فضاء حر

كيف ساهمت أسعار الإنترنت في اليمن في تأخر البلد..؟

يمنات

أحمد العليمي

من الخطأ مقارنة أسعار الإنترنت في اليمن بالأسعار في الدول الأخرى فهذه مقارنة ليست عادلة، وإذا أردنا الإنصاف في المقارنة يجب أن نضع في الحسبان مستوى دخل الفرد في تلك الدول، حيث أن ما يمثله سعر الإنترنت في الدول الأخرى مقارنة بمستوى دخل الفرد يعتبر سعر الإنترنت بالنسبة له شيء لا يذكر. فهو مقابل دخله مبلغ زهيد جداً لا يقارن بما يدفعه للخدمات الأخرى كالسكن والغذاء والكهرباء وغيرها..

وإذا ما أردنا عمل نسبة فإن نسبة سعر الإنترنت بالنسبة للدخل لا يمثل 0.1% بل لا يمثل نصف ذلك.

وإذا ما أردنا مقارنة ذلك بأسعار الانترنت في اليمن مع مستوى دخل الفرد فإن أسعار الانترنت في اليمن يمثل ما نسبته أكثر من 25% من الدخل، وهنا الطامة الكبرى، فما يدفعه المواطن اليمني لخدمة الإنترنت يعتبر مبلغ خيالي جداً، و لو تم تخفيض سعر الإنترنت 600% من الأسعار الحالية ستبقى الأسعار كأغلى انترنت في العالم إذا ما قارناها مع مستوى دخل الفرد في الدول الأخرى.

أسعار الإنترنت في اليمن كانت السبب في تأخر البلد اقتصادياً وسياحياً وتعليمياً وصحياً وثقافياً، ومن قام بوضع أسعار تعرفات الانترنت على مدى السنوات السابقة، ارتكب جريمة وكارثة بحق هذا البلد وتسبب في ظلم الملايين من المواطنين، فإذا كان الجهل سبباً في اتخاذ هذه القرارات ووضع هذه الأسعار في السابق فإلى متى سيستمر هذا الجهل..؟؟

يجب أن يعي هؤلاء أن الانترنت هو الدافع الرئيسي لنمو اقتصاد البلد وتطوره، أسعار الانترنت يجب أن تكون رمزية جداً لتشجع الشركات في الاستثمار في مجال التقنية والخدمات الإلكترونية، والتجارة عبر الإنترنت. هذه الشركات كفيلة بأن ترفع من اقتصاد البلد.

أكبر عشر شركات تحقيقاً للإيرادات في العالم ثمانية منها في مجال التقنية والانترنت، وهي فيس بوك، جوجل، وتيوب، أمازون، مايكروسوفت، ادوبي ….الخ، وتبلغ إيرادات شركة جوجل 205 مليار دولار في السنة، وإيرادات شركة فيس بوك 88 مليار دولار في السنة.

فكيف ستكون هناك شركات في هذا المجال في اليمن مع خدمة الإنترنت في اليمن و أسعارها الخيالية..؟!
في الأساس المؤسسة العامة للإتصالات وشركة يمن نت هي مؤسسة خدمية وليست ربحية، ولكن للأسف لقد تجاوزت حدود الربحية بدرجة كبيرة جداً.. 

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى