هل بات الانتماء الجغرافي الجنوبي جوازاً أحمر بيد كل مَـن يحتال على القضية الجنوبية..؟
يمنات
صلاح السقلدي
برغم عدم الإعلان رسميا حتى الآن عن بنود الاتفاق الذي سيُـوقَّـعُ خلال اليومين القادمين بين الحكومة اليمنية الموجودة بالرياض والمجلس الانتقالي الجنوبي إلّا أن مسألة المناصفة بالمواقع والمناصب السياسية والحقوق الاجتماعية بين الشمال والجنوب بنسبة 50% لكل طرف هي من المسائل المؤكد ورودها بهذا الاتفاق، -والتي وردت فعلا بحسب ما تم تسريبه من بنود لهذا الاتفاق-.
فهي وبرغم بريقها بعين الجنوبي المؤيد لاستعادة الحق الجنوبي إلّا أنها ستغدو اشبه بالفخ، الفخ السياسي الذي سيعلق بكلاليبه المجلس الانتقالي والجنوب برمته -( فقد سمعنا بشيء من هذا بماسمى بمخرجات حوار صنعاء )-إن لم يتم توضيحها بالضبط بأنها نسبة تخص الجنوب اختصاصا سياسيا عطفاً على حقه وحق قضيته السياسية الوطنية، وليست فقط نسبة جغرافية تتخطفها نسور الأحزاب وصقور المصالح الذاتية باسم الجنوبية. توضيح مَـــن الجنوبي الذي ستكون الــ50 %من نصيبه. هل هو أي جنوبي، مجرد أنه ينتمي جغرافيا للجنوب؟ أي هل سيكون أي جنوبي بصرف النظر عن توجهاته السياسية وانتماءه الحزبي عن مواقفه المؤيدة أو المعادية للقضية الجنوبية، ومتعصبا لوحدة 94م أو حتى 90م..؟.
فإن كانت هذه النسبة ستتشاركها كل الأطراف اليمنية السياسية والحزبية ولن تقتصر على الطرف المحسوبة من حصته وهو هنا المجلس الانتقالي الجنوبي (والقوى والشخصيات الجنوبية الأخرى بمن فيها الموجودة بالخارج والمؤمنة قولاً وعملاً بالقضية الجنوبية ولها موقف مناهض لكل اجراءات سلطة يوليو 94م الاحتلالية، والتي من المفترض أن الانتقالي وهذه القوى سيتصرف بهذه النسبة الــ50%)،نقول أن كان الأمر سيكون على هذه الشاكلة من الاستحواذ والفهولة فهو لوحده سيكون كافياً لأن يؤسس لعهدٍ جديد من التسلط الوحدوي، وبمسوح جنوبية هذه المرة.
فهذه السلطة التي هي بالأصل امتدادا لسلطة يوليو 94م لن تعدم العنصر الجنوبي الذي من خلاله ستزيف به الإرادة الجنوبية، فهي مدرسة بالتزييف وضليعة بأساليب الانتحال.
لا نجد أدنى شك بحقيقة أن من الشماليين من هم أرأف بالقضية الجنوبية من بعض الجنوبيين، ولهم مواقف عظيمة مشرفة رافضة لقهر الجنوب ونهبه واقصاءه منذ عام 94م وحتى اليوم مِـــن مواقف بعض الجنوبيين للأسف. وهذا يعني بالضرورة أن الجغرافيا ليست وحدها مقياسا لأي حسابات سياسية واجتماعية بل المواقف المنصفة المتحررة من أدران السياسة والحزبية والنفعية هي من يُــعتد بها اليوم وغداَ، مثلما اُعتدَ بها ذات يوم.
فهل كانت شمالية رجال الدولة ذات الانتماء الجغرافي الشمالي كانت بكنف دولة الجنوب منذ عام 67م وحتى عام 90م هي من منحهم الثقة والمناصب الرفيعة بالدولة أو مواقفهم المخلصة لثورة 14أكتوبر ومن ثم لدولة الاستقلال هي من أعطتهم هذه الحق المستحق؟ بالـتأكيد مواقفهم لا جهويتهم.
ففي الوقت الذي نرفض اليوم أن تُـــصادر جنوبية أحد، ونمقتُ كل من يجنح لنهج التخوين والاقصاء إلّا أننا بالوقت عينه نرض أن تظل هذه الجنوبية سيفا سياسيا مسلطا على الجنوب وشعبه بيد الآخرين, أو تظل ورقة وأداة سياسية بيد القوى الحزبية والسياسية تستشرها بخبث لتحقيق مكاسب سياسية عند كل مرحلة وتخلط بها عن عمد الأوراق لتنال بها أطماعا شتى.
بالمجمل نقول أن هذه نسبة 50% المزعومة يجب أن تكون لكل القوى والشخصيات الجنوبية بحسب موقفها السياسي المناصر للقضية الجنوبية مناصرة حقيقية ومعروفة بهذه المواقف الإيجابية السابقة حيال هذه القضية وليس لمجرد جنوبية الجغرافية فقط، وإلّا فمن حق كل جنوبي ينتمي لأي حزب -وهي أحزاب جميعها تقريبا شمالية الجغرافيا وموقفها السياسي مناهضا لكل ما له علاقة بالحق السياسي والوطني الجنوبي- ، ومن حق أي جنوب يسوم الجنوب قهرا , ويذبحه من الوريد للوريد بساطور المكاسب الشخصية ، وسكين الحزبية والخذلان أن يكون له نصيبا من نسبة الجنوب ،اليس هؤلاء الحزبيين والسياسيين جنوبيو الجغرافيا أن كانت الجنوبية جواز أحمر أو عملة صعبة تصرف بكل زمان، وتُـستخدم عند كل منطف استحقاق؟.
المصدر: عدن الغد
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.