فضاء حر

أمي .. تَخرجت

يمنات

موفق السلمي

أمي الحبيبة، لقد خذلتك وتركت دراستي الجامعية بعد ثورة فبراير 2011 ، ولا شك أنك كنت قبلا تفتخرين بي أمام الأمهات، رُبّما كنت تحلمين أن يصبح ابنك قاضيا يحكم بالحق والعدل، أو محاميا يدافع عن حقوق الضعفاء الذين يعجزون عن أخذ حقهم، أو أنك كنت تحلمين أن أعود لك بشهادة لتقهري تلك النسوة التي كانت تتباهى بأبنائهن وأبناء القرية والذين تفوقوا على من كان يبدو لك كالنجم الثاقب.

أعترف لك ماما، وأطلب سماحك ومغفرتك في كل وجع تسببته لك، وقد كنت أتوجع معك وذلك حينما كنت تتنهدين حزنا على ضياع ما أسلفت حديثا عنه، وإن تظاهرت بعدم اكتراثي وقتئذٍ.

ماما ، أصارحك الآن ، لم أترك دراسة القانون من فراغ ، بل لأني كنت أرى أن لا قانون ولا شرع سيحكم اليمن من بعد 2011 ، وذلك لأسباب عدة كنت أراها ، منها أن حكام اليمن آنذاك هم بالأساس مجرمون ، وكيف بهم وقد أبعدوا من الحكم ؟ أضافة أن دول الجوار اللعينة تتحين وترقب عن كثب فرصة للانقضاض على وطننا وخيراته.

 اليوم أتخرج يا أمي ، وأحقق رُبّما ما كنت تودين ، لكن ما عسايّ أن أفعل بتخرجي وشهادتي، وقد لا أستطيع أن أنتزع حقوقي فكيف بحقوق غيري ، لا محاكم ماما ، ولا حكام ، قتل ودمار ونهب وسلب ، وكأننا سنعود إلى عصور ما قبل الإسلام..

أتعلمين يا أمي أن المجرمين على اختلاف تخصصاتهم ، يخافون جدا من نشر مساويهم ، أو محاكمتهم ، واليوم وقد جمعتُ بين الإعلام والقانون ، صرت أخاف على نفسي منهم ، أخاف أن يُغدر بي ، وأخاف أن تفقديني دون أن تعلمي من قاتلي؟

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى