الإمارات.. بين الانسحاب العسكري والحضور السياسي والاقتصادي باليمن
يمنات
صلاح السقلدي
ما أعلنته القيادة العامة للجيش الاماراتي يوم الأربعاء في بيان لها نشرته وكالة ” وام” الإماراتية الرسمية يُـــشير الى أنها أنهت المشاركة بالعمليات العسكرية الشاملة باليمن، بقولها: (بعد إنهائها مراحل التحرير والتأمين والتمكين قامت القوات المسلحة الإماراتية بتسليم عدن إلى القوات السعودية واليمنية ).
،وفي ذات الوقت نفهم من البيان بأن الإمارات على شكل حضور سياسي وأمني واقتصادي تحت لافتة، ما أسماه البيان بـــ (محاربة الإرهاب بالمحافظات الجنوبية ومناطقة أخرى). وهذا يعني بالضرورة أن الإمارات اعلان رسمي لا لبس فيه عن انسحابها من التحالف كشريك عسكري مع السعودي، وصرفت بالوقت عينه نظرها تماما عن الغرض الرئيس الذي اُعلن باسم عاصفة الحزم : استعادة حكومة الرئيس هادي الى سدة الحُـــكم في صنعاء. وتركت بذلك السعودية وحيدة تواجه مصيرها وتعثرها على إثر فتور العلاقة بينهما في اليمن بسبب تصادم علاقة كل منهما بحزب الإصلاح” إخوان اليمن” المهيمن على حكومة الرئيس هادي ومؤسسته الرئاسية، ولكنها أي الإمارات وللحفاظ على مصالحها بالمنطقة وباليمن وبالجنوب تحديدا لن تنسحب كلاعب سياسي واقتصادي مؤثر بهذا البلاد وبعموم منطقة تحتدم فيها وتيرة التنافس والأطماع الإقليمية والدولية في البحرين: الأحمر والعربي، وفي القرن الأفريقي، فسيظل حضورها موجودا وربما بشكل أوسع مما كان، بعد أن تكون قد تحررت من كثير من القيود التي ظلت تقيد وجودها العسكري والسياسي بالتحالف وتخشى فيه على أرواح جنودها، ليس فقط من الحركة الحوثية بل من قوات حكومة الرئيس هادي ذاتها.
فالإمارات التي يعتمد جزء كبير من اقتصادها على اقتصاديات المناطق الحُـــرة ومدن الموانئ بكثير من بقاع العالم لا تبدو أنها ستتخلى بسهولة عن حضورها في الشريط الساحلي اليمني الجنوبي من محافظة المهرة –التي استطاعت السعودية أن تسلبها منها مؤخراً- وفي أرخبيل سقطرى شرقاُ حتى عُــمق البحر الأحمر مرورا بمدينة عدن ومينائها الاستراتيجيين كجزء من حضورها المتعاظم بضفتي البحرين الأحمر والعربي والقرن الأفريقي وشمال افريقيا في ليبيا ومصر، خصوصا بعد دخول شريكها الدولي العملاق ” الصين” كقوة اقتصادية كبيرة بالمنقطة وتخطيطها لإنشاء الخط التجاري الطموح” طريق الحرير” الذي تتطلع الإمارات أن يكون لها نشاطا ودورا كبيرا فيه.
فاليمن والجنوب -على وجه الخصوص – بما يمتلكه من مميزات جغرافية وجيوسياسية بَــحرية وبريّـــة عظيمة ترى فيه الإمارات متراسها الاقتصادي المنيع، وتُــرسها العسكري الواقي,بعد أن أوجدت لها شركاء وحلفاء بالجنوب موثوق بهم كالمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المؤيدة له بالجنوب, وفي الشمال القوات التي انسلخت حزب المؤتمر الشعبي العام، حزب الرئيس اليمني السابق صالح والموجودة اليوم بالساحل الغربي على تخوم مدينة الحُــديدة وميناءها الحيوي، هذا الميناء الذي فشلت أبوظبي وحلفاؤها باقتحامها طيلة ثلاثة سنوات مضت بسبب صلابة القوات المدافعة عن المدينة:” قوات الحركة الحوثية والمؤتمر الشعبي العام” الجيش التابع لحكومة صنعاء.وبالتالي فالتخلي الإماراتي عن اليمن بشماله وجنوبه مستحيل الحدوث – على الأقل بالمدى المنظور-. لأهميته الاقتصادية والعسكرية والأمنية بالنسبة للإمارات خصوصا بعد أن كلفتها هذه الحرب خسائر طائلة ماليا ومادية وبشريا، فضلاً عما لحق بسمعتها الأخلاقية من ضرر بالغ. فالتخلي الإماراتي عن هكذا مواقع حيوية باليمن وبالمنطقة لا يعني إماراتيا إفساح المجال لخصومها اللدودين قطر وتركيا باليمن وبالمنطقة بل سعني لها قبل ذلك خسارة اقتصادية عظيمة.
المصدر: رأي اليوم
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.