العرض في الرئيسةفضاء حر

فقدتم التمييز بين صاحب البسطة وسائق المدرعة

يمنات

أحمد سيف حاشد

أصدقائي عنتر السقلدي وسلطان كلد والآخرين..

أنتم لا تحتاجون إلى خصوم جدد .. فقد ألبتم على أنفسكم كل الخصوم..

نحن لسنا خصومكم و لن نكون..

نحن نشفق عليكم فحسب..

نحاول ننصح و بالتي هي أحسن .. و لطالما أشياعكم فقدوا الرشد و ارتكبوا الحماقات و الجنون، و مارسوا العنصرية ببدائية فجة، فطار نار الوجع صاعقا من بين الضلوع دون أن نفقد حكمة أو صواب، أو ندعوا إلى عصبية منتنة..

فقدتم الرشد و لم تعودوا تميزوا بين عدو و صديق .. بين خصم و ناصح آمين .. بين المجرم و الضحية .. بين المواطن و المحتل .. فقدتم التمييز بين صاحب البسطة و سائق المدرعة..

أما نحن فلم نغدر و لم نخن و لم ندع إلى عصبية .. لم نمارس عليكم بابوية أو وصاية، و لم نرغمكم على شرب ما تكرهوه .. و من لا يريد أن يتعلم ليس بيدنا أن نغصبه، و ليس لنا عليه سلطة غير جميل قديم لازال حيا في الوعي و الوجدان و الذاكرة..

لم نتعال عليكم و لم نمثل و لم نلبس معطف أستاذ، و لكن لطالما نصحناكم بحرقة المحب و الصديق و الرفيق القديم بعد تيهان .. عتبنا عليكم يوم سلمتم للمحتل مقودكم و مقود الجنوب، و آثرتم التعلم بكلفة وطن، و من لا يتعلم يعلمه الزمن، و كل يتعلم بالكلفة التي يريد..

حتى الجنون نصحناكم أن تأتوه بعقل وبخط رجعة .. و لكن أبيتم إلا ضرب العزل و الأسوار على أنفسكم و من كل اتجاه، و اعتبرتم أن خللنا الجيني اسمه “دحباش”، و لم تبقوا بيننا كوة أو فرصة أو بصيص نور، و اصريتم أن تشربوا من الجنون إلا غلظته من رأس الحوض حتى قاعته .. و طيرتم بمن كان منّا معكم بغلظة الفعل الذي تجاوز الحماقة و الجنون..

أما أنا يا عنتر فليست لي أشياع إلا الضحايا و المنكوبين و الناس البسطاء الطيبين الذين يدفعون ثمن هذه الحرب الضروس دون جريرة أو ذنب .. موقفنا ضد أطراف الحرب جميعها و قد صرت لا أستثني منها أحد..

أنا من ناصر قضيتكم من يومها الأول و قبل جميع من ترونهم اليوم في المقدمة .. أنا تنفست معكم الغاز الخانق و مسيلة الدموع في الهاشمي .. أنا مثلكم استلمت راتبي من شعبة البرية على طريق الطرد إلى الرصيف في العام 1994 .. أنا من حضر مساندا لقضيتكم و هي قضيتنا في ردفان و خور مكسر و غيرها و كتبت عنها الكثير..

أظن أنا أول من أطلق اسم الاحتلال المتخلف على ما كان يتم ممارسته في الجنوب من قبل سلطة الفيد و الغنيمة .. أنا من نافخ عن قضية الإنسان الجنوبي و الإنسان اليمني الذي اغتالته الوحدة المعمدة بالدم و الموت .. أنا ضحية السلطات المتعاقبة من الأمس البعيد إلى اليوم يا صديقي و يا كل الأصدقاء..

و في نفس الوقت يا عنتر أنا لم أداهنكم على أخطاءكم التي تحولت اليوم إلى خطايا و ضحايا كثار .. أنا لم أداهن كما داهن كثير من المثقفين الذين تخلوا عن رسالة المثقف و المثقف العضوي على وجه الخصوص..

أنا أول من حذرت من نفس الكراهية و خطابها الكريه، و عتبت بمرارة على نخب الجنوب و نخب اليمن، و كتبت أربعة مقالات متتابعة و منشورة في مطلع العام 2012 إن لم تخنِ الذاكرة، و فيها كثير من حرقة الدم و الدموع .. وها هي اليمن كلها اليوم تدفع الثمن فادحا جنوبا و شمالا..

أنت يا صديقي عنتر من أرغمتني أن أقول “أنا” و ما كنت أريد قولها لولا أنت يا صديقي .. أردت أن أقول لك من قول “أنا” أنت لا تعرفني جيدا يا عنتر و يا كل الأصدقاء في الجنوب الغالي..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى