فساد بقرارات جمهورية ووزارية وادارية
يمنات
عبد الوهاب الشرفي
استغرب عندما اجد البعض لازال يقول مافيش فساد ، هاتوا وثائق الفساد ، طبعا نشرنا وغيرنا عشرات الوثائق ، الجهاز المركزي ايضا وثق صور فساد مفجع ” رغم وضعه الغير سوي ” .
لكن دعونا من كل ذلك ، فالامر لايحتاج للتعب بحثا عن الوثائق ، فالفساد بات يخرج على الناس مكشوفا بكل سفور ، يخرج بقرارات جمهورية تعلن عبر مختلف وسائل الاعلام .
.. عشرات الالاف من خريجي الجامعات المتقدمين للوظائف يراوحوا مكانهم في سجلات طلب الوظيفة و يجددونها كل عام ليس من العام الماضي او قبله وانما بعضهم من اكثر من عقدين من الزمن ، اي منذ اواخر ( القرن الماضي ) !! .
… بالمقابل وظف انصارالله المئات منهم او عن طريقهم وليس هذا وحسب بل اصبح الالاف منهم في مناصب مدير ادارة وما فوق وحتى درجة وكيل وزارة !! وكثير منهم غير مستحقين قانونيا ولا وافرين تعليميا و تاهيلا .
.. لا مبرر مطلقا لهذا الامر او هذا الفساد ، وبالدقة هذا الفساد الاداري ، وهو امر واسع وليس حالة او اثنتين او عشر او حتى مائة .
… بما سيبرر ؟ بانهم في مواجهة العدوان !! ليسوا وحدهم فقط في مواجهة العدوان ، واذا ارادوا سلب الكثير من غيرهم حضورهم في مواجهة العدوان فهل هولا اللذين تعينوا ” عريطاني ” احق ان كانت المسألة مواجهة عدوان ام الاحق من يقدمون ارواحهم في الجبهات ، واذا جارينا في هذه المسئلة فلا تبرر مواجهة العدوان هكذا مكافئة اصلا باختزال حق الوظيفة العامة و الترقي والتعيين فيهم لانه حق للناس جميعا لايحق حرمان غيرهم منه باي ذريعة او “سلبطة” ومفهوم المكافئة له صور اخرى لا تنتهك حقوق الاخرين ، ويظل قبل كل ذلك اذا كانت مواجهة العدوان مرتبطة بمقابل فسيطرح سؤال عن صدق الدافع الوطني في مواجهة العدوان بل سيضع سؤال حول المعركة برمتها .
… هذا اذا فساد بقرارات جمهورية ووزارية وادارية لايحتاج لوثائق لان كثير منه معلن رسميا كما قلت ، لكن يظل الفساد سلبي و لا صالح فيه ، ومن يتصور انه يحقق مكاسب تبعا لاي فساد فهو مخطئ لان مايترتب على هكذا تصرفات يضعف عزيمة مواجهة العدوان عن غير من ” تعرطوا ” نتيجة الاحساس بالظلم ونتيجة ارتسام صورة ” التعراط ” بدل صورة التضحية دفاعا عن الوطن ، وحتى بالنسبة للجماعة والشريحة. التي منها ” المتعرطين ” نفسها هو سلبي لانه يخلق روح من التنافس والسباق المحموع لتوسيع حصيلة ” العرطات ” وقد يصل في حالات الى ” الصدام ” ، هذا غير تسليم الادارة لغير مؤهلين ما يترتب عليه تعطيل العمل العام واهدار الفرص الممكنة و فشل ما كان يسير ويفيد البلد والمجتمع في ظرف كهذا .
… انه الفساد الاداري ياسادة بكل سفور بل وفيه من القبح مافيه اذا اخذ في الاعتبار الظرف اللذي يمر به البلد ، والفساد الاداري يتبعه ويفاقم الفساد المالي ، ادنى صوره من مكنوا من اكثر من منصب و ” تعرطوا ” مزايا كل المناصب التي تحت ايديهم واعلى صوره تصل لمليارات نشرت عنها وفيها وثائق ” بالهبل ” ، وتخيلوا الحصيلة وبمقابل عدم دفع مرتبات الموظفين !! .
… التوظيف والتعيين فساد عريض ، بل كارثة ، والفساد المالي اكثر كارثية .
… هذا الكلام بحق كل الاطراف فقط استبدلوا سلطة صنعاء بسلطة هادي ، و الدفاع عن الوطن بالدفاع عن الشرعية ، والباقي كله ينطبق على الجميع ، ولكنه يظل في حق سلطة صنعاء اكثر قبحا من ناحية اخلاقية على الاقل .
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.