الحرب في اليمن ومتغيراتها الأخيرة
يمنات
وضاح اليمن الحريري
منذ ستوكهولم وحتى يومنا هذا، تداعت الحرب في اليمن بطريقة مختلفة ومتغيرة عن خطوط السريان التي كانت تجري فيها، تأجل الحسم في الحديدة حتى اشعار آخر، حيث كان التوقع ان حسم الحرب سيكون من الحديدة، اما بقية الجبهات ومواقع التماس بين طرفي الحرب فلم تكن واضحة بما يكفي، عدا الزخم الاعلامي المصاحب للاشتباكات والصدام في جبهة الضالع- قعطبة ومحيطهما، وتعلقت المسألة على ذلك النحو كلية، وقد تتعد الأسباب لهذا الوضع، لكن ما اظن إنه يجب التوجه نحوه هو النتائج والمترتبات، التي تبعت هذا الوضع المعلق.
يظهر ان خانة السياسة والنشاط السياسي بدأت تتسع أكثر مما سبق وتزداد حمولتها ثقلا على حساب خانة الحرب فالأنشطة الديبلوماسية والسياسية لا تتوقف بل ازدادت حضورا وفعالية، وهذا مؤشر جيد للبحث عن سبل الخروج من هذه الحرب بالخسائر التي حدثت فيها بشريا وماديا حتى الان وكفى، ليتم النظر في اطار المناورات التي تجري، لبحث سبل اعادة الاعمار وأنشطة التطبيع المرافقة للمرحلة التالية، في حال تم الاتفاق على انهاء هذه الفترة القاسية والسوداء في حياة اليمنيين.
من المحتمل ان تكون معظم أهداف التحالف لدعم الشرعية على المستوى العسكري قد تحققت، وهذا احتمال وارد، ولم يعد هناك من مخاوف عسكرية لدى التحالف غير هجمات الطائرات بدون طيار في جنوب السعودية، مما يعني ان هذا الجانب اذا تم تحييده وحل مشكلته فإن التسوية والحل السياسي للحرب يصبحان امرين واردين بشدة، وهذا سيدفع بدول التحالف الى اتخاذ اجراءات وخطوات سياسية اكثر من كونها عسكرية، كحال دولة الامارات العربية مثلا باعادة انتشار قواتها، كما خبرنا الإعلام، والخطو بمثل هذه الخطوة له تقييمات عديدة، لعل أهمها الاعتبارات التي اتخذتها الامارات والتي من الصعب ان تكون اتخذت بمعزل كامل عن الحلفاء وفي مقدمتهم السعودية.
بأي حال من الأحوال سيظل على عاتق اليمنيين انفسهم اتخاذ القرار النهائي بشان استمرار الحرب من عدمه وعند اي لقطة سيتوقف المشهد العسكري، ليدخلوا فصلا جديدا هو اصلا احدى مقدمات الحرب وهو المشهد السياسي، الذي يحتاج منهم لديناميكية فعالة لاعادة تحريكه تنبني على قاعدة الاعتراف المتبادل بين جميع الأطراف والتوقف عن الرهان بالقوة وحدها، منتقلين الى الرهان على ادوار التوازنات والثقل السياسي وحل القضايا العالقة، ولا بأس ان يسبق ذلك مساحة زمنية واسعة ومريحة للحوارات والنقاشات المفتوحة وبنفس يخلومن شوائب ومعوقات انجاح الحوارات، هذا يعني أن اليمنيين مازال أمامهم وقت طويل من الانتظار في داخل دائرة هدنة يجب ان يقروا بها ويفتعلوها، كي يتيحوا فرصة كافية لدول التحالف لاعادة النظر في المسألة برمتها قبل اتخاذهم قرارهم الكبير بالاستمرار او التوقف عن هذه الحرب كقرار استراتيجي أساسي وعميق له تبعاته في اي اتجاه يتخذ فيه.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.