العرض في الرئيسةفضاء حر

مشروع توطين أم ايواء وتجميع المهاجرين..؟! (1-2)

يمنات

عبد الجبار الحاج‏

تحت عنوان مشروع ايواء أو تجميع مائة ألف مهاجر افريقي برعاية منظمة الهجرة الاممية، و بحسب محاضر اقرار السلطة المحلية في محافظة إب، و ما اعلن عنها و نشر، سأبدأ مقالي و من حلقته هذه أولا منطلقا من موقع الدفاع عن المهاجر الافريقي، و من خشيتنا و مخاوفنا عليه..

و السؤال سواء كان الهدف ايواء أو تجميع فمن هو المستهدف ووضعه و كيف..؟

في الغالب فإن المهاجر الاثيوبي هو النسبة الأعلى كثيرا جدا من بين أي مهاجر افريقي من بلد اخر.

تقسيم المهاجرين هؤلاء إلى مستويات أو شرائح بحسب ما يضعون المهاجرون انفسهم، فمنهم من يعمل هنا في اليمن بصرف النظر عن اقامته شرعية ام لا فلهذا كلام اخر. فكثير من هؤلاء يقومون بالأعمال و الحرف المهنية، و أخرون يمارسون بيع منتجاتهم و منتجات بلادهم كالأحذية و منتجات منزلية و تحف رخيصة الثمن جيدة الصنع في محلات و حوانيت صغيرة منتشرون في مختلف المدن، و هؤلاء يمثلون شريحة عاملة و منتجة، فكيف يقبل المنطق تحويل المنتج إلى عاطل و إلى لاجئ و نسلبهم فرص عيشهم المتواضعة.

اخرون يعملون في مجالات كثيرة في قطاعات خاصة كالفنادق و المطاعم هذا المحذور الاول، الذي تعد فيه مشروعية الايواء و التجميع هي اقرب إلى حرمان هؤلاء فرص رزقهم..

الاعداد الاكثر نسبة هي من تتخذ من اليمن نقطة عبور إلى السعودية، و نحن هنا كأننا نتحول إلى حرس حدود مع السعودية نذود عن حدودها، فهل صرنا حماة للسعودية، ذلك أن السعودية هي من تريد من اليمن و اليمنيين نيابة عنها حراسة حدودها من تدفق المهاجرين يمنيين و افارقة، و هذا منذ عقود عدة .. و هو المحذور الثاني و الخطير.

و في اليمن هناك اعداد من المهاجرين الافارقة، و هذا صحيح .. لكن مثل هؤلاء هم ممن تتعهدهم شركات بيع العمالة من مكاتب القطاع الخاص، أما العابرون عبر اليمن فيفوقون المئات من الالاف بل و الملايين .. فكيف استقامت رحمة و وقفت امام المائة ألف و هل هم من التائهون في طرقات اليمن أم انهم ممن سيتم اختيارهم لاحقا وفق مهمة غطائها منظمة الهجرة الاممية..

في مرات كثيرة أثناء تنقلاتي من صنعاء إلى محافظات قريبة ارتسمت في ذاكرتي مشاهدات على الطرق التي نشاهد فيها هؤلاء المهاجرين يسيرون على الاقدام مئات الكيلومترات، و لفت نظري العلاقة الطيبة مع المهاجرين الافارقة و هم يقطعون الطرق، التي نشاهد فيها هؤلاء المهاجرين يقطعون مئات الكيلو مترات سيرا على الاقدام، و لفت نظري العلاقة الطيبة مع المهاجرين الافارقة، وهم يقطعون الطرق في حر الشمس متجهون شمالا فشمالا، و يعتمدون في مأكلهم و مشربهم على ما يقدمه المواطنون، في طريق سيرهم.

هؤلاء المهاجرون العابرون يقتفون جيدا خارطة الطرق فيتحاشون الوقوع في مناطق و نقاط قد يجبروا فيها على حشرهم في المشاركة أو الاستخدام، خاصة ممن سبق و اكتووا في الوقوع بيد نقاط و تحت طائلة الاستجواب و التوقيف بظن انهم يعملون لصالح طرف، او خشيتهم مما قد يتعرضون له من حشرهم في حرب طرف ضد آخر، و ربما حصل لبعض هؤلاء؛ و قد سمعنا خاصة على من يتحاشون مرور نقاط التفتيش..

سائقو السيارات في تلك الخطوط غالبا ما يقفون و يقلون اولئك العابرون و يحرصون ان ينزلوهم قبل اي نقطة تفتيش قادمة، فقد عرفوا بحكم عملهم في تلك الخطوط ان العابرين الافارقة يتحاشون الوقوع فيها خوفا من ان يقعوا في فخ التجنيد مع طرف ما..

لسنا في وارد الرفض للتعاطي الانساني و لكننا نخشي على هؤلاء و في هكذا ملفات، ثم لسنا في وارد المنطلق العنصري في النظر و قد اسلفنا نظرتنا المتعاطفة و الانسانية لهؤلاء المهاجرين..

نحن في بلد محشور بالبطالة و الجوع و في بلد لا جامعات فيه لمخرجات الثانوية الا بما نسبته الواحد في المئة، و في بلد فيه مخرجات التعليم الجامعي إلى رصيف البطالة أو التشرد، فضلا عن ارقام هائلة تنتجها الحرب الآن و تضيف و اضافت الملايين إلى ساحات النزوح و التهجير..

هذه الوقائع الراهنة و الحية هي من جعلتنا مع الاستاذ حاشد و مع الاستاذ المقالح نقف امام اسئلة الشك مما تغلفه المنظمة الاممية من عناوين بزعم المهمة الانسانية نحو المهاجر الافريقي في بلدنا البائس الذي لم تقدم فيه المنظمة الاممية شيئا يستحق الذكر لثلاثة مليون نازح .. فكيف نصدق انها لوجه الله و الانسانية تقدم منحة انسانية للمهاجر الافريقي..؟!

و كلنا يعرف ان المهاجر الافريقي لم يتخذ من اليمن الا ما اتخذه هو باعتبار اليمن بالنسبة له طريق هجرته ليست الا مجرد نقاط عبور إلى دول الخليج أو السعودية تحديدا و ما ينشد فيها المهاجر الافريقي العمل و الاقامة زمن هجرته..

و كما قلت كلنا نعرف و قبلنا هو ما اقره المهاجرون الافارقة الاثيوبيون في الاغلب، و قد حسموا جيدا منذ البدء ان اليمن ليست الا منطقة او نقاط عبور هجرتهم و وجهتهم المعلومة إلى السعودية..

في بلد يواجه فيه ثلاثة ملايين لاجئ في الداخل اوضاعا مأساوية و أكثر من هذا الرقم مهاجرون في مختلف دول العالم القريب و البعيد بحثا عن لقمة عيش متيسرة .. و لابأس من البحث في ارقام اللجوء إلى دول افريقية من اليمن إبان الحرب العدوانية القذرة المختلطة بإحتراب داخلي..

و سأتناول الموضوع اجمالا من واقع ما تناوله كثيرون و كتبوا عنه من منطلق الخوف من تجميع أو ايواء و ما قد يخفي خلفه من اجندات قد يكون المهاجر و العابر الاثيوبي هو الضحية، اذ لا وضوح رسمي فيه يرفع الشك و الريبة أو اللبس جراء انعدام ثقة مجتمعنا بسلطات الواقع و الهيئة الاممية و منظماتها التي تحولت إلى أدوات للمول العالمي و أصحاب القرار في مختلف مستوياتها، و منها مجلس الأمن الدولي.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى