فضاء حر

نحتاج إلى ثورة في الفكر تصيغ هويتنا باتجاه المستقبل

يمنات

محمد اللوزي

حينما تعمل على تفكيك (التابو) المترسخ في ذهنيتهم و تكشف هشاشته ينبرون لك بتعصب و عن عجز إلى السب و الشتم لأنهم لم يستطيعوا الرد على الحجة بالحجة، و القول الحسن لعجز منهم و لأنهم عبدوا هذا (التابو) في شكل نصوص و رفعوها إلى مصاف الذي لا يأتيه الباطل. لذلك أي تناول نقدي عميق و قوي و واضح يصيبهم بحالة جنون كأنك تكسر زلفاهم و تحطم اصنامهم فيرتدون إلى لغة اتهام تمسك في صميم وجودك المستقل.

هكذا هي العقلية العربية حدية لا تقبل العلمي و لا تقيم له وزنا. فقط تنتهج ما ألفته في السابق و ادمنت عليه و استراحت له. و لذلك أي تناولة قوية لما ترسخ في عقل و وجدان العربي كأنما هو اعتداء على الذات وجب الدفاع عنها بضراوة حد الانتحار؛ و لأن ثمة خوف من المستقبل إبداعا و تجديدا يكسر هيمنة البالي المؤدلج، فإننا في المقابل نجد من يحتمون بالماضي و يتمترسون فيه؛ يبجلونه يرون فيه الرونق و الزلال، بينما القادم ليس سوى بدعة و ظلال و زيف.

هكذا سنظل نحتمي بالموتى من الحياة؛ و نقهر المستقبل في الاستغراق بالماضي وينوبنا السابق في التفكير و يصل به لدرجة استلابنا حياتنا بهيمنته على تفكيرنا. إنه احتلال حقيقي أكثر خطرا من الاحتلال العسكري لأنه يلغي الكيان الآدمي؛ يصادر الحرية، يغلق منافذ الحياة، و يفتح جبهات و معارك وهمية تسيل فيها دماء و تنسكب دموع باسم الأيديولوجي الدوغما المركب المعقد في اليمين و اليسار .. فهل نقدر على ان ننظر إلى الماضي كونه متحف لنعرف كيف ننقده و نستفيد منه و نضيف عليه..؟ هل نتخلص من أيديولوجيا القولات الجاهزة التي تعتقل العقل تجعله يعيش سباتا لا يستيقظ الا للاحتراب..؟ هل نعقل نحن..؟ و ماذا نريد..؟ و كيف نتجاوز مثبطات الإبداع و القدرة على صياغة المبادرات و التجديد..؟ هل نتجاوز الراهن المشلول إلى المستقبل..؟ هل نقبل نقد الذات في سياق زمني ممتد من الماضي إلى الحاضر لصناعة غد افضل..؟ الواقع ان ما نعيشه يحتاج الى ثورة في الفكر تصيغ هويتنا باتجاه المستقبل.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى