العرض في الرئيسةفضاء حر

عضوا أنوف مسؤوليكم بالنواجذ

يمنات

قيس القيسي

عندما كانوا يعرضون علي مشروع قرار بمنح إكرامية كنت اتعجب كثيرا من ان تكون اكرامية الموظف الكبير أكبر من إكرامية الموظف الصغير لأن المعيار كان واضحا أمامي فهي إكرامية تصرف لتغطية نفقات مناسبة معينة ولا علاقة لها بالمستوى الوظيفي لمن تمنح له بل بالعكس قد يكون من الأنسب أن تزيد كلما هبطنا في السلم الوظيفي لأن صغار الموظفين عادة ما يكونون الأكثر عيالا باعتبارهم الاقل وعيا بمصير هذا البلد الذي ادخله كبار موظفيه (المسؤولون) نفقا مظلما لا يبدوا ان له نهاية .

كنت اتألم كثيرا عندما ارى ذلك الفراش البسيط ذو التسعة ابناء يستلم مبلغا في حدود خمس ما يستلمه رئيس الجهة الذي يستطيع ابنه الصغير انفاق مخصصات اسرة كاملة ولشهر كامل في جولة تسوق واحدة كان تقرير الإنجاز الشهري لهذا الفراش البسيط مكون من سطر واحد غسل ارضية المبنى بالماء والصابون وكنت اعذبه مازحا لفترة كيما اضيف له مقطع (والشامبو) بينما تقرير الانجاز الشهري لرئيس الجهة مكتظ بالأعمال التي لايستطيع سوبرمان انجازها في عام كامل فتقاريره تصرخ أن لا رئيس الا أنا وكل ما في هذه الجهة من حسن انا أبدعته انا خلقته لولاي ما ازهرت حدائقها ولهذا ستجد اسمه في رأس كشوفات مكافئة المزارعين ولا حرج لديه أن يكتب انه اشرف على غسل ارضية المبنى بالماء والصابون والشامبو فقط ان كان لهذا العمل مقابل.

لم يمر وقت طويل حتى وجدت اسمي في نهاية شريط اخباري على التلفزيون يفضح ابتذاله وفساده المالي، ذهب غير مأسوف عليه تلحقه لعنات كل العاملين في مسح الأرضيات بالماء والصابون والشامبو .

جاء بعده مسؤول تسابقه سمعة ممتازة علقت عليها بأنها سمعة حسنة بشكل يثير القلق بدأ تقيا زاهدا كغاندي شديدا في الحق كنبي أخبر انه ارسل على الآثمين عقابا من السماء لم يدخل اسمه كشوفات مكافأت ماسحي ارضية المبنى لكنه في الثلث الأخير من فترته وجه او رضي بأن يتم تسليم مستحقات المقربين له تحت الجسور حينا وفي المولات حينا وكاننا نشاهد حالة توزيع مخدرات لا مستحقات ولم تفتضح المسألة الا بعد ان تراكمت الاربطة المطاطية تحت جسر معين ممالفت انتباه وزارة البلدية والأشغال ومشروع النظافة والتحسين ومن هناك ربما جاء الخبر وانتشر وجدتني عندها ضمن مجموعة نهتف به اعدل او ارحل وتوقف عن تلويث اسفل جسور العاصمة بمخلفات رزم النقود التي تصرف سرا بعد عمليات تنسيق واستطلاع تعجز الKGBعن مجاراتها .

واليوم بعد ان كنت اتقلب على فراشي ولا استطيع النوم عندما ارى اكرامية المسؤول تعادل خمسة اضعاف اكرامية العامل البسيط .

اصبحت انام وانا اكتب نكتة عن إكراميات المسؤولين في الجهة التي أعمل بها تصرف وتمنع حقوق الموظفين عنهم قبل العيد او تؤجل بحجة انهم لو استلموها سيصرفونها في العيد وسيأتون بعده وهم حراف وبحاجة لصرف حقوقهم الجديدة .

هل رايتم عدامة وكذب كهذا
أنا حريص ان لا تحتاجوا بعد العيد ولذلك ساميتكم في العيد جوعا وساصرف اكراميات للقيادات هكذا دون جسور ولا مولات عيانا بيانا جهارا نهارا وبعذر اقبح من الذنب نفسه.

آه لوكنت اليوم جذعا كالبارحة لكنت اليوم امام عضو نيابة وهو يسألني
س: لماذا عضضت انف المسؤول عنك ولم تتركها حتى قطعتها ؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى