مقاربة موضوعية لمفهوم المثقف العربي …!
يمنات
زكي حاشد
للاجابة على السؤال ازاء دور المثقف العربي في حياة لم تعرف مفهوما او دلالة لما سمي فيما بعد بـ(مثقف) ليكون ثمة استبدال وحلول لمفهوم سابق هو(الفقيه/ المثقف الديني) وحراك فعل الحضور والاداء لكل منهما في متن الحياة الثقافية واليومية، لابد من خطوة للمقاربة او المقارنه بينهما .. اي بين (المثقف الديني) وبين المثقف الغير ديني في الثقافة العربية المعاصرة، فالمثقف الديني له مرجعياته ممثله في النصوص الدينية، فكان النبي (محمد) مرجعا له ، فيما يكون (الفيلسوف) مرجعا للمثقف الذي سماه (ادوارد سعيد) بحتمية ان يكون (علمانيا) وتاتي محنة المثقف الديني بعده على مسافة من الحياة المعاشة ومنظومتها العلمية والاتصالية وثوراتها الاجتماعية ، فيما تتجسد محنة المثقف العلماني في تشربه لمقولات الغرب عن المثقف ودوره في شعب حياة لها امتيازها والثقافة الغربية التي عرفت دور المثقف في القرن الخامس عشر الميلادي،
المثقف العربي وجدا متدينا لدى العرب والمسلمين فيما يظل المثقف الغربي بعيدا عن الدين في مساره التاريخي، ويحمل المثقف دورا نقديا ازاء المؤسسات والسلطات الحاكمة اعلان دورا في معارضتها، فيما يساكن ويساير (المثقف الديني) نصوصه ومرجعياته دون نقد او قراؤه بعدها نصوص مقدسة متعالية عن النقد،وهو بذلك يستجيب لنصوص سابقة على وجودة ليتم الاستجابة اليها فيما ياخذ المثقف الغير ديني فسحة للنقد من منطلق ذاتي وخاص به وبذاته الراهنة وهنا يقوم السؤال على سؤال اشكالي مفاده (هل ان الدين يمنع الانسان المسلم ان يسلك مسار المثقف ؟
ليس للمثقف ان يكون دينيا، لانه في مسار التجريب والبدعة الفكرية ودحض المسلمات وجدلية المفاهيم تلك مقرورات لا يتصالح معها (المثقف الديني) فالحضارة العربية الاسلامية لم تالف مفهوما للمثقف بقدر ظهور مفهوم (العالم) ووروده في النصوص الدينية وهوفرق قائم بين المفهومين، فالعلم هو قوانين ضابطه بموضوعية دونما اظافة او نقصان وكما ورد في عبارة للفيسلوف (هيدجر) بان(العلم لا يفكر) اي انه لا يمكن من مغادرة قوانينه، بعكس مرجل الثقافة وحراكها التجريبي ..
والقول بأن المثقف الديني له معارضته لنظم الاستبداد الحياتي بعبارة (قول الحق) او(كلمة حق) فذلك شان له عموميته لمجمل ذوات المجتمع دونما حصره على المثقف الديني ..
والمثقف عليه ان يكون متصل ومرنبط بروح المعاصرة ومعاينة الحياة ومنظومتها في حقبة العولمة والثورة الاتصالية والانفتاح على مفاهيم (الديمقراطية/حقوق الانسان/الاحتباس الحراري/قضايا البيئة—-) فالانغلاق ليس حلا في عصر تغلب به الزمن على الجغرافية والانسانية على الهوية . اثر صعود الثقافة الاسلامية في عالمنا المعاصر لابد ان يكون هناك حضور قوي للمثقف لتاكيد دوره، ونتسائل عن ذلك الدور ازاء شيوع مفاهيم ثقافية لها شموليتها في الطرح والوسيط الالكتروتي؟
والثقافة لها استراجيتها في رسم واقع الثقافة في خارطة الثقافة العربية الاسلامية وازمات وادوار المثقف في الحياة ومديات حضور الاخر واليات التاصيل وقراءة التراث عموما بعقلية التنوير والانفتاح ازاء تيارات ومفاهيم الحياة المعاشة المختلفة ….
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.