ما يهزم الفساد إلَّا الصدْق ..
يمنات
ضياف البراق
بلادنا يُضنيها الفساد الأخلاقي الخبيث، وتباعًا لهذا، يُضنيها العنف بجميع ألوانه.
بلادنا يُضنيها الأمل الغبي، الخادع، ويُضنيها، أكثر، هذا الصمت الاستسلامي الكبير إزاء وحشية المجرم، أي الصمت الصادر عن خوف عميق كامن في عمق النفس المظلومة.
بلادنا، الظالم يقتلها، والمظلوم أيضًا يقتلها.
الجلاد والضحية، معًا، هما دومًا مشكلة بلادنا الأساسية.
الضحية صارت تستمتع بعذابها اليومي المستمر، هذا الذي تتلقاه هي على يد جلادها القذر.
الضحية تسعى لأنْ تسلك مسلك الجلاد، أو تقليده، وعلى وجه الخصوص في كثير من الممارسات الأخلاقية!
الضحية، في هذه الحالة، لن تنتصر على جلادها، إلّا «عندما تتفوق عليه أخلاقيًا»، بحسب المفكر الشهير، إدوارد سعيد.
جهل الضحية بنفسها وبجلادها، ينتج ضد هذه «الضحية» مئات الجلادين.
بلادنا، باختصار، تنسحق من ساسها إلى رأسها، وهذا الانسحاق الذاتي، يجعلها دومًا في وضعٍ مأساوي، مهزوم، مُمِيت جدًّا.
بلادنا، لكي تنجو من هذا الطغيان الشامل الفادح، فإن مقاومتها الوطنية ضد جلاديها، ضد السلطة العُنفية الظالمة، هي بحاجة، أولًا، إلى الصدْق العظيم الجميل: الصدْق في الأخلاق، والصدْق في الثقافة والسياسة، والصدْق في النقد والحوار، والصدق في السعي إلى تحقيق الهدف المُراد.
أي إنها بحاجة ماسة إلى جبهة وطنية حقيقية، مبنية على قدر كبير من النزاهة والوعي. النصر لن يكون إلا بصدْق الجبهة الشعبية المناضلة. فالفاسد لا يعوَّل عليه في إسقاط الفساد القائم!
ما يهزم الفساد إلَّا الصدْق.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.