عدن .. هدوء مشوب بالحذر وسط انتشار أمني كثيف لقوات الانتقالي الجنوبي
يمنات – عدن – خاص
ما يزال الوضع في محافظة عدن، جنوب اليمن، متوترا رغم سيطرة قوات المجلس الانتقالي على المحافظة، و محافظة لحج المجاورة من جهة الشمال، و أجزاء من محافظة أبين، الواقعة في الجهة الشرقية.
حالة التوتر القائمة، زادت حدتها الجمعة 30 أغسطس/آب 2019، عقب عمليات تفجير و اقتحامات في عدة مديريات بالمحافظة. و هذه العمليات بدأت مساء الخميس، غير أن وتيرتها ارتفعت بشكل غير مسبوق.
عمليات الاقتحامات شملت منازل قيادات و معسكرات تابعة للمقاومة الموالية لـ”هادي” و ضباط في ألوية الحماية الرئاسية و مسئولين في الحكومة.
و شملت عمليات الاقتحامات مديريات دار سعد و خور مكسر و البريقة، على وجه التحديد، و من أبرز المنازل التي اقتحمت منزل قائد لواء النقل، أمجد خالد في مديرية دار سعد، و الذي قتل شقيقه أثناء الاقتحام، و منزل سليمان الزامكي، قائد اللواء الثالث حماية رئاسية، و معسكر المقاومة في مدينة الشعب بالبريقة.
و زاد من حالة التوتر و انتشار قوات الانتقالي التفجير الانتحاري الذي وقع في جولة الكراع بمديرية دار سعد، مساء الجمعة، و الذي أعلن تنظيم داعش الارهابي تبنيه، و راح ضحيته “3” قتلى على الأقل من قوات الانتقالي و اصابة أخرين، بينهم مدنيين.
هذا التفجير الارهابي، يراه مراقبون مؤشر على أن التفجيرات الارهابية و عمليات الاغتيالات ستعود إلى الواجهة في عدن مرة أخرى.
تفجير جولة الكراع، أدى إلى تبادل الاتهامات بين المجلس الانتقالي – سلطة الواقع في عدن – و حكومة هادي، التي خسرت السيطرة على عاصمتها المؤقتة، حيث حمل الانتقالي، الحكومة مسئولية التفجير، و اعتبره تأكيد على أن الجماعات الارهابية باتت تتستر بالحكومة، في حين اعتبرت الحكومة أن من يتحمل مسئولية تنامي الأعمال الإرهابية في المحافظات الجنوبية هو من قوض وجود الدولة والحكومة، في اشارة صريحة للإمارات، الداعم للمجلس الانتقالي، و التي قال انها من سلمت الملف الأمني لما سمها وزير الاعلام، معمر مطهر الارياني، “مليشيا مناطقية”، قاصدا بذلك المجلس الانتقالي الجنوب.
و بدت مدينة عدن، صباح اليوم السبت 31 أغسطس/آب 2019، في حالة هدوء مشوب بالحذر الشديد، وسط انتشار كثيف لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، خاصة في مداخل المحافظة مع المحافظات المجاورة، في الرباط و العلم و صلاح الدين و بير أحمد، وكذا المدن الثانوية داخل المحافظة.
الانتقالي هو المسيطر أمنيا و عسكريات على محافظة عدن منذ أغسطس/آب 2015، غير أن التواجد الهامشي لقوات حكومة هادي بتشكيلاتها العسكرية و الأمنية كان يزيل الحرج عن الانتقالي، في الانفلات و الحوادث الأمنية، أما الآن فقد صار يتحمل مسئولية الانفلات الأمني و أي حادث أمني، فضلا عن تحمله مسئولية الخدمات المجتمعية في المحافظة، خصوصا الكهرباء و المياه و الوقود، و التي تشهد أزمات منذ بداية الشهر الجاري.
و بعد غارات الطيران الاماراتي، الخميس الماضي، شرق عدن و غرب أبين، أتضح جليا أن التحالف السعودي الاماراتي، هو من سعى لتمكين الانتقالي من عدن، ضمن أجندات يعمل عليها الطرفين الاقليميين و من خلفها قوى دولية فاعلة في الملف اليمني، أبرزها كبيري الرباعية “الولايات المتحدة و المملكة المتحدة”.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.