لعنة الكراهية.. الا الحماقة اعيت من يداويها
يمنات
وضاح اليمن الحريري
استشهد منير اليافعي ( أبو اليمامة) في عملية عسكرية استخباراتية متقدمة خلف خطوط العدو، من وجهة نظر الحوثي الذي أعلنت حركته المتمردة تبنيها للعملية، واستشهد معه آخرون في المعسكر، كما استشهد افراد من الشرطة في عملية تفجيرية ارهابية، أسكنهم الله جميعا مع الشهداء والصديقين، الحادثتان مؤلمتان ومزعجتان، وكان لهما في عدن بالذات تداعيات وردود افعال عنيفة وحادة وغير مفهومة ولا مقبولة، تجاه أناس وأفراد كانت تهمتهم إنهم محل لتفريغ شحنة الغضب والكراهية التي يحملها محبو الشهيد ابو اليمامة وأنصاره، الذين هم في نفس الوقت منظمين في أجهزة وجماعات عسكرية وأمنية، منطلقين من منطق الاستقواء والعنصرية، وبدوافع التعصب ورد الفعل، قاموا بالذي نعلمه جميعا من اجراءات التزفير والترحيل والاعتداء…الخ من الخطوات بحق اولئك النازحين والعمال والفئات الاخرى، التي جاءت مستغيثة ومستجيرة بهذه المدينة عدن وضواحيها وبمدن غيرها بالتأكيد.
لست متأكدا أن هذا الأمر تم بقرار رسمي، لأن معرفتي ان موقف الرئيس هادي لا يتفق البتة مع مثل هذه التصرفات والسلوكيات الفجة وغير القويمة، كذلك رئيس وزراء هادي، د.معين من غير المتوقع ان يكون خارج نهج الرئيس، هنا تنتفي الحاجة الى تبرير أن ما حدث ويحدث هو بسبب الحادث ومقتل ابو اليمامة، هناك دوافع غير التي تظهر لنا، أهمها حالة العجزفي التعامل مع الحدث وتحليله واتخاذ ردود افعال تتناسب وطبيعته، وحالة العجز هذه تم افراغ طاقتها وعنفها على من ليس لهم علاقة بالاغتيال، ماذا لو اكتشف هؤلاء ان التهم التي يكيلونها لهؤلاء المستضعفين، يجب ان توجه نحو المسئولين المباشرين، سواء الحوثي او غيره، وماذا لو اكتشفوا ايضا ان للحرب خسائر وتضحيات، وان من مارسوا تجاههم وافرغوا شحنتهم عليهم، هم من ضحايا هذه الحرب، وليس من ابطالها او صناعها، او حتى المستفيدين منها، هذه القيادات والافراد بما يقومون به اليوم، انما يكرسون به ردود افعال عكسية نحوهم ونحو مشروعهم، ماذا لو عرفوا وتأكدوا كما كان العالم يقول لهم أن الارهاب ينتشر ويتمدد في الدول المتهالكة وان عدن والمناطق المحررة ليست استثناء لهذه الحالة، وان الحرب التي طال أمدها حتما ستكون لمصلحة انتشار وتمكن الجماعات الارهابية وستجد فيها بيئة خصبة للنمو والتطور.
اتوقع انهم فكروا ويفكرون في كل ذلك، لكنهم فقط نتيجة عجزهم قرروا ان يكشروا عن انيابهم واظافرهم في معركة وهمية يخوضونها من اجل رد الاعتبار، يا ترى لو لم يستشهد ابو اليمامة، هل كان سيقبل بهذه الأعمال المخجلة والمؤسفة والمشينة، على اساس ان رفاقه قتلوا واستشهدوا، هل كان سيخرج ليري الناس قوته وجبروته وطغيانه المجروح، بصاروخ الحوثي وطائرته المسيرة، التي نالت من حنكة وحكمة خصومه، واظهرت ردود افعالهم بصورة رديئة ووسخة، تنال من الضعيف واللاجئ والمحتاج والمهاجر والفقير، بدلا عن البحث العملي لسبل مواجهة مثل هذه العمليات، ماذا لو حدث غدا او بعد غد أن تكررت مثل هذه الحوادث، هل سيخرجون كل المختلفين معهم من البلد بتهم تشبه الخزعبلات والتهاويم، وتمثل حالة جمعية من عقدة الاضطهاد..اعتقد فعلا ان لو كل اولئك الذين نالهم ما نالهم من الأذى والقهر خلال اليومين الماضيين نتيجة ردود الافعال، كانوا قد عملوا لمصلحة الحوثي كانت عدن والمناطق المحررة قد أكلها وخلص منها من زمان، بدون ان ينتظر اذنا او فرصة من احد، اتيحت له الان..حقا الا الحماقة أعيت من يداويها.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.