البكاء المذل !
يمنات
أيوب التميمي
بمجرد ما أن ينتهي أمام المسجد من الصلاة نسمع اصوات الفقراء يطلبون الناس حاجاتهم .. اما اليوم فاصوات الذين كانوا – ميسوري الحال – بدأت تظهر في المساجد وعند وقوفهم امام الناس يبكون من الحرج ومن الاحساس بالمذلة ..
سمعت اليوم رجلاً مسنّاً – تظهر عليه علامات الوقار – يتودد الناس إعطائه قيمة وجبة أفطار ، قال لهم أنا يا أولادي نازح والله ثم والله بناتي وأحفادي من دون فطور وغداء وهذه أول مرة أقف فيها لأتسول عطف الناس أرحمونا يرحمكم الله ..
▪تعرفون ماذا يعني أن يضطر – رجل بلغ من العمر السبعين – ليسأل الناس قيمة وجبة أفطار .. معنى ذلك أن الروح بلغت الحلقوم وأن كل الابواب أوصدت في وجهه الا باب الرحمة ..
المعاناة لا تصنع ثورة، الوعي بالمعاناة هو ما يصنع الثورة، لا يكفي أن تتألم، فما لم يكن لديك وعي بألمك، لن تصنع شيئـاً.
الناس الذي يتألمون الآن من المهم أن يدركوا أن آلامهم لم تأتي من فراغ، وأنها بفعل فاعل، هذا الواقع الأسود الذي نعيشه، لا علاقة لنا به ولم نصنعه نحن، هناك من عبث بحياتنا، وصنع كل هذا الخراب،
سمعت طفلاً أيضاً يبكي ويبكي ثم يبكي وهو يقول في المسجد أنا نازح من الحديدة وأمي مريضة أسعفوووووها ثم سقط أرضاً من الوجع ، قال أسعفوها لانه اول مرة يقف أمام الناس ليتسول شفاء والدته.
امرأة تبكي كملسوعة بالنار تقول ياأهل الخير أنا نازحة من الصلو ثم أخفت وجهها من الحرج وظلت تبكي الى أن غادر الناس المسجد .ِِِِِِوكم….. وكم …من هذا الحالات التي تفطر القلب ..
فكل ذرة عناء تشعر بها في حياتك، هناك طرف خارجي متسبب به، وذنبك الوحيد هو الصمت عليهم.
وما علينا اليوم سوى أن نتصدى لهم، ومهما كان الثمن الذي يتوجب أن ندفعه؛
علينا نحرس وجودنا من الإندثار، فهو أهون من الموت الفاضح الذي يسحق حياتنا كل يوم ونحن صامتين..
ولم يبقي إلى أن نسئل الله ان ينزل رحمته على نازحي المحافظات في عموم اليمن فإنهم يذوقون الويلات ، مذلة وأوجاع وجوع وهلع …اللعنة على هذا الحرب وعلى من يتاجر بمصير شعب وعلى الجرسونات في بلاط ال سعود وال زايد وال أردوغان وال موزه .. كلهم أولاد ……….كما قال مظفر النواب!؟
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.