العرض في الرئيسةفضاء حر

‏إلى ابناء الجزائر والسودان.. لا تكرروا “انتقاليات” اشقائكم في اليمن وليبيا

يمنات

محمد المقالح

اقولها بصدق واخلاص ومن واقع التجربة المريرة لثورات العرب بان الحكومات الانتقالية خارج الانتخابات لن تمثل الثوار في ساحات الاعتصامات والتظاهرات بل هي الخطوة الاولى لاعادة الاحزاب التقليدية الفاشلة التي ثار الناس ضدها الى السلطة من جديد ولكن هذه المرة باسم المكونات والتيارات الثورية !

والحقيقة ان الحكومات الانتقالية التي تطالبون من النظام او ما تبقى منه تسليم الدولة لها ليست سوى سوسة تفكيك بلادنكم وتقسيم جيوشكم وادامة الصراع فيما بينكم.

وهي ايضا ومن واقع تجربتنا اليمنية المريرة في ثورا 11فبراير 2011م وبسبب طبيعتها التشاركية بين تيارات ومكونات حزبية مختلفة عادة ما تمثل الغطاء الامثل للفساد والمحاصصة الوظيفية حزبيا والارتهان للخارج استدعاء التدخلات الاجنبية .

وفيها – الحكومات التشاركية الانتقالية – تغيب المسئوليات وتضيع الخدمات ويزداد فقر المجتمعات ويتعدد اللصوص ويزدادون تنمرا ووقاحة وهذه المرة باسم الثورة وبالاستقواء بالثورة ووقع دمدمات الثوار دون ان يكون لها صلة بالثورة الا من ناحية انها سرقت الثورة من الساحات والميادين وحولتها الى مكاسب شخصية وحزبية وكل طرف من اطرافها التشاركية يمتلك سلطة بلا مسؤلية وفي كل مرة يطالب فيها بتحقيق اهداف الثور وما قامت من اجلها ينسب تقصيره الى الدولة العميقة والاطراف الشريكة.ويتعلل بالف حجة وحجة !

‏ولكن ما هو الحل ؟!
الجواب اذا اردتم اسقاط النظام القائم مع استمرار كيان الدولة وتكريس تاثير الشعب على قرارها ووحدتها وسلامة اراضيها فانتم امام خيارين لا ثالث لهما: –

*الخيار الاول: هو ان يكون لديكم الان وقبل اسقاط النظام رمز قيادي او هيئة قيادية مجمع عليه ومعروفة بالاسم والبرنامج ويكون قد تبين للناس وبالتجربة ان قائد الثورة او رئيس هيئتها القيادية صاحب رؤية وإرادة صلبة وقادر على إدارة الثورة ثم الدولة فاذا سقط النظام تولى هذا القائد الثوري او القيادة الثورية زمام الامور بدلا من العمل علىى اسقاط النظام ثم ترك الدولة لتنهار بفعل غياب القيادة الموحدة وتعدد اطرافها

‏* الخيار الثاني : هو ان تبقوا في الساحات والميادين وتضغطوا على السلطة التي استلمت الحكم مؤقتا استجابة لمطالب الثورة باسقاط او رحيل الرئيس السابق بان تجري انتخابات رئاسية اولا وباسرع وقت ممكن وليكن عام واحد في الاقصى وستة اشهر في الادنى واهمية استعجال انتخاب الرئيس شعبيا وبالارادة الحرة تاتي من ناحيتين :

1- انكم بذلك تبقون تاثير الثورة وشارعها الثوري قائما في وعي من انتخب بالارادة الشعبية وباتالي استمرار تاثير الشعب على قرار السلطة الجديدة بدلا من تسليم الارادة الشعبية لسلطات تشاركية وانتقالية غير منتخبة ولا تراعي شعبها بقدر ما تراعي التوافقات فيما بينها او التوافق مع من اتى بها او دعمها من خارج البلاد.

2- لان الرئيس هو رمز وحدة وسيادة البلاد الى جانب وحدة الجيش ويجب ان يملاء فراغ هذا المنصب سريعا وبالارادة الشعبية ولا فقد عرضتم الدولة للانهيار وسلمتموها لاطراف عديدة ومتعدة الولاءات وشكلت بتوافقات داخلية وخارجية خارج الارادة الشعبية وضدا لتطلعات الثوار.

وبمعنى اخر فان الخيار الثاني هو استمرار الضغط وعبر الشارع على ضرورة اجراء انتخابات رئاسية باسرع ما يمكن وشرطكم الاول والاهم فيها هو الحصول على ضمان اجرائها بشفافية وعبر لجنة انتخابية مستقلة من النشطاء والقانونيين والمهنيين المعروفين بنزاهتهم وصلابة مواقفهم بعيدا عن الاحزاب ورموز النظام.السابق
‏على ان تتركوا قضايا الخلاف الاخرى كالانتخابات البرلمانية والمحلية وتعديل الدستور والقوانيين وغيرها للحوار الوطني العام بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتحت رعاية الرئيس المنتخب كممثل لشرعية الدولة ومعبر عن ارادة الشعب وبما يضمن بقاء الخلافات بين الاطراف المتحاورة محكوما بوحدة وسيادة البلاد.

وبدون هذا فانتم ايها الاشقاء في الجزائر والسودان لا تعملوا شيئا باستمرار المطالبة باسقاط النظام دون بدائل قيادية وبرامجية ثورية وجاهزة ومتفق عليها سوى استعادة الاحزاب القديمة إلى السلطة لتشكل حكومات انتقالية تشاركية بدون إرادة شعبية وبدون انتخابات وبلا فترات محددة لزمن السلطة ثم جعلها وصراعاتها غطاء لانهيار دولتكم وتمزيق وطنكم وادامة الحروب بينكم.

واذا اردتم التاكد مما نقوله عن خطورة الحكومات الانتقالية والتشاركية والمكوناتية فتعالوا الى اليمن وليبيا حيث تعدد السلطات وحيث الحكومات الانتقالية قد اضاعت المسؤليات وجعلت بلدانها عرضة للاحتلال والارهاب والحروب والتقسيم وحيث لم يعد يهم هولاء الانتقاليون سوى تمديد فترات بقائهم في السلطة مرة بعد اخرى ولو بالحروب وعلى حساب امن واستقرار بلدانهم.

‏ولتتاكدوا اكثر تابعوا الفضائيات العربية خارج الجزائر والسودان وستجدون ان مطالبكم اليوم تختلف جذريا عنها يوم خروجكم للثورة بل هي اليوم مطالب التيارات الحزبية والتدخلات الخارجية التي خرجتم اصلا ضدها في اول يوم.

اي انكم ومع احترامنا لتضحياتكم تسيرون على طريق تسليم ارادتكم الثورية للاوعية السياسية الجاهزة ولن تكون سوى الاحزاب والمكونات التي ثرتم ضدها اولا ثم التهيئة عبرها لانهيار الدولة وتقسيمها وادمة الصراع بين ابنائها .

وفقكم الله وجنبكم مصائب ثورات الاخوان ومبادرات الخلجان ومن خلف الجميع الصهاينة ومافويات راس المال العالمي!

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى