تركيا ..الى اين؟!
يمنات
عبدالله سلام الحكيمي
تركيا دولة قوية حديثة متطورة،لانتمنى لها الا كل خير،لكنها فيما بدأ واضحا خلال السنوات القليلة الماضية،باتت مطالبة بالحاح،واقصد هنا الحكم في تركيا وليس الشعب،بتغيير استراتيجيتها السياسية الخطيرة التي اتبعتها منذ ماعرف بثورات الربيع العربي عام ٢٠١١،والقائمة على احياء حلم الامبراطورية العثمانية،واشاعة الفوضى والاضطرابات والصراعات داخل وضد دول جوارها الجغرافي ومايليه،باستخدام القوة العسكرية المباشرة او بتسليح وتدريب وتمويل صنوف من التنظيمات والجماعات المتطرفة والارهابية وتوظفها لخدمة او لتحقيق طموحاتها التي يدغدغها حلم الامبراطوية،الذي لم يعد العصر،بحقائقه واوضاعه وموازين قواه،يتقبله او يستسيغه،اضافة الى كلفته الباهضة جدا لكل قوة دولية ان شطحت واندفعت مغامرة لخوض لجج بحاره وامواجه العاتية، وعلى الحكومة التركية اجراء مراجعة سياسية شاملة لاسس ومقومات واهداف ووسائل سياستها الخارجية عموما.
وعلى صعيد جوارها ومجالها الجغرافي الحيوي،وتسترجع سياستها السابقة للعام٢٠١١،التي تميزت بقدر كبير من النجاح والفاعلية والايجابي،ومانتج عنها من من فوائد جنتها تركيا اقتصادية وسياسية ثقافية،حيث استطاعت ان تخلق مناخا عاما من الاعجاب والاحترام والتفاعل مع النموذج التركي الناجح في مختلف المجالات لدى شعوب ونخب الدول العربية والاسلامية،يتواكب مع نهج السياسة الخارجية التركية الذي قام انذاك على بناء اوثق علاقات التعاون والتنسيقوعدم التدخل للتأثير السلبي في الشؤون الداخلية للدول ونظم الحكم،وكانت تركيا البلد والنموذج، مهوى لقلوب وعقول الملايين من شعوب المنطقة،الى ان نزغ شيطان الطموحات والحلم الامبراطوري الشاطح،فقلب الامور راسا على عقب، وباتت تركيا اليوم،للاسف الشديد،تسير في الداخل وفي الخارج،في طريق محفوف بالمخاطر والالغام،مهددا تركيا القوية المتطورة،التي نحب،في كيانها ونسيجها الداخلي وفي حضورها ودورها الاقليمي والدولي المهم، ولايمكن مواجهة تلك التحديات المتكالبة على تركيا من كل جانب،الا بمراجعة استراتيجية لسياستها الخارجية على نحو جذري تعتمد على تفكير عقلاني واقعي يستوحي ،في جانب منه،ماكان قبل عام ٢٠١.
فهل ،بعد كل ماجرى،الى رجوع من سبيل؟
نأمل ذلك من اجل تركيا بالمقام الاول!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.