فضاء حر

السودان .. جولة اخرى بين قوى الثورة والثورة المضادة

يمنات

عبد الجبار الحاج

ليس على الحزب الشيوعي السوداني ان يستغرق أي جزء من وقته الثمين في لحظة تاريخية مواتية ليضيعه في الرد على تخرصات اللجنة الاجرامية او الموقعين والراقصين معا على دماء الشهداء..

وليس عليه ان يضيع الساعات من اليوم الواحد وفي البيان الواحد لإيضاح وتبرير موقفه الرافض فقد اختار الموقف الذي به باع اغراء السلطة واشترى رضى الجماهير المسحوقة بالفقر والظلم واختار طريق القضايا العادلة والاهداف المشروعة في الثورة الحتمية والتغيير الجذري..

انكشف خيار تصفية الثورة من داخلها الان فالقوى التي التحقت بركب الاتفاق نحو حصة من السلطة هي تماما في الطرف المنبوذ و المدان شعبيا بنكث العهود وهي الطرف الضعيف والفاقد الثقة بالشعب والثورة بعد ان ضربت بوعودها المكتوبة عرض الحائط والقت بمواثيقها في اطار قوى الحرية والتغبير في سلة الخيانة وغادرت ساحة الشعب الى كرسي السلطة..

هل يمكن البقاء في الثورة واستئنافها من داخل قاعة( قحت).. سؤال لابد من حسمه بالجواب القاطع واهل الثورة ادرى بالقاعة ومن فيها وهل ممكن البقاء ام المغادرة الى موقعا اخر..

في الجولة التالية من الثورة على الحزب الشيوعي ان يستأنف مسيرته الان وقد تحرر من عبء القوى المخاتلة للسلطة وان يستمر في الثورة من ساحة هجومه الثوري ومعه الشعب ومادامت قد زالت حواجز وموانع السقف الثوري العالي بحكم تقيده بحدود مصالح ضيقة لتلك التكتلات التي كانت تجعل الشيوعي مضطرا للبقاء معها ومسايرتها تحت سقف هابط ما دون الثورة الجذرية . اما الان فآن له ان يوسع ساحته ويرفع سقفه ويجذر خياراته التي هي خيار الشعب…

على الشيوعي والقوى التي لازالت في خيار الثورة ان تغادر فورا ساحة شرح الموقف الرافض وتبريره الى تأكيده وتوسيعه وتعميقه وان تتحرك من موقعها المتاح لها الان دونما قيود تحالفية ٱنية الى استراتيجيتها الثورية في الهجوم .. الى تعرية قوى الغدر بالثورة والشعب.. بالانتقال من منطقة الدفاع الى شن الهجوم دونما حاجة للمراوحة والمواربة لان البقاء في ساحة توضيح لماذا رفضنا ولماذا نرفض ، ينقل قوى الثورة المضادة الى ساحة النجاة من هجوم الثورة ومنحها هي فرصة الهجوم على قوى الثورة ..

ثم على الشيوعى وقوى الثورة ان تعيد تموضعها وتموقعها بعد انسحاب متوقع من قوى ركبت موجة الثورة مضمرة الوصول على جسرها نحو حصة في السلطة وانتقالا الى ساحة الثورة المضادة علنا كما هي الان عليه بصرف النظر عن تناقضات ثانوية ستظهر بين فصائل الموقعين هنا وهناك..

الموقف الشيوعي وقوى رفض المحاصصة هو موقف ثوري اصيل لان الثورة لا تفاوض ولا تقاسم من ثارت عليه. ولان المثار عليه لا يمكن ان يكون اداة لإنجاز الثورة واهدافها..

هنا يقف الحزب الشيوعي في موقع الناقض الرئيسي للسلطة النهبوية الغاشمة والحاكمة منذ اربعين عاما واكثر بمسميات واسماء وان تعددت الا ان اهدافها وادواتها ظلت واحدة..

جنبا الى جنب مع الشعب الثائر على الشيوعي ان يتبوأ الان مع كافة قوى الثورة الحية موقع قائد الثورة ويواصل معركته من منطلق الهجوم ضدا من المجلس وقوى الثورة المضادة وهدا لبنيتها الحاكمة..

كنا ومازلنا من موقعنا كثوار وكيسار ثوري تجمعنا ارضية مشتركة في الانتصار لقضايا العدالة الاجتماعية ووحدة الشعب والوطن والقضايا القومية والانسانية المشتركة.. كنا وما زلنا نتابع ثورة السودان في لحظة استئناف مسيرتها.. وعنها يشرفنا ان نساهم في الرأي وان نكتب ونقول عنها ونحذر من هذه او تلك من موقع المجتهد المحب والمخلص وليس بالضرورة الاجتهاد الصائب وان نحذر ما استطعنا الى رؤية ثغرة هنا او هناك في جدار الثورة بغية ردمها قبل ان تتسع وان نكتشف معا مخاطر الانتفاعية التي تهفو وتبرر التنازل الجزئي الصغير في تزيين خطوات البراجماتية السياسية المحضة والسافرة التي تنحرف بالثورة جهرا لتغلب الكعكة السياسية على الاهداف المبدئية…

في اخر الامر كان قرار اللحنة المركزية صائبا وحسم الشيوعي خياره كلية للثورة.. وعليه ان يظل نافخا في جمر الثورة قبل ان تصير رمادا كما قال لينين عند عودته في ابريل من منفاه الى روسيا عقب اندلاع ثورة روسيا عام 1917 وصارت تعرف بثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى والذي تبدت خلال صيرورتها مخاضها العنيف والمعقد وتبدت في تلك اللحظة بالذات عبقرية لينين في تلك اللحظات التحويلية للأحداث والمسارات دون توقف هنا وهناك بضيع الوقت بل الدفع بالأحداث وجهة واحدة نحو الهدف الثوري المنشود .. في ظل اوضاع سياسة وتحالفات وتناقضات في غاية في التعقيد
فانتصر لينين وتبدت عبقريته في عشرة ايام هزت العالم…
ونحن نراهن على عبقرية الحزب الشيوعي في التقاط اللحظة التاريخية ..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى