلك قد تجدني على بابها في هذا الشهر الكريم أتسول حرفا أو كلمة!..
وقد كانت في سالف الأيام معجم مفرداتي، أخذ منها ما لذ وطاب، كانت سلسبيل من الخمر المعتق، كانت عينا تجري وتروي، كان مزاجها زنجبيلا، وريحها مسكا وكافورا ، كانت فيما مضى جنة أعدها الله لي، كانت جنتي التي عجلها الله لي ، وكانت هي الحورية الوحيدة في تلك الجنة…
كانت سيّدتي كذلك ، وأنا حينئذ في شهر شعبان، بالكاد أؤدّي الصلاة المفروضة، واليوم، وقد أقبلت على الله بسائر أنواع الطاعات تركتني وولت!..
أقبل رمضان، وصدح رعاة الأغنام بذكر الله، بينما سيّدتي بكماء خرساء ، لا تذكر ربها ولا تناجيه، ولا تناجيني أنا حبيبها ولا تحادثني بشيء، لا بخير ولا بشر..
فيا عشيقتي، قولي حرفا يسعدني، ولو لم تنظميه، قولي: “كيف حالك؟ أستاذ موفق! ولو تكلفا،هيا سيّدتي تتعتعي وقولي، وكما كنتِ في شعبان…
أقبل رمضان، وحبيبتي صماء طرشاء، لا تسمع ولا تكترث بشوقي وحنيني إليها ، جربت وسائل آخر غير صياحي، فلم تنفع، ناشدتها أن تتكلم، وأخبرتها أن الصوم عن الكلام عبادة من كان قبلنا، ولقد نسخت وغيرت وبدلت، لكنها لم تعرني اهتماما..
أقبل رمضان، وكاد أن يرحل، وأنا ما زلت تائها حائرا، أترقب همسها وحسها..
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.