مؤشرات على معركة فاصلة في ريف تعز الجنوبي
يمنات – خاص
ما يزال الوضع متوترا في منطقة البيرين بمديرية المعافر، جنوب محافظة تعز، جنوب غرب اليمن.
و فرضت مليشيات مسلحة تعرف باسم ” الحشد الشعبي” و تتبع تجمع الاصلاح، سيطرتها على منطقة البيرين بمحديرية المعافر، خلال المواجهات التي نشبت قبل يومين، و استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة.
و رغم الهدنة الهشة التي توصل اليها طرفي الصراع، تجددت الاشتباكات فجر اليوم السبت 17 أغسطس/آب 2019، و استمرت إلى الظهيرة.
كتائب أبي العباس العباس التي كانت منتشرة في المنطقة مع قوة من اللواء 35 مدرع الذي يقوده العميد عدنان الحمادي، تراجعت إلى المناطق الجبلية المحيطة بالمنطقة، بعد تمكن الحشد الشعبي من السيطرة على المنطقة قبل يومين.
و قالت مصادر محلية ان الاشتباكات اندلعت عقب محاولة الحشد الشعبي المدعوم باللواء 17 مشاة، التقدم باتجاه مناطق جبلية في محيط منطقة البيرين بمديرية المعافر، ما أدى إلى نشوب اشتباكات عنيفة، و دوي اطلاق النار الكثيف و الانفجارات.
و أثارت الاشتباكات حالة من الرعب في أوساط السكان، الذين كانوا قد عادوا للتسوق في منطقة البيرين التي تعد سوقا يوميا يؤمه السكان من المناطق المجاورة في مديريتي المعافر و جبل حبشي.
أهمية البيرين
منطقة البيرين تعد عقدة هامة على الطريق الرابط بين مدينة التربة و مدينة تعز، و تمثل السيطرة عليها بداية الانطلاقة للسيطرة على مدينة التربة، التي تسيطر عليها قوات اللواء 35 مدرع.
جاءت السيطرة على البيرين من قبل الحشد الشعبي عقب اشتباكات في مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، عبر هجوم بقوة كبيرة و مسلحين قدمت من مدينة تعز و مناطق تمركز اللواء 17 مشاة، و التي هاجمت مسلحين كتائب أبي العباس السلفية و قوة من اللواء 35 مدرع، كانت متمركزة في المنطقة، بعد مواجهات عنيفة راح ضحيتها أكثر من 20 بين قتيل و جريح، كثير منهم من المدنيين.
امتداد لمعركة عدن
يرى متابعون أن اندلاع الاشتباكات في تعز بين فصائل المقاومة الموالية للتحالف السعودي في تعز، جاءت كنتيجة لما حصل في محافظة عدن، قبل عيد الأضحى.
و رأوا أن فصيل الاصلاح في مقاومة تعز، بات متوجسا من أن المعركة ستنتقل إلى تعز بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الامارات على محافظة عدن، فاستبق اعلان الطرف الآخر عن معركة تعز، بهجوم مباغت و منسق للسيطرة على أهم عقدة في المناطق الخارجة عن سيطرة قواته في ريف محافظة تعز الجنوبي، بما يمكنه مستقبلا من نقل المعركة باتجاه مدينة التربة، في حال أعلن الطرف الآخر المواجهة، و بالتالي نقل المعركة من معقله في مدينة تعز إلى مدينة التربة و المناطق المجاورة التي تعد معقل اللواء 35 مدرع و كتائب أبي العباس المدعومة من الامارات.
الانقضاض على التربة
ينتشر في منطقة الأصابع الواقعة إلى الغرب من مدينة التربة، اللواء الرابع مشاة جبلي الموالي للإصلاح، و هو ما يبدو أن الاصلاح يجهزه للانقضاض على مدينة التربة في حال اندلعت المواجهات، في حين ستتكفل القوات المتواجدة في البيرين و نجد قسيم و الضباب، بالتقدم باتجاه النشمة و السمسرة، مرورا بالصافية.
و يرى متابعون أن أكثر ما أثار توجس الإصلاح و اتخاذ قرار السيطرة على البيرين، هو سيطرة قوات حراس الجمهورية التي يقودها العميد طارق صالح، و المدعومة من الامارات، على معسكر العمري، الواقع في مديرية ذباب غرب محافظة تعز، و المتاخمة لمديريات الحجرية، قبل يوم من معركة البيرين.
و اعتبروا أن الاصلاح رأى أن سيطرة قوات طارق صالح على معسكر العمري مقدمة لتقدم هذه القوات باتجاه ريف تعز الجنوبي، و بالتالي مهاجمة اللواء الرابع مشاة جبلي في منطقة الأصابح.
معركة مصيرية
يرى الإصلاح أن معركته في تعز مصيرية، كونه يعتبرها معقله الرئيسي، خاصة بعد أن بات خارج المعادلة العسكرية و السياسية في محافظة عدن، بعد سقوط معسكر بدر و ألوية الحماية الرئاسية، التي كان يسيطر على مفاصل هامة فيها، ما أدى إلى عزل تعز، المعقل الرئيسي، عن مأرب، التي يعد سلطة الأمر الواقع فيها.
مجريات الأحداث و التحركات اليومية جنوب محافظة تعز، تؤكد أن معركة قادمة ستندلع بين قوات الإصلاح و مليشياته من جهة، و القوات و المليشيات المدعومة من الإمارات، خاصة و أن الطرفين ما يزالان يعززان قواتهما و يستحدثان مواقع جديدة، وسط حالة من التوتر، باتت أشبه بحالة الطوارئ، خاصة في ساعات الليل.
الانتشار العسكري في تعز
يتواجد في المناطق التي تديريها حكومة هادي المعترف بها دوليا، ست وحدات عسكرية، اضافة إلى مليشيات مسلحة تتبع طرفي الصراع، هي كتائب أبي العباس السلفية و الحشد الشعبي الاخوانية.
يسيطر الاصلاح على ألوية 22 مدرع و 17 مشاة و 170 دفاع جوي و الرابع مشاة جبلي و الخامس حماية رئاسية، و جميعها تتمركز في مدينة تعز و محيطها و الريف الغربي لتعز، و ملشيا الحشد الشعبي المنتشرة في مدينة تعز و محيطها و منطقة الضباب و نجد قسيم و المسراخ و البيرين و النشمة، فيما بات اللواء 35 مدرع و كتائب أبي العباس السلفية خارج سيطرة الاصلاح، و تتمركز في ريف تعز الجنوبي، خصوصا مديريات الشمايتين و المواسط و المعافر و جبل حبشي و الصلو، و داخل هذا المربع يتواجد اللواء الرابع مشاة جبلي الموالي للاصلاح.
و من هنا فإن الاصلاح يرى أن معركة السيطرة على تعز و اخضاعها لقواته تبدو أسهل من معركة عدن التي خسرتها، من منظور حجم القوة العسكرية التي يسيطر عليها، غير أن المحاذير لديه تتمثل في التحام القوات الموالية للامارات في الساحل الغربي، و ابرزها قوات حراس الجمهورية، اليت باتت مقدمتها في معسكر العمري في مديرية ذو باب، المتاخم لريف الحجرية من الجهة الغربية، و هو ما جعله يباغت خصوم اليوم، حلفاء الأمس، بمعركة البيرين، و التي تعد بمثابة إعلان واضح لنقل المعركة إلى معقل خصومه.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.