أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسةتحليلات

هل بات أبناء الجنوب على قناعة بأن اليمن لن يعود دولة موحدة؟

يمنات

المواجهات العنيفة الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن بين قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة لحكومة هادي ليست جديدة ولن تكون الأخيرة غالباً.

لكن ما يميز هذه المواجهات هو أن الخلاف بين الطرفين بات يتصل بموقف طرفي التحالف في اليمن، السعودية والامارات العربية المتحدة من الحرب في اليمن خاصة بعد أن تدخل الطيران السعودي وقصف مواقع الجنوبيين.

وكانت الإمارات التي تقف وراء المجلس الانتقالي قد سحبت قواتها من اليمن في وقت سابق من هذا العام وباتت تكتفي بدعم قوات الجنوبيين المتمثلين بالمجلس الانتقالي.

وكان الجنوبيون قد اتهموا حزب الإصلاح المقرب من حكومة هادي بالتنسيق مع حركة “أنصار الله”، في الهجوم الذي تعرضت قوات له المجلس الانتقالي في عدن وقتل فيه نحو أربعين مقاتلاً في الأول من الشهر الجاري.

كما اتهموا القوات الموالية للحكومة بتجنيد الإسلاميين في صفوفها وبدعم الاخوان المسلمين بينما اتهمت حكومة عبد ربه هادي منصور الإمارات العربية المتحدة والمجلس الانتقالي بتنفيذ “انقلاب” ضد حكومته.

حرب أهلية داخل أخرى
ويعتبر الجنوبيون المدعومون من الإمارات القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور المتمركزة في الجنوب “قوات احتلال” ويرون أن خطة السلام التي طرحتها الأمم المتحدة لتحقيق السلام في اليمن لم تأخذ مصالح الجنوبيين بعين الاعتبار.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية السابقة في اليمن باربرا بودين في مقابله مع بي بي سي إن ما نشهده اليوم في جنوبي اليمن عبارة عن حرب أهلية داخل حرب أهلية.

ويقول محرر الشؤون العربية في بي بي سي سباستيان آشر إن الإماراتيين والمجلس الانتقالي الجنوبي يعتبرون الرئيس هادي وأعضاء حكومته ليسوا في موقع المسؤولية لقيادة البلاد. كما يرى الجنوبيون أن حكومة هادي والسعودية وراء اتساع نفوذ الإسلاميين داخل التحالف المناوئ للحوثيين وحتى السماح لعناصر القاعدة السابقين في الانضمام إليها.

وحسب آشر فإن دافع الجنوبيين في التحرك في الوقت الراهن يعود بالدرجة الأولى إلى قناعتهم بأنه مهما كانت نتائج الحرب بين قوات الحكومة اليمنية المدعومة من قبل التحالف والحوثيين، وهي تراوح مكانها حاليا، فإن اليمن لن يعود بلداً واحداً موحداً.

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أصدر بيانا في 28 يناير/كانون الثاني 2018 بخصوص المواجهات المسلحة التي شهدتها عدن في جنوبي اليمن، كرر فيه اتهام الحكومية اليمنية التي يقودها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالفساد واتهم القوات التابعة للحكومة بالاعتداء على المتظاهرين الجنوبيين ضد الحكومة.

إحياء اليمن الجنوبي

كان سياسيون وعسكريون وشخصيات قبلية في عدن، ثاني كبرى مدن اليمن قد أعلنوا في 11 مايو/أيار 2017 عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

و أعلن وقتها عيدروس الزبيدي، محافظ عدن السابق، في كلمة بثها التلفزيون المحلي وإلى جانبه العلم السابق لجمهورية اليمن الجنوبي، عن قرار يقضي بقيام مجلس انتقالي جنوبي برئاسته ما أطلق عليه اسم “هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي”.

وقال الزبيدي إن الهيئة، التي تضم 26 عضوا، بينهم محافظو خمس محافظات جنوبية واثنان من الوزراء في الحكومة اليمنية، ستتولى إدارة و تمثيل المحافظات الجنوبية داخليا وخارجيا.

وأعلنت حكومة هادي عن معارضتها لتشكيل هذا المجلس، وجاء في بيان رسمي صدر بعد اجتماع الرئيس هادي مع مستشاريه في العاصمة السعودية الرياض رفض المجتمعين “رفضا قاطعا” للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وسبقت ذلك إقالة منصور هادي أواخر شهر ابريل/نيسان 2017 لعيدروس الزبيدي من منصب محافظ عدن، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في الجنوب، وخرجت مظاهرات تنديدا بقرار هادي.

ونقلت وكالة رويترز حينها تصريحات مسؤول وصفته بأنه يمني جنوبي كبير، رفض الكشف عن اسمه، جاء فيها أن الانفصاليين يأملون في الظفر بدعم التحالف العربي العسكري الذي تقوده السعودية، وأضاف “إنها خطوة بعد صراع طويل… لقد تمكن الجنوبيون في نهاية المطاف من تنظيم أنفسهم نحو الاستقلال”.

المصدر: BBC

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى