امريكا تستفز ايران لخلق مبررات حرب حقيقية
يمنات
د. فؤاد الصلاحي
امريكا تستفز ايران تمهيدا لخلق مبررات حرب حقيقية وقد قلت سابقا ان الحرب بالنسبة لامريكا ذات اهداف استراتيجية وسياسية واقتصادية ومن هنا تتطلب توافق النخبة الحاكمة (ترامب وحزبه والديمقراطيين وحزبهم) اضافة الى توافق مع اوربا التي ستكون مساندة للامريكان ..
ومعنى ذلك ان اي حرب قادمة او ضربة عسكرية خاطفة ليست من اجل الخليج وان كانت تحقق بعض رغباتهم لكن الامر يتعدي ذلك ..ويأتي اسقاط طائرة التجسس بدون طيار لتضيف عامل يعزز سرعة اتخاذ قرار بضربة عسكرية محدودة .. للعلم حتى اليوم لايوجد قرار امريكي بحرب شاملة على ايران والاقرب هو توجه كثير من القيادات العسكرية لضربة محدودة ولكن حتى هذا الامر لم يتم التوقيع عليه تحاشيا للرد الايراني الذي سيوجه الى السفن الامريكية ..
امريكا عاملة احتمالات كثيرة لهذا الامر وتدرسه بدقة لكنها لن تهتم للرد الايراني نحو بعض المدن الخليجية لان هذا ماتريده لزيادة مبيعات الاسلحة والاقرار الخليجي بمحورية الحماية الامريكية للخليج اي انه يجب على الخليج ان لايفكر في الحماية بعيدا عن امريكا ؟ والسؤااال في حال اقرار ضربة عسكرية ماهي الاهداف الاستراتيجية التي ستوجه اليها ..هل هي الحرس الثوري ام منشأة الطاقة النووية ام مطارات ومحطات الصوريخ الثابتة ام كل ذلك ..من هنا تدرك ايران ان اي عمل عسكري ضدها لابد وان ترد بسرعة وقوة لايصال رسالة بان اي عمل عسكري لن يكون سهلا بل مدمرا للمنطقة كلها خاصة منطقة الخليج ..
وما تخشاه امريكا هو تمدد الحرب الى اسرائيل عبر حزب الله وضرب مصالح امريكية من داخل العراق وفي البحر الاحمر.. ولهذا لا ضمانات سياسية او امنية لمنع تمدد الحرب في الشرق الاوسط حال اعلان امريكا توجيه ضربة سريعة .
ولان حلفاء امريكا في اوربا لايوافقون على حرب واسعة حاليا دون ان يحددوا مصالحهم ومكاسبهم منها مقابل مصالح ومكاسب امريكا هنا تدخل الصين وروسيا مضمار تحديد المصالح والمواقف ايضا .. ويبدو ان طائرة التجسس التي تم اسقاطها في مياه الخليج ستتكرر خلال هذا الشهر مع ان امريكا لاتحتاج لها بشكل مباشر لانها عبر الاقمار الصناعية تشاهد وتراقب كل تفاصيل ماتريد ضربه في ايران ..امريكا تراهن على اخطاء السياسة الايرانية والتسرع في اشهار عصاها العسكرية عبر اسقاط طائرة او تفجير سفينة لتتراكم الاسباب المطلوبه امريكيا لخلق توافق داخلي بعمل عسكري محدود والذي قد ينتشر في عموم المنطقة وهو ما تحاول امريكا وضع قواعد لجعله محدودا بتهديد قوى لحزب الله وممارسة ضغوط على الحكومة اللبنانية واخرى مثلها في العراق ..ومع ذلك مراقبين كثر يؤكدون عدم قدرة امريكا في جعل ضربتها العسكرية محدودة لانها لاتمتلك معلومات حقيقية عن كل المجموعات التي قد تكون ايران دربتها وجهزتها لتكون حاضرة وفاعلة حال قامت امريكا بتوجيه ضربة عسكرية نحوها لكن لا احد يشكك في ان الضربة العسكرية حال تنفيذها ستكون قوية ومدمرة للنظام الايراني ..؟
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.