فضاء حر

سيأتي يوم تختفي فيه البقر طالما استمر اليمنيون في تقديس العجول

يمنات

عبد الكريم الرازحي

قال لي وهو مخزن ومبحشم: مالك يارازحي! هل فقدت عقلك! تصور كل شي حتى البقر! هل تعتقد بان اليمنيين لايعرفون صور البقر! 

قلت له: تسمح لي احكي لك حكاية

قال : ماعندي مانع 

قلت له : هل سمعت عن واحد اسمه احمد جابر عفيف كان وزير التربية والتعليم 

قال : ايوه اعرفه وقابلته شخصيا 

قلت له : بعدان ترك الوزارة وتقاعد انشغل بمؤسسته – مؤسسة العفيف الثقافية – ربما سمعت عنها

قال : مش فقط سمعت عنها كنت احضر الفعاليات الثقافيه التي تقيمها 

قلت : الاستاذ احمد جابر عفيف كان شخصا تنويريا منفتحا على العصر وعلى التيارات بكافة تناقضاتها وهواول من دخل مع الجماعات التكفيرية في صراع من اجل جامعة صنعاء كان ثمة معارضة ضد تأسيس جامعة صنعاء وكان التكفيريون الذين كفروا المطبعة وكفروا القطار والسيارة وكفرو ا الطائرة و الراديو والتلفزيون وحبوب منع الحمل قد كفروا الجامعة وعارضوا انشاء جامعة صنعاء وكان مشايخ اليمن الا قوياء قد وقفوا مع الجماعات التكفيرية وضد احمد جابر عفيف التهامي الذي يريد ان يدخل الجامعة ويدخل الكفر الى اليمن.

كان هذا قبل ان يكفروا اللاقطات والقنوات الفضائية وقبل ان يصعدوا للفضاء ليكفروا الجميع 

لكن احمد جابر عفيف ومع انه تهامي مسالم من تهامة الا انه كان انسانا ينتمي الى عصر التنوير ولم يكن بالجبان ولابالمرتزق مثل وزراء هذه الايام لقد دافع عن موقفه ووقف لوحده وبفضله دخلت اليمن عصر الجامعات وعصر التنوير .

قال لي : ايش تشتي تقول !

قلت له : احمد جابر عفيف بعد ان تقاعد اسس مؤسسة العفيف الثقافية وكان رئيس جمعية ” يمن بلا قات ” وكان ثمة صحيفة للجمعيه اسمها “يمن بلاقات” وذات يوم طلب مني ان اكتب في صحيفته مقالة ضد القات.

فكتبت مقالة بعنوان ” قات بلا يمن ” قلت فيها باننا سوف نصل الى يوم يكون فيه قات بلا يمن .

طبعا هو نشر المقال لكنه لم يستطع ان يخفي زعله مني فقد كان الرجل متفائلا وكان لديه يقين بانه سيأتي زمن يختفي فيه القات ويبقى اليمن وكان لدي يقين بانه سيأتي يوم يختفي فيه اليمن ويبقى القات .

اليوم وبعد التحاقي بفريق الهاش للمشي وتسلق الجبال اكتشفت وانا اعبر المدن والقرى اليمنية بان القات هو الحاضر وهو الموجود في اي مكان وفي اي وقت واليمن هو الغائب لذلك عندما اصور البقر فانا اصورها لاني على يقين بأنه سيأتي يوم تختفي فيه البقر طالما استمر اليمنيون في تقديس كل هؤلاء العجول.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى