فضاء حر

عن ضربة بقيق وتصريح بومبيو

يمنات

عبد الوهاب الشرفي

يقول بومبيو وزير خارجية امريكا انه ما من دليل على ان الضربة لبقيق السعودية كانت من اليمن, وعلى ذلك يبني انها من ايران..!!

بالنسبة لبومبيو هذا الكلام ليس عفويا وانما كلام مصمم ومفهوم في ذات الوقت لأن له حربا باردة في المنطقة ويوظف كل حدث في المنطقة لصالحها, وبالطبع احداث اليمن بل الملف اليمني برمته يجيره لصالح هذا الصراع مع ايران.

ليس بومبيو غبيا ليقلب الامور رأسا على عقب دون وعي ودون ادنى دليل يقدمه كما تلقى الكثير تصريحه و بنوا عليه و يجهدون انفسهم لحساب المسافات بين بقيق وايران وبينها وبين اليمن وبينها وبين العراق..!!

لم يسأل هؤلاء انفسهم عندما قال بومبيو انه ما من دليل على ان الضربة من اليمن هل قدم مومبيو دليل على انها من غير اليمن, وبعبارة اوضح يقال الاعتراف سيد الادلة والسلطة في صنعاء اعلنت مسئوليتها وعندما يتم الخروج على ذلك بدون تقديم اي دليل هو اللامقبول وليس العكس.

المسألة كلها تتمحور حول الخصومة مع الحوثي وان الاعتراف بان الضربة حوثية هو اعتراف بإنجاز للحوثي في حربه مع السعودية التي تتلبس “الشرعية”, والعمل على ضرب هذا الانجاز الذي تحقق لخصمهم هو حيلة العاجز في مواجهة على الاقل لتخفيف الحنق الذي اصابهم لتحقق هذا الانجاز.

الحرب أمام الاعين تدور في ومع اليمن, والطيران المسير دخل المعركة منذ بداية هذا العام بفاعلية و السلطة في صنعاء اعلنت تنفيذ ضربة بقيق هذا كلام المنطق والكلام الرسمي الذي يبنى عليه ومن اراد انكاره فعليه تقديم اي دليل يسمح له استراق هذا الانجاز وسحبه لجهة اخرى لا حرب للسعودية معها ولا اعلنت مسئولية عنه.

ليس الوقت مناسب لشرح معنى تعاون المخلصين من داخل المملكة لكن هي ضربة يمنية, هذا ما يجب البناء عليه رسميا, ضربة خلفت اعمدة من دخان الحرائق رصدتها الاقمار الصناعية من الفضاء, وخلفت حالة صدمة داخل المملكة تشبه تلك التي طالما اصابت الداخل اليمني لمئات المرات في بداية حرب التحالف السعودي على اليمن وهم يضربون كل مقدرات ومكتسبات البلد وتتصاعد اعمدة الدخان وبذريعة حرب الحوثي.

بالنسبة لليمانيين لا يروا القضية من زاوية الحوثي بل من زاوية عدو غاشم ارهابي قاتل تورط عمدا وغيلة في دماء عشرات الاف المدنيين الى داخل حرماتهم من منازل و اسواق وقاعات افراح او اتراح وطرقات ومدارس ومستشفيات وغيره من الحرمات المدنية و بآلاف الضربات لا واحدة ولا عشر ولا مائة.

يروها من زاوية ضرب كل مقدرات ومكتسبات البلد وتعطيل كل مناشطة في صورة عقاب جماعي للمجتمع اليمني ككل بما في ذلك ما تسمى “المناطق المحررة” التي باتت تشهد حربا بينية يخططها ويدعمها ويرسم سيناريوهاتها هذا العدو الغاشم الارهابي بفرعيه المسيطر في المحافظات الجنوبية من اليمن معرضا ما بقي للبلد من سلم اجتماعي لخطر بالغ قد تضاف تبعا له انهر جديدة من الدماء الى الانهر التي اجرها هذا العدو بطول وعرض الخارطة اليمنية.

يروها من زاوية العمل الممنهج المستمر منذ اكثر من اربع سنوات لإعاقة الحل السياسي ومنع اليمنيين من التلاقي على حل سياسي وانهاء هذا الجحيم الذي يعيشونه منذ اربع سنوات.

كل هذه الزوايا والتي داخلها من التفاصيل ما هو مهول وفضيع وتقشعر له الابدان وما هو لا اخلاقي ولا انساني تجعل من ضربة بقيق ضربة مميزة في اطار الملف اليمني – بعيدا عن نوعيتها عسكريا – تريح اليمانيين وهم يشاهدون تلك الاعمدة التاريخية من الدخان المتصاعدة الى عنان السماء لانهم يشاهدونها بعيون طالما شاهدت جثثا مشوية وابدان ممزقة و اشلاء متناثرة و اوصلا مقطعة ودماء نازفة وجراحا ناكية, بعيون شاهدت التدخل الغادر في الملف اليمني لغير الاصلاح وانما مسكا للملف اليمني من رقبته وطرحا له على الارض وذبحه من الوريد للوريد وتقديمه اضحية بين يدي اطماع جواريه واجندات اقليمية ومشاريع صهيونية, وبعيون شاهدت اعمدت الدخان تتصاعد في السماء من حرائق كل ما بناه هذا الشعب اليمني الاصيل الطيب الفاعل العروبي المسلم الذي كان ضحية ابتداء لعبث جيرانه عبر ما زرعوه من فاسدين دعموهم لمسك زمامه منذ عقود وختموها بحرقه وابناءه بطيرانهم الارهابي الرخيص, بنيته التحتية مصانعه ومعامله وخزانات مياهه وجسوره ومستشفياته وطرقه و مبانيه الحكومية ووحداته العامة وكل ما تحتاجه اليمن لتظل دولة وكل ما هو مطلوب ليعيش الانسان اليمني.

اليمانيون بالأمس شربوا نخب انتصار في وجه كل هذا الارهاب التحالفي السعودي, نخبا ثملوا فيه فرحا و انطلقت جماح امنياتهم الى عنان السماء وعلى ابواب الرب ان يمكنهم ان يكون ذلك حدثا يوميا لا يتوقف ابدا الا بتوقف الحرب على اليمن واتاحة الفرصة لليمنيين للتلاقي وحل ملفهم بأنفسهم و ارتفاع كل تلك الايدي المطلية بالأبيض وهي ايد سوداء غادرة تحركها اعصاب صهيونية.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى