أزمة السكن في صنعاء
يمنات
هائل القاعدي
تعاني العاصمة صنعاء من أزمة سكن غير عادية
إن سألت اليمنيين ، المنتمين إلى طبقة اجتماعية بسيطة، عن أحلامهم، ستجد واحدة منها امتلاك سكن لائق، للبدء في تأسيس حياتهم وحماية أبنائهم من التشرد. وكي نعرف أهمية امتلاك شقة في ذهنية اليمنيين ، يكفي فقط أن نعلم أن البعض يشبهونها بـ “قبر الحياة”.
وفرصة امتلاك مسكن خاص باليمني تواجهها الكثير من العراقيل، خاصة لدى الأسر المتوسطة الدخل أو الفقيرة، هذه المشاكل التي قد تتحول مع بداية كل شهر إلى حلم مزعج ينغص حياة أسرة بكاملها، بعد أن يقول المؤجر كلمته في قرار رفع مبلغ الإيجار والذين لا ترحمون أبدًا.
شراء بيت في اليمن أشبه بمجازفة العمر ومحاولة شاقة للاستقرار. فقد صار امتلاك بيت ، مهما كان بسيط هاجس اليمنيين اليومي، سرعان ما يتحول إلى كابوس شاق.
يقول الحاج عبدالله وهو سيد في الخمسين من عمره، بصوت شاحب إنه “لا يحلم سوى بامتلاك “قبر الحياة” لحماية اولادة من التشرد”. الحاج الذي قضى عشرين سنة في دفع ثمن الإيجار، وما يترتب عنه من عدم استقرار وانتقال من بيت إلى آخر، حسب مزاج المستأجر، الذي يطلب استلام شقته فور انتهاء العام،
طمع المؤجرين زاد عن حده كل يوم تتوسع اطماعهم
كل يوم يفرضون زيادة فوق الايجار بالرغم من ملامستهم لواقع الناس ومعاناتهم وانقطاع المرتبات، إلا أنه لا قانون
ولا دولة ولا نظام ينصف الاكواخ من ضلم القلاع
عجبك أو اخرج من بيتي هذا هو النص القانوني الذي يطبقونه،
قاضي في محكمة هو الاخر لازال مستمرا في البحث عن سكن مناسب له ولاسرتة لأكثر من عام وجدته حاملا لهمومه ومعاناته في البحث عن سكن له ولاسرته الذي لجاء إلى منزل احد زمالائة في القضاء بحكم ان زميله يعمل في إحدى المحافظات،
لكن المعاناة تشتد ظخامة عندما يتم ابلاغة من زميله يخبره بقدومه ياخذ أسرته ويوصلها الي بيت أهلها ويضل هو حاملا لشمطة ملفات القضايا الخاصة بالمنتازعين لدية في المحكمة يجعلها مخدة له في سيارته المتهالكة،
ولا أحد يشعر بهذة المعاناة سوى من لسعته نيران الحاجة إلى المسكن.
إذا كان هذا حال قاض في محكمة فما بالكم بالناس البسطاء المسحوقين من معانات العيش وكمد الحياة
الازدحام السكاني الذي أصبح هم معظم الناس في العاصمة صنعاء لم يكن وليد اللحضة بل هو مشكلة متصاعدة يوما بعد يوم، ضاعف من حدتها موجة النزوح الداخلي بسبب الحرب في العديد من المحافظات، إلى العاصمة صنعاء،
الجهات المختصة نائمة في بيوتهم الخاصة الذي كان من الاحرى بهم ان يتخذوا إجراءات كفيلة لاستيعاب الانفجار السكاني والحد من أزمة السكن.
لكن نعيش في ظل سلطة واقع لايهمها هموم المواطن ومعاناته والآلام بقدر مايهمها الكسب حتى وإن كان من جنازة الميت.