لماذا لاتتبنى دول التحالف حوار سياسيا جادا مع الحوثيين .. كما فعلت مع الانتقالي…!؟
يمنات
زكي حاشد
المجلس الانتقالي قام بانقلاب غير شرعي مكتمل الاركان ليس على الشرعية فحسب بل انقلاب على الدولة برمتها وعلى دول التحالف نفسها …!
بينما الحوثيين اتى انقلابهم في ظل ضروف وملابسات سياسية، وصراع داخلي، وبعد ان قدم هادي وحكومته او سلطته استقالتهم التي وضعت البلاد في فراغ سياسي ودستوري دفعت بالحوثيين الإحلال بدلا عنها …!
كان ممكن بالحوار السياسي. والتفاوض بين الشرعية والحوثيين وتبنيه من قبل دول التحالف، ان ينتهى الانقلاب بدون حرب او عدوان … ولكن بدلا من ذلك شنت دول التحالف عدوان غاشم وحصار جائر على اليمن واليمنيين دون سابق انذار او مبررات شرعية وقانونية مقنعه ….!؟
خلال فترة الحرب والعدوان على اليمن تمكن الحوثيين من السيطرة والهيمنه على مؤسسات الدولة وبناء وترتيب هياكلها الرسمية وبناء دوله موازية مكتملة الاركان واستمدوا من خلالها كل قوتهم وامكانتهم وضمنوا فيها كل مصادر التمويل المطلوبه لها.. بينما استمرت دول التحالف بقصف كل الامكانات والقدرات التي كانت تمتلكها الدولة والتي كانت تعيق الحوثيين ومن ثم اصبحت هي وحدها تشكل القوة الاكبر والوحيدة بدون منازع…!
واصبح الحوثيين الان وبتمكين من دول التحالف يمثلون القوة الاساسية والوحيدة تقريبا للشطر الشمالي من اليمن والتي اصبح الاعتراف الدولي بها مجرد وقت .. ولحين يتم تسوية وضع بقية القوى التي يحتمل ان تنافسها…!
بينما انقلاب المجلس الانتقالي في عدن كان غير مبرر، ولايستند الى اي شرعية، وقد تم مقاومته ودحره في بداية الانقلاب ، وتم دعمه وانجاحة من خلال دول التحالف نفسها ودفعه الى التمدد حتى وصل الى شبوة . وقد تم اسقاط انقلابة من قبل الشرعية والمقاومة الجنوبية ودحره من شبوة وابين وحتى من عدن ..
ومع ذلك وبدلا من قيام دول التحالف بدعم الشرعية في تحرير عدن عززت دعمها لانقلاب المجلس الانتقالي ومكنته من عدن، وحصنته من اي هجوم له من قبل الشرعية بالقوة العسكرية ودعمته عبر بيانات وتوجيهات صارمة. ومن خلال تبنيها حوار بين الطرفين لتمكين الانقلاب واضفائه بالشرعية القانونية. ..!
وماتقوم به دول التحالف الان بين الشرعية والمجلس الإنتقالي يكاد يكون هو صورة طبق الاصل لما فعلته للحوثيين ، وبنفس الأسلوب والإجرات والخطوات التي ستجعل من المجلس الانتقالي الذي لايمثل حتى جزء من القوى الجنوبية الاخرى “بعبع” ويتمكن من ترتيب نفسه ليصبح احد القوى الاساسية في اللشطر الجنوبي من الوطن … لحين يتم تسوية اوضاع القوى الاخرى في الشطر الجنوبي ..!
اليمنيون ليسوا أغبياء ولا ضعفاء ولا عاجزين ويدركون حجم المؤمرات والمخططات والمشاريع التي تحاك ضد الوطن ، وما يجري فيها وقد عانوا كثيرا من الحرب والدمار والتمزق ، ورغم ذلك مازالوا حريصين على الوطن او ماتبقى منه ويرغبون في وقف الحرب والعدوان وتحقيق السلام في اليمن. .. !!
فإذا كانت دول التحالف ” السعودية والامارات ” ومن ورائهما جادين في انهاء هذه الحروب وهذا العدوان وإحلال السلام في اليمن،،، عليهم فعلا وقف العدوان وتبني حوار وطني شامل بين كافة مختلف القوى الوطنية دون استثناء وعلى راسهم الشرعية والحوثيين، وبغض النظر عن قناعة اليمنيين باي من هذه الاطراف، الا ان الشعب اليمني يؤمن بان الوطن للجميع ولايمكن استثناء او إفصاء اي قوة مهما كان توجهها او إنتمائها ، طالما وان هذا الحوار سيبنى على قاعدة وطنية شاملة لبناء دولة واحدة قوية تحقق العدل والمساواة للجميع دون تمييز اي كان نظامها ، وتكفل وقف هذه الصراعات وهذه الحروب التدميرية للوطن والشعب اليمني وتحقق السلام الدائم في اليمن …
وعلى دول التحالف ان تدرك جيدا ان من مصلحة امنها القومي في المنطقة وتطوير وتنمية مصالحها لن يتاتى إلا من خلال احلال السلام في اليمن وبوجود دولة يمنية موحده وقوية هو السبيل الوحيد الذي سيحقق لهم ذلك..
كما عليهم الإتعاض واخذ العبرة بما حدث من ردود افعال وطنية محدودة للغاية تجاه موقف دولة الامارات في توجهها بدعم فصيل معين ومحاولتها الفاشلة في تقسيم الوطن ..عليهم جميعا ان يعوا ويدركوا ان اليمنيين قادرين على تغيير موازين القوى وقلب الطاولة على الجميع في اي لحظة ، وستكون نتائجها وخيمة على الجميع وفي مقدمتهم دول التحالف نفسها …!
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.